أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاهر خضرة - قد سمع الطين















المزيد.....

قد سمع الطين


شاهر خضرة

الحوار المتمدن-العدد: 1432 - 2006 / 1 / 16 - 07:49
المحور: الادب والفن
    


{{ وقال لي أنتَ معنى الكون كلّه }}
{{ وقالَ لي ليس الكافُ تشبيهاً هي حقيقة
أنتَ لا تعرفها إلا بتشبيه }}
{{ وقالَ لي اذكرني كما يذكرني الطفل
وادعني كما تدعوني المرأة .}}

المواقف والمخاطبات

محمد بن عبد الجباربن الحسن النِفَّري


قد سمعَ الطين*

إلى حاتم الفطناسي
إلى الماء فيما وراء الذاكرة

حالما صلْصَلَ الطينُ في مدارِ الضباب
حالما الريح وحشّيةٌ
جرسها رافلٌ بالسحاب
ناصلاً من كثافة الوحلِ كنتُ
نازعاً من دمي البحر
ليبدأَ فيه احمرارُ العذابْ .
* * *
واقفاً فوق جرْفٍ صخرُهُ يضطَرِبْ
مثلَ روحي
أو مثلَ موجٍ لجِبْ
فيكَ يا ( تيتسُ )*
والمدى لا يُحَـدُّ
لم يفكِّرْ بلونٍ لريشِ الغرابْ
لم تُخْلَقِ النارُ بعدُ
طَفَلٌ يابِسُ الأرضِ
قارتي حينها تستعدُّ
لقبضيْ
جبلةً من جبال ( الأحجارِ )*
ومن ( دارفور )*
حين ترسَّبَ مهدُ .
* * *
غسَقٌ ليس كالليلِ
كالماءِ في غابةٍ
وقتُها الثلجُ يبْدعُ الصفرَ ثمَّ لا يُعَدُّ .
* * *
طائرٌ عقرباهُ ما بينَ عينيْ ملاكْ
مسافةٌ من سراب
عقربٌ قُمْعُ رملٍ
وعقربٌ بارتيابْ
أرهف السمعَ كالأتانِ العجوز
حالما الميّتون _
صنوَ طلَّسْمِ أفعى
في دوارِ الجليد
_ ربَّما يجأرون .
* * *
فإذن كنتُ ، وكانت الأَرْضُ
في مخاض الجبال
كنتُ في رحمها زئبقاً
وفي صخرها رعشةً واحتمالْ
كنت أسري بها مئبراً
وكان خيطي السؤالْ
* * *
ما أضوأَ (العتْمَ) فيها
فلا المداميكُ صبحٌ
ولا السرى من ليالْ
لم أكن مبصراً
لم يُنسَجِ اللحمُ في الدجى شرنقهْ
أدركتْ مغلقه . .
ذرةٌ حجمُها الشرق
ثَمَّ لا شرق لا دجىً
لا شمال
ليس مثلها الشيءْ
ولا ضير إن تعدَّدت في الخيال
* * *
أأنا الأرضُ ؟
لمعةُ البدء . .
قدحةٌ في العماء
هل يذكر السرُّ حينها ما العدم
كنت لا شيء
سابحاً في العماء
لكنه الماء
عرشُه سُرَّتي
* * *
فإذن ضمّني بين أسمائك الحسنى
أو أُضيفُك لاسمي
أفلتتْ منك ذاكرتي
إنَّها تحتوي
كلَّ صمتٍ ومعنى
إن تمتني سأُشْهدِ الكونَ
إنِّي وإنِّي وإنِّي
ولي لسانٌ جَرَس
إن من أبدع النطق لا يستطيع الخرس .
* * *
إن تجسَّدتُ فالنواةُ انفلات
أأنا أنتَ ؟
حَوَّموا حولنا في الصلاة
لم أشأ أن أقول :
إنني شاعرٌ
فهل شبِّهَ للأنتَ :
نظيرُ أنت يزول ؟
* * *
أيْ نعمْ : إنّني توأمُك
إنما لعشقِيَ الأرض جرّدتني
وقلت لي إنني خالقُك
هل تُرى أمُّنا لم تزلْ في متاه
في صحارى العدم
لائبةً عن حجرْ
تليقُ بهذا الإله .
* * *
صحوتُ دونَ أذرعٍ وروح
كأنني أُعجن في السماء
بالطين والدماء
لعلّني من ذلك المذبوح .
* * *
مثلَ لعبةِ الحظّ جاءت ملفوفةً بالسكونْ
كنت من يومها خائفاً
يا يسارُ . .
اليمينُ
يا فوقُ
يا سفلُ
أيّها الطيِّعون .
..................
عزَمْت
قبل أن أُحاطَ بالجهات
أن آخذ الألفاظَ والأسماءْ
شاعراً
أحيلها إليّ
خالطْتُها فكنتُ ثَمَّ
قبل أن تكون
* * *
لفظةٌ مفردةٌ اسمي
عندما أحللتها جسمي
غَرُبتْ وحاق بي وهمي
آنها تراكم الدهر على نومي
. . .

جَدَّةَ الماءِ
ها أيقظَ الدفءُ نوناً وقافاً
قطرةً قطرتين
وصارتِ الأرضُ تحلو قطافاً
لكلِّ موتٍ بعين .
* * *
. . . . . . . .
. . . . . . . . . ؟
بل أنا اخترتُ
ما كان كان
جسدي لم يكن طيِّعاً للزمانْ
وكنّا معاً شاهدين
حين قاضى المكانَ المكانْ .
* * *
كم يُشبهني
نسخَ الذَّكَرَ الأوَّلَ بالفصحى
عقَّدَ طينَه
حتَّى إذْ قرَّرَ بعثَ الأنثى
في لغةِ الماء
ناداني سأريكَ ( نموَّ الشجره
لا الشجرة ).
* * *
أدرِّبُ نفسي تحتَ سُوْرِ الغياب
لكي تصبحَ أمَّارةً بالحضور
سكوتي كجذعِ التراب
وكالصخر خوفي
وبي حكَّةٌ في الجذور
* * *
ها قد دخلت روحي طقس التكوين
فانتفض الرملُ على كفِّي وانتفض الطين
ـ . . . . . . . . . . . . . .
دخلتْ روحي طقس الكون
جرِّب أن تضحكني .
* * *

{ املئي الساعةَ بالرمل املئيها }
فانا مضطلعٌ بالماءِ والصلصالِ
مُذْ آلهةُ العالمِ
حُذْوَ النعلِ بالنعلِ استكانتْ
لم يكن يقلقُني غيرُ عمىً في صفيرِ
الماءِ حولي
حيثُ فوضى البدءِ
واللاشيء مشغولٌ بنسجِ السمعِ
حتى موعد الرعشةِ
في صُلْبِ الوجودْ .
يا غبارَ الدَّعَةِ الأولى !
طفيليّاتِ ما حاك بصدري ! :
ها أنا أشرعتُ في عجنِ شفاهي
ولساني
هيّئوا لي ملمساً
إنَّ بي توقاً من الفطرةِ أن أمتصَّ
أنساغيَ
حتى ييأسَ الماءُ ويأويْ للخدرْ ؛
أطلقُ الشمسْ
آنَ أنْ يمشي على الطين البشرْ
فكرةٌ حمقاء لكنِّي تقلَّبتُ سريعاً
وعصرتُ الشمسَ فوق البحرِ
نشّفتُ السراويلَ على وجهِ القمرْ
* * *

جاءني إبليسُ يرجوني
لأنضمَّ إليهْ .
كنتُ مفتوناً بنفسي
فتعاليتُ كقارورةِ خمرٍ
زبداً للوهلة الأولى ، ويبقى لي نقائي
إن إبليسَ شبابٌ
ولكي تُغوى إلى الآخِرِ ما بين يديهْ .
قل له يا سيّدي الشيطانُ : كنْ لي امرأةً
فإذا قال أنا النارُ
فقلْ : في جسدي ؛ بصقَتْ آلهةُ الماءِ سلاماً
هكذا انضمَّ إلى الماءِ ليطَّـفَّـأَ بي
افهموني تفهموهْ .
* * *
إربد /23-26/10/ 2003



#شاهر_خضرة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمود درويش شاعر فلسطيني عربي إنساني


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاهر خضرة - قد سمع الطين