|
فك شفره , الزعيم عبد الكريم قاسم ..ج9
ليث الجادر
الحوار المتمدن-العدد: 5439 - 2017 / 2 / 21 - 20:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من هو أياد سعيد ثابت ؟ تكمله (6) بحلول عام 1919 بدأ التيار الذي ينتمي اليه ,بل ويقوده سعيد ثابت اكثر وضوحا في ملامح موقفه السياسي ..لقد انتقل بالكامل من موقف المعارضه السلبيه الى موقف المعارضه الايجابيه العمليه ..لكن انتقاله هذا لم يكن الا بسبب اختلاف الجهه التي يقاومها او يتعارض معها ( الدوله التركيه ومن ثم بريطانيا ) ..نحن لا نتعامل مع هذا الوصف الا بكونه وصفا شكليا خالي من المضمون ..ومع الاعلان الصريح للسيد سعيد ثابت ايام ثوره تلعفر ضد الانكليز بوجوب الاستعانه بقدرات الاتراك ومع ترجمته الفعليه لهذا النداء وبحكم العلاقه المتميزه له من قبل مع السلطات التركيه وهو المعارض لنهج حكومتها واستنادا لطبيعه نشاطه المتناقل بين مختلف التنظيمات السياسيه الفاعله ..فاننا نمتلك الحق الاكيد بوصف موقفه ونشاطه ضد بريطانيا بانه امتدادا لسياسه سريه لجهه ما وليس بالضروره امتدادا لنشاط الاتراك ..وللتذكير فان كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا كانت لكل واحده منها قبل اندلاع الحرب الفعليه سجلا يتضمن مواقف سانده واجراءات منقذه للدوله العثمانيه ..و بريطانيا التي اعتيد على تصويرها في الادبيات السياسيه بانها الخصم اللدود للدوله العثمانيه , انما كانت اكثر تلك الامبراطوريات فعاليه ومحاولات لحمايه سلطه العثمانيين التقليديه قبيل اندلاع الحرب ..ان بريطانيا هذه كانت قد وقفت بكل قدرات مخابراتها ودبلوماسيتها ضد تطلعات الباشا محمد علي في مصر فقدمت للسلطان العثماني كل القدرات التي تمكن بها من لجم نشاط محمد علي وتحييد مساعييه للتوسع نحو الشرق وبمساندت فرنسا له وبالاتفاق معه ووعده بالتدخل العسكري الى جانبه فانه استعاد انفاسه ليشن حملته نحو الشام ..وما ان تقدمت القوات المصريه على الارض ..حتى وجدت فرنسا نفسها امام خيار الاذعان لمطلب بريطانيا في ضروره الغدر بالحمله المصريه وكان سبب ذلك هو ان الاجهزه السريه البريطانيه قد زودت فرنسا بوثائق تدلل على ان محمد علي انما يقيم في السر علاقات وثيقه مع قيصر روسيا ...وردا على هذا بدأ الامبراطور الالماني يرسل بمذكرات تفاهم مع قيصر روسيا وبعد ان عادت بريطانيا لتثبت مواقعها السياسيه في مصر لكن دونما اي وصف لفرنسا معها ...انه تناقل تكتيكي سريع في خطوات الغرب على اعتاب القصر العثماني ..بوارج تتكفل بالنيابه عن العثمانيين بصد القادميين الى سواحلها ..وهي ذات البوارج التي تطلق زوارق العون لتتجه منها الى حيث مستودعات المتمرديين على السلطان العثماني ..هذا الحراك التكتيكي كون منظومه نشاط سياسي سري يعتمد بصوره جوهريه على اسلوب احتواء الناشطين واستدراجهم الى غايات محدده ..الارض تحرث وتنبش فتتوافر امكانيات لان يختارها الناشطون مجالا لتحركاتهم والحقيقه ان تحركاتهم تلك لانتيجه لها الا بكونها ترسم بخطاهم طرقا لطارقيين سيبل اخرون ..بمعنى انه لم يكن مجديا ان يجند ناشطون سياسيون من قبل اي جهه دوليه وان تقوم بتوظيفهم والزامهم بخارطه طريق محدده الاهداف والاعلانات ..لم تستطيع القوى الامبراطوريه الاربع من ان تخرج من هذه المتاهه والحركه المحمومه بالنشاط الغير قادر الا الانكفاء بعد كل خطوه الى الامام بخطوه الى الوراء ,الا حينما اكلت كتف اللعبه مبادره التاج البريطاني لان يرمي بنرده في صحراء نجد والحجاز ..فهناك كانت الارض البكر التي تتوافر فيها كل شروط العمل السياسي السري الحر والمريح والخالي من اي منافس ..فسلعه السياسه السريه هنا تاخذ شكلها الشفاف البسيط الشكل ..لتكون ابيعك هذا مقابل ان اخذ هذا ..اما هناك حيث الهلال الخصيب ومصر ..فانا ابيع عمرا بضاعتي بسعر زهيد بعد ان اتاكد ان عمير بحاجه اليها وانه سيعاد بيعها اليه ..فيكون عمرا شاكرا لي وانا لست بحاجه الى شكره بقدر حاجتي الى ان تصل بضاعتي الى عمير وعمير لايدري بغايتي هذه ...وفؤاد الركابي الذي صرح يوم انقلاب 1968 ب( جئنا على ظهر قطار امريكي ) لم يكن يتبجح وهو ليس بالغبي كما دأب خصوم البعث من التذكير بهذا التصريح المعلن له ويعتبرونه اعتراف وقح بالعماله الى امريكا ..بل ان فؤاد الركابي هذا كان عميرا انتبه متاخرا ليقول اننا استدرجنا ولاندري ...وعقوبه العمير المنتبه اهونها ان يطرد وينبذ ويسدل الستار عليه .. يتبع
#ليث_الجادر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فك شفره , الزعيم عبد الكريم قاسم ..ج8
-
فك شفره , الزعيم عبد الكريم قاسم ..ج7
-
فك شفره , الزعيم عبد الكريم قاسم ..ج6
-
قج قاج داعش لماذا تأخر؟
-
فك شفره , الزعيم عبد الكريم قاسم ..ج5
-
فك شفره , الزعيم عبد الكريم قاسم ..ج4
-
فك شفره , الزعيم عبد الكريم قاسم ..ج3
-
باص الأحتجاجات ...عندك , نازل
-
فك شفره , الزعيم عبد الكريم قاسم ..ج2
-
فك شفره , الزعيم عبد الكريم قاسم ..ج1
-
أوقفوا فورا ..سبي الدواعش
-
أنها الأسكندرونه يا بشار ..لا تاهاي ..!!
-
ظلال اللاشعور ..في الشعائر الشيعيه
-
الموت ..سطوه الحكمه
-
يوسف السعدي ..طريد كورش
-
زرازير النواب من شرفتي السياب
-
37 عام على مقتل المنتظر في مكه
-
خمس أسئله ساذجه ..لكنها شائعه
-
(طواشة) الشيوعيه ..الشيوعي العراقي
-
مفاعل أيران نو نووي ..مفاعل العراق نووي
المزيد.....
-
أسرار مذهلة لحفل زفاف ثاني أغنى رجل في العالم المقرر في البن
...
-
مركبة -سويوز إم إس-26- تهبط في كازاخستان وعلى متنها رواد فضا
...
-
-غير مبررة-.. إقالات مثيرة للجدل في البنتاغون
-
رسائل والد أسير أميركي بغزة لابنه: الجميع يكافح من أجلك ونأم
...
-
السودان يواجه خطر فقدان آلاف الموارد النباتية النادرة في ولا
...
-
شبح الترحيل من أميركا يكمم أفواه الطلاب الأجانب المتضامنين م
...
-
سلسة غارات أميركية تستهدف مواقع متفرقة في صنعاء
-
-تصعيد الحروب-.. بيونغ يانغ تنتقد قرار واشنطن بشأن الأسلحة
-
زيلينسكي: روسيا تواصل هجماتها رغم هدنة عيد الفصح
-
انهيار مبنى في نيودلهي يخلف أكثر من 11 قتيلا
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|