عاطف الدرابسة
الحوار المتمدن-العدد: 5430 - 2017 / 2 / 12 - 11:29
المحور:
الادب والفن
قلتُ لها :
العمرُ يتردّمُ كبيتٍ عتيق ..
كأنّي أُقيمُ في قبوٍ مُعتمٍ ..
أبحثُ بينَ السّنين ..
عن صورٍ استحالت ذكريات ..
أو أشباحَ ذكريات ..
كأنّي كومةُ حطب ..
تُشبهُ العظم ..
أُحاورُ أعوامي ..
فتسخرُ منّي ..
وتسألني عن تلكَ الدّماء ..
التي كانت تسري في جنوني ..
وعن رعشة القُبل التي تُصيبُ شفاهي ..
كحُمّى ليلةِ جليد ..
أبحثُ في ليليَ الرّهيب ..
وأمسيَ البعيد ..
عن ظلِّ امرأةٍ أُراقصهُ ..
فأشعرُ بالعطشُ ..
وأمضي أبحثُ في الأحلامِ القديمةِ عن الماء ..
فإذا الماءُ مالحٌ كهذهِ الأرض ..
كشحاذٍ أمسيتُ ..
أستجدي قُبلةً من شفتينِ ..
كأنّهما من حجرِ أو طين ..
تعبُرُ ذاكرتي مئاتُ الأسماء ..
ومئاتُ الوجوه ..
ومئاتُ العيون ..
التي تبتلعُ ما تبقّى في دمي من جنون ..
حدّثيني أيّتها العيون عن وعودٍ تؤولُ للزّوال ..
عن حُروبٍ تكشفُ عبثيّة الوجود ..
عن موتِ الخُلود ..
عن الشّكِ الذي صارَ يقين ..
وعن اليقينِ الذي ماتَ بينَ شفتي طفلٍ صغير ..
عقلي يهزأُ من أعوامي ..
وما تبقّى من أيامي ..
أتعبني الشّوقُ ..
أتعبني الانتظارُ ..
أيُّها الموتُ ..
آآآآآهٍ كم أنا مُشتاقٌ لأطوي حياتي في هذا الكون ..
فبي شوقٌ للقاءِ وجهين :
وجهِ أُمي ..
ووجهِ الله ..
د.عاطف الدرابسة
#عاطف_الدرابسة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟