أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - أي جواب عن انتمائنا وشرعية وجودنا في ظل هذا الخراب؟














المزيد.....

أي جواب عن انتمائنا وشرعية وجودنا في ظل هذا الخراب؟


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5426 - 2017 / 2 / 8 - 17:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل محاولة الإجابة عن بعض الأسئلة التي باتت تقلق العديد من الفاعلين السياسيين، أريد أن أعرج على بعض القضايا الآنية، التي أعتقد أن القفز عليها لن يزيد العقيدة "مقدسة كانت أو مدنسة" سوى غموضا. ومن بين هذه القضايا أتوقف على سبيل المثال وليس الحصر،عند ما وصل إليه المشهد السياسي من تفكك على يد جهلة سياسيين، لم يعد يهمهم أي شيء، سوى اللهث خلف شهوات المصالح، والركض وراء لذة إشباع الذات السياسية.
ويعتبر ضعف وغياب الإعلام السمعي البصري المغربي عن متابعة كل ما يحصل اليوم في العالم، عارا وجريمة في حق المواطن المغربي المغلوب على أمره، بسبب ما يرتكب في حقه من تجهيل وعنف، يجعله ينتظر الآتي الذي لا يأتي، من دون أن يكون له الحق في فهم ما يجري، ومن دون أن يكون له حق المشاركة في النقاش العام، وفي صياغة وبلورة كل ما يتم إنتاجه من سياسات عمومية.
ونعتقد أن هذا "العار" الذي يلاحق المواطن اليوم، هو نتيجة وليس سببا في تخلفنا. هو نتيجة لأّزمة التعليم والتربية والتراث في بلادنا. وهو جدار، يحجب أي ارتباط مباشر بالمجتمع وبتحولاته الأساسية التي طبعت بنيته "الجديدة".
لقد كان على الفاعلين السياسيين أن يقدموا أمام الشعب، وعلى المباشر، حصيلتهم منذ فجر الاستقلال، وكان على الدولة أن تعترف بكل أخطائها كذلك، للمساهمة الجماعية في صياغة "مشروع رؤية جديدة".
الصين تم فتحها على العالم بعد أربعة قرون من الانغلاق، و الروس تخلوا على الاتحاد السوفياتي، والألمان حطموا جدار برلين، والأسبان فضلوا طي كل الصفحات المؤلمة من تاريخهم الدموي، وفرنسا منذ الجمهورية الأولى إلى الآن، عاشت تجارب مختلفة استقرت في نظام الحكم الجمهوري، الذي رسخ مبادئ الديمقراطية والحرية والمساواة وحقوق الإنسان. ومن جهة أخرى، هناك الولايات المتحدة الأمريكية التي انتخبت رئيسها مؤخرا ليعلن عداءه الرسمي للعالم، وتراجع بلاده على العديد من الالتزامات والمعاهدات بين الدول، وهناك أيضا الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، إلى غير ذلك من نماذج التغيرات الجذرية التي ضربت في العمق كيانات القوى العظمى عبر العالم.
طبعا، في منطقتنا، لم تسلم الحركة القومية هي الأخرى بفصائلها الثلاث من أزمات عميقة، خربت بيت أعمدتها المركزية: الناصرية والبعث والقوميين العرب، وغيرت معالمها في العراق وسوريا وليبيا والجزائر واليمن والسودان..
وإذا كانت هناك نماذج أخرى لم نتطرق إليها، نظرا لكثرتها، فما يجب أن نتوقف عنده هو أن النظام الشمولي فشل في تحقيق وجوده، وخلف وراءه جراحات لم تندمل بعد، سواء باسم الرأسمالية أو الاشتراكية أوالدينية.
واليوم، نعيش انهيار هذا العالم ونواجه ما تبقى منه من أفكار وتيارات، في إيران وأفغانستان والسودان، من دون آفاق عالم رحب، ينقد الإنسانية من حرب عالمية جديدة.
فأي جواب عن انتمائنا وعن شرعية وجودنا في ظل هذا الخراب؟ وما هو دور القوى الصاعدة في صناعة مشروع رؤية جديدة ؟
لقد أسس تجربتنا الديمقراطية والتقدمية، ألمع المثقفين الذين كانت لديهم برامج واسعة تمس الثقافة والتعليم والتربية والاقتصاد، كان الهدف منها تكوين شامل لأبناء الشعب تكوين يمنح كل مواطن حق القراءة والكتابة، والسعي إلى خلق مدرسة وطنية قادرة على استيعاب كل الأطفال المغاربة القادرين على التعلم، ومحاربة الأمية.
هذا الانتماء، تعزز عبر إعطاء الأولوية للثقافة، بما يساعد على بناء صرح الثقافة الوطنية التقدمية والشعبية، والعمل على وقف كل أشكال التناقض المزعوم بين الأصالة والمعاصرة. وتعزز كذلك، بأخذ المسافة اللازمة على محمل من الجد من الجدال حول الإشكالات التي نستوردها من الشرق، وجميع التأويلات المضللة التي لا تخدم سوى الايديلوجية الرجعية.
وإذا كان كل حركة سياسية تستند على أسس فكرية تشكل المرجعية النظرية لممارستها، فهذا يستدعي (باختصار شديد) الوقوف فكريا وثقافيا على الحصيلة التاريخية للمصادر الأساسية التي اعتبرت إنجيلا ومنار للعديد من الطرق والأحزاب والحركات.
إن تاريخ الشعوب يشهد، على أن "البيان الشيوعي" (الذي ألفه ماركس- أنجلز) شكل لزمن طويل كهرباء العمل لكل الحركة الشيوعية منذ منتصف القرن الماضي. كما أن دفيد ريكاردو وأدم سميث، شكلا الحجر الأساس للتوجه الليبرالي في الاقتصاد السياسي والعلوم السياسية، الذي قدسته ممارسات إيديولوجية وسياسية وحركات اجتماعية،في حين يرى البعض أن الأفغاني وعبده، شكلا نفس الشيء بالنسبة للمحافظين وحركاتهم الأصولية، خاصة فيما بعد، مع طباعة ونشر "معالم في الطريق لسيد قطب" واعتباره مرجع مقدسا ل"حركة الإخوان المسلمين" في الخمسينات من القرن الماضي.
إنه النقاش الذي يغيب عن برامجنا التعليمية الثانوية منها والجامعية، وهو ما يسببه من جهل وحصار للتوعية الديمقراطية والتكوين الفكري.
إن الجواب عن أسئلة الانتماء، وعلى ضوء ما ذكرناه سلفا، يضعنا أمام ضرورة البحث عن قيم جديدة للحياة النضالية بعيدا عن تلك النماذج الكلاسيكية، التي باتت عاجزة عن وقف منابع الفوضى وبراثين العنف والإرهاب بكل أنواعه وأشكاله.
أما سؤال الشرعية، فينطلق من التراكم الايجابي لوجودنا السياسي والنضالي، وهو في نهاية المطاف، صراع ومسايرة للنضالات التي يمكن القيام بها في ميادين مختلفة، بعد تقييمنا لتجارب ومشاريع متعددة انطلاقا من ضروريات وطنية.
أخيرا، علينا أن نختار طريقنا بعقولنا، انطلاقا من ما يجري في الخارج، وما يناسبنا في الداخل، مع الرفض الكلي ل"وثنية" النماذج، مهما كانت قوة أتباعها ومهما كان وزنها الكمي أو الانتخابي. إن التاريخ علمنا أن المدرسة هي المعمل العلمي الوحيد الذي يصنع التجارب، وليس استغلال المساجد وأماكن العبادات. والمدرسة هي التي تشجع على الخلق والإبداع، وعلى نشر العلم والمعرفة وثقافة الديمقراطية والمساواة.
.



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادريس خروز يحاكم السياسة التعليمية في المغرب ويبحث عن تعليم ...
- المقاومة السياسية والمقاومة الثقافية كل لا يتجزأ
- المغرب في حاجة لأبنائه اليساريين والديمقراطيين
- نحو تقييم نقدي
- التمرين الديمقراطي والخصوصية المغربية
- حماية حصانة الدولة والمجتمع
- مقاومة متنامية للهجوم على المدرسة والجامعة
- بمناسبة العيد الدولي للمهاجر واللاجئ الذي يصادف 18 دجنبر من ...
- من أجل اشتراكية جديدة في خدمة الشعب
- بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان 10 دجنبر
- وداعا مدرستي الحلوة
- -السياسة البهلة- وفطوم الجبلية الزروالية
- النبوة السياسية والطريق إلى مغرب الغد
- حرية التعبير تقود شباط إلى الحمق السياسي
- الهوية الجماعية لمغرب الغد
- من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية: الجزء الثالث
- من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية الجزء الثاني
- من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية
- إلى السيد حامي الدين بمناسبة عيد الأضحى المبارك
- في الحاجة إلى العقل السياسي القاعدي


المزيد.....




- بعد تصريحات متضاربة لمبعوث ترامب.. إيران: تخصيب اليورانيوم - ...
- بغداد تستدعي السفير اللبناني.. فماذا يجري بين البلدين وما عل ...
- الجيش الإسرائيلي يُباشر إجراءات تأديبية ضد أطباء احتياط دعوا ...
- قبيل وصوله طهران- غروسي: إيران ليست بعيدة عن القنبلة النووية ...
- حزب الله يحذر.. معادلة ردع إسرائيل قائمة
- الخارجية الأمريكية تغلق مركز مكافحة المعلومات ضد روسيا ودول ...
- رغم الضغوط الأوروبية… رئيس صربيا يؤكد عزمه على زيارة موسكو ل ...
- البرهان يتسلم رسالة من السيسي ودعوة لزيارة القاهرة
- كيف تنتهك الاقتحامات الاستيطانية للأقصى القانون الدولي؟
- حرائق غامضة في الأصابعة الليبية تثير حزن وهلع الليبيين


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - أي جواب عن انتمائنا وشرعية وجودنا في ظل هذا الخراب؟