جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 5431 - 2017 / 2 / 13 - 17:19
المحور:
الادب والفن
جميل السلحوت:
فراس حجّ محمّد والابداع
عندما أقرأ شيئا من كتابات الأديب الشّاعر فراس حجّ محمد، أدهش بلغته وصوره الجماليّة البليغة، وبمضامين ما يكتبه.
وشاعرنا هذا أديب مشاكس، أو اشكالي، فهو يأتي باللا متوقّع، ويتحلّى بجرأة بائنة، وهذا سرّ ابداعه الذي يميّزه عن كثيرين، يكتب ما يحلو له، وما يجول في خاطره بقناعة تامّة، ومن هنا تنبع مشاكسته غير المقصودة، التي يصيغها نثرا وشعرا بعفويّة أنسان ذي شعور مرهف.
وبما أنّ فراس حجّ محمد شاعر مطبوع، فإن تمكّنه من اللغة العربيّة، وسعة اطلاعه وثقافته، تبهر القارئ أمام أدبه الانسيابيّ البليغ، الخالي من التّصنّع، وهذه هي الأصالة الأدبيّة.
في ديوانه "مزاج غزّة العاصف" الصّادر عام 2015 الصّادر عن منشورات الزّيزفونة لثقافة الطفل في رام الله، واضح أنّ الشّاعر مرهف الأحاسيس والمشاعر، متأثّر بالمحرقة التي تعرّض لها قطاع غزّة في العام 2014 وما سبقها من اعتداءات، فكتب عن ذلك بعفويّة عميقة، لم يخطب ولم يعظ، لكنّه عبّر عن أحاسيس جيّاشة. قارئ الدّيوان يقف مندهشا أمام إنسانيّة الشّاعر، الذي يبكي الانسانيّة الذبيحة، ووحشيّة المعتدي.
قطاع غزة يعاني الكثير بدون حرب، فما بالكم في أيّام الحرب التي لا ترحم، والشّاعر أيضا لم يكن بعيدا عن هذه الأجواء أيضا، فهو يتألّم ممّا جرى.
ويعجبني في شعر فراس حجّ محمّد وكتاباته أنّه لا يكتب شعره وأدبه بعين النّاقد مع أنّه يكتب في النّقد، وله فلسفته الخاصّة في فهم النّصوص الأدبيّة، وهذا كما يبدو واحد من أسباب تميّزه.
13-2-2017
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟