بمناسبة الذكرى62 لتأسيس جبهة التحرير الوطني البحرانية

جبهة التحرير الوطني - البحرين

الحوار المتمدن-العدد: 5433 - 2017 / 2 / 15 - 09:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بمناسبة الذكرى62 لتأسيس جبهة التحرير الوطني البحرانية
تحل في هذا اليوم الخامس عشر من فبراير الذكرى62 لتأسيس حزبنا "جبهة التحرير الوطني البحرانية" الذي لم يعرف الكلل من أجل تحقيق الأماني المشروعة لشعبنا في التحرر والديمقراطية والتقدم الاجتماعي، وفي أتون جميع المعارك التي خاضتها الجماهير طوال هذه العقود كانوا مناضلو الجبهة يتقدمون الصفوف معبّرين عن بطولات شعبهم وعن الأصالة الثورية لطبقتنا العاملة، وتسطّر بدم الشهداء وصمود الجبهويين في السجون والمعتقلات والمنافي تاريخ الجبهة، حزب الطبقة العاملة البحرانية وسائر الكادحين في بلادنا، وتعززت به مواقع الحركة الوطنية باتجاهاتها التقدمية لتشكل فصيلاً نشطا من فصائل حركة التحرر العربية والحركة الثورية العالمية.
واليوم، تمر هذه الذكرى في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية في البلاد الذي يعكس نفسه على المستوى المعيشي المتدني للجماهير الكادحة بصورة خاصة ، وعلى معظم الفئات الاجتماعية بصفة عامة، ناهيك عن أن الدولة لم تُقدم حتى الآن على حلول للخروج من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية بسبب غياب العدالة والتوزيع العادل للثروة واستشراء الفساد والرهان على العقلية الحكومية القديمة التي امتهنت السرقة والتعدي على المال العام وهدره بشكل غير مشروع، وسوء التخطيط الاقتصادي، مما أدى إلى ارتفاع الدّين العام الذي إذا لم يتحسن سعر النفط، فإن الدّين العام و - حسب مصادر حكومية - سيرتفع في عام 2018 إلى 8.5 أو 9 مليارات دينار ، وهنا سيشمل الدّين العام قرابة 50% من الناتج الوطني، وأدى أيضاً إلى عجز الموازنة العامة للدولة للسنتين الماليتين2015 – 2016 ، بما مجموعه3 مليارات و33 مليون دينار، 1.47 مليار دينار لسنة 2015 و 1.563 مليار دينار لسنة 2016، ونتيجة لذلك ومع تعثر سياسة تعدد مصادر الدخل، وما نجم عن ذلك من أوضاع اقتصادية واجتماعية سيئة تحت وطآت الخصخصة ورفع الدعم عن السلع الأساسية والخدمات وفرض الرسوم والضرائب على الخدمات الحكومية، وتخلي الحكومة عن دورها، دعماً لحرية السوق الداخلية وما يرافق ذلك من خطط اقتصادية وتنموية تتوافق مع العولمة المتوحشة وتوجهات الليبرالية الجديدة، اتسعت الهوة بين الفقراء والأغنياء، وانعدمت المساواة وارتفعت معدلات البطالة والفقر والديون بين الفئات الاجتماعية.
ويواكب هذا التردي الاقتصادي وانعكاساته السلبية على الحياة المعيشية للمواطنين خاصة ذوي الدخل المحدود وفئات من الطبقة الوسطى أزمة سياسية لازالت تؤدي إلى مزيد من التأزيم والانقسامات المذهبية والطائفية وذلك بفعل الاخفاق في تكريس الديمقراطية كمنهج لإدارة شؤون البلاد، وتفاقم أعمال العنف والأعمال العسكرية المرفوضة والغير مسؤولة حينما أعلنت قوى دينية متطرفة مدعومة من إيران باعتماد الكفاح المسلح كخيار للتغيير!
وفي الوقت الذي ندين فيه العمليات الارهابية التي أدت إلى اغتيال رجال الأمن والتعدي على حريات الآخرين والممتلكات العامة والخاصة، نحمل السلطات الأمنية مسؤولية ما يجري من قمع وانتهاكات لمبادئ حقوق الانسان التي نصت عليها المواثيق الدولية، كما نرفض بشدة أساليب التعذيب الوحشية التي تمارسها أجهزة المخابرات مع المعتقلين، ومحاصرة بعض القرى ومظاهر العقاب الجماعي.
إننا في هذه الظروف الصعبة التي تواجهها القوى الديمقراطية والتقدمية في البلاد لفي أمس الحاجة إلى دعم العملية السياسية من خلال ميثاق العمل الوطني، والوقوف بشجاعة أمام العنف والإرهاب وكل أشكال التطرف السياسي.
وترى الجبهة أن الحوار الوطني الجاد المتوافق عليه بين الحكم والمعارضة بداية لحلحلة الأزمة، وان الخيار الديمقراطي والالتزام بمبادئ حقوق الانسان هي البوابة الحقيقية لحل الأزمات والاشكاليات العالقة في البلاد.
ويأتي الاحتفال بهذا اليوم في ظل متغيرات اقليمية ودولية معقدة، وليس خافياً ان تدّخل الرجعية الايرانية في شؤون بلادنا الداخلية قد ضاعف من حدة الأزمة ومن التوترات في المنطقة.
ولا تنفصل التطورات عما يحدث في اليمن الذي يشهد حرباً بالوكالة بين السعودية وايران، وان توسع هذه الحرب القائمة منذ مدة في لبنان وسوريا وباكستان، وهي الآن بصدد الانتقال إلى نيجيريا، هي الأكثر تعبيراً عن صراع المصالح السياسية والعقائدية، في حين ان الشعب اليمني يعاني من ويلات هذه الحرب المدمرة ومن كارثة انسانية حقيقية، وهو ما يتطلب مبادرة عربية ودولية ملحة من أجل وقف الحرب، والعودة إلى الحوار الوطني وفق قرار مجلس الأمن 2216 ، والتوصل إلى سلطة توافقية تمثل جميع أطراف الصراع .
إن الفكر الديني المتطرف المتمثل في نظام ولاية الفقيه والجهادي التكفيري المتمثل في داعش وتوابعها يشكل خطراً حقيقياً على الدولة المدنية وأمن الخليج، في حين ان النفوذ البريطاني وإقامة الأحلاف العسكرية في المنطقة يعد تهديداً للقوى الديمقراطية والتقدمية ولاستقرار الخليج عامة، وهو ما رفضه شعبنا عام 1971 ابان الاستقلال الوطني، ما أدى إلى جلاء القاعدة البريطانية في الجفير، وها هو الآن يرفض النفوذ البريطاني والأمريكي حفاظا على السيادة الوطنية.
وتدرك الجبهة ان للقوى الامبريالية الأمريكية والأنظمة المرتبطة بها في المنطقة نفوذاً كبيراً ليس فقط على اقتصاد بلادنا ودول الخليج الأخرى الخاضعة بشكل يكاد كاملاً لسيطرة البنوك والشركات الاحتكارية، بل أيضاً نفوذ كبير على السياسة والإدارة، وان هذه القوى لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء تطور الأمور بشكل يمس مصالحها، وهو ما تؤكده الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب الذي يؤجج الكراهية والتمييز العنصري بقرارات معادية للنساء والأقليات والمهاجرين واللاجئين مخالفاً لقوانين حقوق الانسان .
إذاً فلا عجب في ظل هذه السياسة العنصرية ان تقدم واشنطن الدعم الغير محدود للكيان الصهيوني القائم على التطهير العرقي ومصادرة الأراضي وتهويدها، وهدم المنازل، وتشريد السكان على حساب حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية.
وإزاء التطورات في سوريا فإن الولايات المتحدة التي تريد تعجيل محاربة داعش في إطار التحالف الدولي، فإن رفع مستوى التحالف مع روسيا من أجل حل الأزمة السورية والعراقية والأوكرانية وغيرها من العوامل التي تشكل النقطة الأساسية لتأسيس ميزان القوى الجديد على الصعيدين العربي والدولي.
تحية لكل الرفاق والأنصار في عيد حزبهم
عاشت الذكرى 62
المجد والخلود لشهداء الحركة الوطنية
جبهة التحرير الوطني – البحرين
15 / 2 / 2017

#جبهة_التحرير_الوطني_-_البحرين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات