|
ملاحم البحر
حسين عجمية
الحوار المتمدن-العدد: 1431 - 2006 / 1 / 15 - 09:42
المحور:
الادب والفن
وصل الناس حفاة وصل الناس عراة كي يغنّوا فرأوا البحر بعيد و رأوا المازوت يحرق كل شيء من جديد فبكوا بكاء الموت كي تحيى البحار بلا حديد تغفو شواطئها على الرمل الوليد حتى يعيد البحر تجديد الحياة كما يريد ***
لو كان في الإنسان أعماق كما في البحر أعماقٌ لو كان في الإنسان أمواج و صخر لو كان في الإنسان أحياء وإسفنج لنمت في كل أمكنة التراب أعشاب ذاكرة الحياة و أعشاش الطيور كل الأماكن يحيى فيها الناس و الباقي سلام وجوهُ لا ترى فيها هياكل وجوهٌ لا ترى فيها زلازل ترفض أن تعيش على الجماجم و ترفض أن تكون الأرض مقبرة العقول و تعود كي تصحو على وجه المطر حتى يغير ماؤها مجرى الحجر مجرى البشر في كوكب تجري قوافله مع لغة الشجر لغة النسيم البكر لغة الورود وكل أصناف الثمر في جوف أعماقي أعيش مع السمر فالبحر قانون السلوك لمن يعد نجوم أجرام السماء و يرى الكواكب والقمر في البحر أغنية السلام و كل أنواع المودة و الكلام و ذاكرة الوجود نراها في صفحات تاريخ البحار مصفوفة في قاعة مصفوفة في سطحه في رمله في كل ما يجري به و ما يحويه من أحياء ذاكرة الوجود يقدمها لنا حتى تغني للبحار حتى نعيش مع البحار مثل السمك مثل الدلافين مثل الحياة كما بدت في عمق ذاكرة البحار **** أرضي و عمق حضارتي تحاكي البحر عن ألف ليلة و الخوابي عن أقلام ذاكرتي و ذاكرة الوجود كل القلاع بكت لأنها فقدت صلات البحر و الإنسان و تغير الزحف الكبير مع البحار و تكسرت سفن المودة كي تغازل عمق أعماق البحار و تعيش في صمت الظلام مع المحار ***** فالبس كما شئت أخي فالأرض تفهم كل ألوان الورود و كل أقنعة الزمان أتفهم يا أخي دون عذاب الأرض تحتضن المحبة و تحتضن الخراب و تحتضن الملامح في وجوه الشر و تعيش مع لغة الجراد و أحلام الصفار الأرض تابوت الحياة و الأرض مقبرة البحار ***** آشور غاب مع الحدائق و الفنادق و المعاصر غاب مع العنب و أحجار الرحى مع جرة الخمر المعتق و النبيذ مع طير أجنحة السلام مع كل زاوية ينام بها كتاب يعانق كونه الأعلى على صمت الغياب و بابل تروي صمتها الأبدي عن سر الخراب و طائر الفينيق يبكي كي ينام على السحاب ليسمع ما يغني الناس عن صمت البحار البحر يكتب بالرمال عن السواحل البحر يكتب بالصخور عن الكهوف عن شعب جبلة و الجبال عن غابة السيقان تجري كي تلامسها البحار و الحب يرتفع لينشر فوق جدران المعابد لغة البداية سرّ بدء الخلق في العمل العظيم لنراها في عصر التكهرب و الصقيع لغة النهاية و جميع أنواع العبر تقتل الإحساس في لغة الوصول تنشر الآمال في البعد الأليم في مجاري اليم موتاً في صحاري الأرض موتاً من أين جاءوا بكل هذا الموت ؟ و هل للموت غير الموت؟ لم يأت شيء من ديار الموت يحكي لنا قصص الحياة و حب سيدة الجمال وأمواج الرياح ترفع فوقها روحاً من الأموات لترد أرواح الوجود إلى الحياة **** ما أجمل الطفل الوليد نظراته توحي بأن البحر يأتي بهي مع مجده وبنائه مع كلِّ ما أعطاه ربه من جديد ما أبشع الطفل الممزق تجري ملامحه على سطح التراب وأمواج التراب مع السد يم وفي تكوين أنواع الشرور يا ليتني ما كنت في زمن الشرور أقفلت رحلتي في فراغ الجوف لأجل أن تحيى المفاصل تفتحت رئتي مع مجرى البكاء أسير مع مجرى الدماء أحضان التراب تضمني أنمو مع تلا فيف الجذور حتى أحصنها ضد العطب وضد من باعوا السلامة بالغضب وقطع الوصل مع حمالة الحطب فأين يختبئ السخيف ولماذا يختلط الشريف مع المنافق والسفيه ومع المفكر والمقلد والشبيه لماذا يختلط الرئيس مع الوزير لأن البحر يخلط ماءه تخرج منه أمواج الهدير مع الزبد نعيش خوفنا من هياج البحر في لغة الأبد فالرسم مدفوع وعنواني على شفتي جمد وباقي قصتي تروى عن شفاه السندباد ورفيقه الأعلى من العباد رحل المباحث والسجين والكلّ في البلد صديق يا رحمة الله على العباد كلُّ ما نعلمه يأتي من الكتاب فاقرأ باسم ربك الأعلى على سرّ الغياب ***** لو كان في التاريخ تاريخ لخفنا لو كان في الإنسان إنسان لتغيرت لغة الزمان وعاش الناي وأفراح العيون لتعود أيدينا تدق بكلّ ما ملكت على الوتر الصحيح ***** بين المودة والحنان يجري من النهد الحليب عشتار ترضع طفلها بين السماء والبحار بسرّ الخلق من يوم الوجود إلى بعد الوجود تبقى بحوزتنا المكاسب والعقود تبقى بحوزتنا صناعتنا00 بضاعتنا00 وكم حققنا من نصرٍ على دمنا الفخر يأتينا وينهزم وأولوا العزم يلتحموا لكي نبقى مع الشيطان نصطدم نغازل كلّ امرأة عسى الأجساد تلتحم ولا ندري بأن الكون ملتحم وأن البحر يلتحم ولحمنا من وجود الأرض ملتحم سواء في منازلنا وبكون تكوين الأثير وذرات التراب مع الجليد بين الروابط في مفاصلنا نعيد إنتاج الوجود كما يريد الله أن يغني الوجود بالماء والعمل النبيل شهبٌ تتابعه الحياة يأتي ليخرج من مياه البحر موسيقى تكوين الوجود وصلت كأنها في غياب نغمٌ يوحد كلَّ شيء في وجود الكون من بدء الذهاب إلى الإياب والكلّ مقروء عن صفحات ذاكرة الكتاب هذا هو التكوين0000 & واعلم أن العقل عند الناس قد ألغى الحساب لم يأتِ إحسان سوى السّر العظيم وجه ربك 000 طاف على البحار وجه الجلالة وكلّ من جاء مع الإكرام فسبح ربما التسبيح قد ينهي 000 العذاب
#حسين_عجمية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
موسيقى الدِّماغ
-
مناخ العوادم
-
الذكرونثوية --طبيعة التكوين المتحد
-
ذاكرة الغار
-
صواعق العصر --- قوة الشر وشر القوة --- للنهب الموجه
-
نحلٌ وبلان
-
السلاح هزيمة العقل
-
سياسة المشاكل ومشاكل السياسة
-
مدارات العليق
-
شرنقة القز
-
الحب في المجال الموسع
-
رسلة كوكب آخر
المزيد.....
-
القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
-
فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف
...
-
خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
-
*محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا
...
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
-
-الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|