غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 5439 - 2017 / 2 / 21 - 15:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
زيــــارات لـــبـــنـــانـــيـــة...
بيروت أصبحت هذا الشهر مكة المرشحين الفرنسيين لانتخابات رئاسة الجمهورية الفرنسية القادمة, بنهاية نيسان وأوائل أيار من هذه السنة... البارحة السيدة مارين لوبين Marine Le Penمع عدد من كوادر حزبها المعروفين, والأسبوع الماضي زارها أيضا السيد إيمانويل ماكرون Emmanuel Macron مدلل كبرى وسائل الإعلام ومؤسسات الإحصاء السياسية, والتي يملكها ملياديرية فرنسييين معروفين, ممن يحركون الخيوط الرئيسية, بجميع اللعبات الكراكوزية السياسية.. من تحت الطاولة وفوق الطاولة...
الرئيس عــون مراضاة لسياسته الداخلية, وشركائه بالتوازن السياسي والأمني في لبنان لفت نظر السيدة Le Pen أثناء لقائها معه, ألا تخلط ببرامجها وتحليلاتها وتصريحاتها الصريحة المباشرة بفرنسا ما بين كلمتي " إســلام و إرهــاب "... ولست أدري إن كانت هذه النصيحة, ذات الصدى اللبناني ــ اللبناني فقط.. سـوف تغير بعض الشيء, بعد العديد من العمليات الإرهابية التي قامت بها وأعلنت عنها منظمات قاعدية وداعشية.. بالسنوات الماضية.. و التي هيمنت على خطوط التصريحات الأمنية من مرشحي اليسار أو اليمين أو أقصى اليمين.. أو حتى (بلا بوصلة) سـوف تغير الورقة الرئيسية لغالب هؤلاء المرشحين.. بتصريحاتهم من أول هذه السنة أو من قبل.. لغاية نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية القادمة...
ولكن الزيارات لبيروت.. والاقتراب مما يحدث من تغييرات وأصداء تأتي من دمشق... تحضير لفتح بعض النوافذ المغلقة بعنف بوجه المؤسسات الفرنسية, لأسواق الإعمار والتجديد السورية التي تقدر بمئات المليارات وأكثر.. بالسنوات المعدودة القادمة...
بيروت اليوم.. أول جــســر يــؤدي إلى دمشق... بالتحركات المصالحية القادمة.. والتي ســوف تكون حادة ضروسة... مثل الستة سنوات الحربجية التي فــجــرت ســوريـا... وهــزت لــبــنــان... دون أن ننسى أن لبنان وعاصمته بيروت تحتوى على أعداد هائلة من أعــشــاش (جـمـع عـــش) الدبابير المخابراتية والتجسسية العالمية مثل المدن العالمية هونغ كونغ أو مــاكــاو.. حيث تتصارع مصالح رأسمالية وإقليمية استراتيجية عالمية........
***********
كـــتـــاب عــاصــفــة
صدر الأسبوع الماضي كتاب لصحفية التحقيق الفرنسية المعروفة السيدة Bérangère Bonte بالعنوان القنبلة التي سوف تهز أركان الأوساط السياسية المختلفة واسمه :
La République Française du QATAR
أو دولة قــطــر الفرنسية...
استمعت لها البارحة مساء البارحة على محطة Europe 1 مقابل أربعة صحفيين يناقشونها عن ثبوتيات ما تفضح خلال السنوات العشرة الأخيرة من الحكم بفرنسا.. وسردها لمئات الأسماء من اليمين واليسار والوسط وبلا بوصلة.. من وزراء ومسؤولين كبار ونواب ورؤساء جمعيات مختلفة.. من أعلى المستويات والمسؤوليات, والذين توافدوا على عاصمة قطر أو سفارتها الباريسية, لاستلام ظروف مليئة بمبالغ مرعبة من الأورويات... وعن توزيع المليارات القطرية لشراء مؤسسات وأندية فرنسية.. كما الأموال الطائلة التي وزعت بالأحياء الزنانيرية الإسلامية, والأموال بلا حساب التي وزعت سواء لبناء جوامع.. ومشاريع أخرى عديدة يشتبه أنها كانت تساعد الحركات الإسلامية وغيرها.. وبعض الحلقات الجهادية المعروفة أو النائمة... من بداية ولاية نيكولا ساركوزي.. وحتى ولاية هــولانــد التي تشارف على نهايتها... شخصيات سياسية من الدرجات الأولى كانت تستجدي وتشحذ... شيكات باهظة.. رحلات سياحية.. بطاقات طائرة بالدرجة الأولى بشركة الطيران القطرية.. منها ما رفـض.. ومنها ما قبل وتوزع...
كتاب قنبلة.. في تسونامي الأخبار والأحداث والاتهامات التي تسبق فترة الانتخابات الرئاسية بفرنسا.. لم أر لها مثيلا منذ خمسين سنة حتى هذه الساعة... مما سوف يزيد قــرف المواطن الفرنسي العادي من السياسة والسياسيين... وخاصة عندما نقرأ أن القطريين هم الذين اشتروا عداء السلطات الفرنسية الرسمية وسياستها الخارجية الناتوية تجاه السلطات السورية الشرعية.. خلال سنوات الحرب الغبية الستة الماضية... وهل سيؤثر هذا الكتاب بما يحمل من أدلة وفضائح, بدعم القلائل من السياسيين الذين يطالبون بتغيير الخط السياسي العنيف والأمبارغو الناتوي ضد الدولة السورية وسلطتها وشعبها... واتباع الخط الروسي.. والتحركات الروسية بهذه المنطقة؟؟؟!!!...
كل هذه الأمور سوف تنجلي بالأشهر والأيام القادمة..... من يدري؟؟؟......
بالإضافة أن هــنــاك تزايدا بعدد الأصوات الحزبية والشعبية التي بدأت تطالب بتفسيرات واضحة عن علاقة أمــارة قــطــر, مثل المملكة الوهابية بالإرهاب الإسلامي في أوروبا.. وتمويله ودعمه وتشجيعه...
كتاب السيدة Bérangère Bonte يستحق المطالعة والتحليل والتدقيق والاطلاع والاهتمام...
وعندما أقرأ وأشاهد وأسمع أن عديدا من هؤلاء السياسيين الذين كانوا يوجهون دروسا ضد بلد مولدي ســوريـا غيرها من دول العالم (رغم بعض التحفظات) بالديمقراطية والنزاهة.. لست أدري إن كنت يجب أن أغضب أو أضحك.. أو أصرخ كــفــا.. كــفــا.. أو أيأس من السياسة والسياسيين ومن الوعظ والواعظين.. وأفهم إلى حد ما يأس الأجيال الشابة اليوم من المثل والسياسة وقواعد الأخلاق.. وما كان يسمى التربية العائلية والشهامة والكرامة والنزاهة.......
***************
عـــلـــى الــــهـــــامــــش :
الكاتب الجزائري كـمـال داوود (أو كامل داود) كما تلفظ باللهجة الجزائرية Kamel Daoud, والذي وصل إلى التصفية قبل النهائية بجائزة Goncourt الفرنسية بسنة 2015, والذي وردت بحقه فتوى تحليل دمه من شيخ جزائري.. لأنه هاجم التعصب السلفي.. كما وصف المملكة الوهابية " بــداعش وصلت لمــآربــهــا "...
قال هذا الكاتب المهدد بأخطار عدة... أنا لست بطلا.. ولكنني لا أسمح لأي كان لن يموت بدلا عني.. بإعطائي أية نصيحة كيف أعيش.... وما زال هذا الإنسان الذي يكتب بلغة فرنسية رائعة, بعد دراسات رياضيات ناجحة.. وهو من أصدق الصحفيين الجزائريين الذين يكتبون وما زالوا يكتبون عن الإرهاب الإســلامي بكل شجاعة كاملة ووضوح ومنطق.....
سمعت لـه هذا الصباح مقابلة على راديو France Info ... إني أرفع لـه قبعتي... وأحييه بتأييد كامل واحترام... وخاصة لما قـاله بكل شجاعة ووضوح عن الخراب المخطط التي قامت بــه داعش بكل من سوريا وليبيا والعراق وعديد من البلاد الأخرى... كاتب كامل شجاع.. يستحق الحياة والتأييد وكل إمكانيات المتابعة......
وهنا أعود إلى تــشــاؤمي الإيجــابــي.. كلما تحدثت عما يحدث هــنــاك وهــنــا, من انحدار وتراجع بالحريات العامة والديمقراطية والعلمانية بالعالم.. بسبب الانفجارات السلبية التخلفية المؤذية للإنسانية التي هيمنت على العالم كله خلال الثلاثين سنة الماضية حتى اليوم, والتي تؤدي إلى اضطرابات امنية وحياتية واقتصادية مستمرة.. تفجر مجاعات وخــوفــا وهــجرات... تشاؤمي الإيجابي وما اشعره وما أحلل.. ليس سوى رغبة متجددة دائمة ضــد هذه العوامل الخطيرة ومسببيها ومخططيها.. لمتابعة النضال والكتابة والنشر والصراخ... رغم قناعتي أنها ضائعة بوادي الطرشان.. وخاصة بوديان العربان وصحاريهم الطائفية والفكرية... ولكنني أقوم بواجبي تجاه قناعتي وفكري... رغــم ما تثيره كلماتي الواضحة الحقيقية الصريحة من غضب مخنوق وهمهمات مرائية.. بالأوساط الصالونية البورجوازية التي تقلق على مصالحها من أبسط كلمة حــرة...........
بــــالانــــتــــظــــار........
للقارئات والقراء الأحبة... هـــنـــاك و هـــنـــا... وبكل مكان بالعالم.. وخاصة للنادر القليل من الأحرار الذين ما زالوا يقاومون ويناضلون ــ على حساب حياتهم وأمنهم ورزقهم ــ من أجل الحريات الإنسانية العامة وحرية الفكر والتعبير والعلمانية الحقيقية الكاملة وحرية المرأة ومساواتها الكاملة مع الرجل, دون أي استثناء... لـــهـــن و لـــهـــم كل مودتي وصداقتي ومحبتي وتأييدي ووفائي وولائي.. وأصدق وأطيب تحية مهذبة...
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟