أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البياتي - شباط ليس اسودا














المزيد.....

شباط ليس اسودا


جواد البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 5425 - 2017 / 2 / 7 - 19:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شباط ليس اسودا ، اكثر من وجوه البعض

لم يكن يوما عاديا ذلك اليوم الزمهريري القارس ، كانت جمعة مرعبة ، عندما طلع علينا انكر الاصوات ليقرأ البلاغ الاول للانقلاب القبيح ، كان رد الفعل سريعا جدا من قبل الشعب الذي لم ينتظر ليسترد الخونة انفاسهم فإنطلقت من كل مكان تظاهرات عفوية راكضة بعيدة عن كل انتماء طائفي او ديني او قومي او فكري .
مجموعتنا اتجهت الى الكرادة خارج باتجاه بيوت قادة الثورة مثل فاضل عباس المهداوي وماجد محمد امين ، فيما تحركت مجموعة اخرى لحماية منزل عبد الكريم قاسم ، وكان بين ساحتي معسكر الرشيد ( عقبة بن نافع ) حاليا وبين ساحة المسبح شارعا تتراصف على جانبيه اشجار اليوكالبتوس الكثيفة الاغصان ، ويبدو ان البعثيين قد تأهبوا لمواجهة الشعب باستخدام القوة المفرطة معه وبشكل قاسي عن طريق الاختباء بين الاغصان ، انتشر المتظاهرين في انحاء ساحة المعسكر الواسعة لتشكيل حواجز صد بوجه الاليات العسكرية التي يمكن ان تكون داعمة للانقلاب والتي يمكن ان تتحرك باتجاه معسكر الرشيد والسماح للجنود والضباط الملتحقين بالمعسكر رغما عن منع التجول الذي ورد في بلاغ المغامرين المتأمرين على ثورة 14 تموز ، لكن ما ارهب المتظاهرين هو فتح النار الحي بكثافة من بنادق بور سعيد المصرية الصنع نحو صدور المتظاهرين والتي اطلقت من بين اغصان الاشجار بل وفوجئ المتظاهرون خروج اعداد من الرجال المدنيين يحملون شارات خضراء مكتوب عليها ( ح . ق ) وتعني الحرس القومي ويباشرون بالرمي باتجاه الجموع المتظاهرة بلا رحمة او تمييز ، وتراجع المتظاهرون العزل بعد ان سقط العديد منهم بين قتيل وجريح وهنا وردت الاخبار باغتيال جلال الاوقاتي قائد القوة الجوية امام داره في كرادة مريم .
كانت هناك اخبار تنتشر بين المتظاهرين معظمها من قبيل اشاعات الرتل الخامس لأحباط حماسهم ، ومنها تلك التي انطلقت بعد الظهيرة التي تدعو الناس الى التوجه الى وزارة الدفاع في باب المعظم لمؤازرة القوات التي تقف مع الزعيم في القتال ضد الطغمة الانقلابية ، ويبدو ان ذلك كان جزء من خطة الانقلابيين للسيطرة على مدخل معسكر الرصيف وانتظار بعض القطعات العسكرية التي تتحرك نحو بغداد للسيطرة على المعسكر ، جن الليل على بغداد وعاشت ظلمة معتمة وظل تلفزيون بغداد يذيع بعض الاغاني الوطنية المصرية مثل الله اكبر وحي على السلاح وبعض الاغاني التي انطلقت بعد العدوان الثلاثي على مصر .
في اليوم التالي ، اشتركت طائرة في قصف مقر وزارة الدفاع وقيل ان طيارا اسمه منذر الونداوي هو من يقوم بالقصف ، وكان اليوم الثاني شديدا على اهل بغداد عندما انتشر خبر انتصار عبد الكريم قاسم ورفاقه على الانقلابيين من خلال رفضه طلب الشعب اليه بتسليمه السلاح للوقوف الى جانبه ، مما اعتبر ذلك من قبيل السيطرة على الموقف خاصة عندما خرجت احدى الدبابات من باب وزارة الدفاع دبابة ترفع علم العراق وصورة عبد الكريم قاسم وعندما تقدمت اليها مجموعة للصعود عليها للهتاف بالانتصار ، تم رشقها بالرصاص ، ويبدو ان تلك اللحظات هي لحظات القاء القبض على الزعيم واقتياده الى دار الاذاعة واعدامه مع رفاقه .
في الساعة الثامنة او التاسعة من مساء اليوم التالي ، كانت الصدمة قوية عندما فاجأ تلفزيون بغداد العراقيين بعرض فيلم قصير جدا عن عملية الاعدام ، الذي تكرر عرضه عدة مرات ، ثم عرض الفيلم المصري ( الزعيم الهمشري ) الذي كانت تتخلله عروضا لصور قادة الثورة بعد الاعدام .
من هذا اليوم بدأت احزان العراق ، وما اثار الحزن اكثر هي المعلومات التي كانت تتسرب بمرور الزمن عن الاطراف التي شاركت في اغتيال العراق . فتأكدنا بأن شباط لم يكن اكثر إسودادا من تلك الوجوه .



#جواد_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد يلد
- ترامب ليس لغزا
- عواصف كاذبة بوجه ترامب
- الربح والخسارة في لعبة الارهاب
- الفاشلون
- ترامب المرعب
- امر السيد الوزير
- قضيتنا وبينالي
- جيشنا اصبح محترفا
- الشرف لا يقبل التجزئة
- موسم تفقيس الاحزاب
- الاعتدال بين النفاق والتطرف
- صراعات .. لاعلاقة لها بمصلحة الوطن
- احداث البصرة تعلن انفراط العقد الشيعي
- المجلس ومشاريعه المضحكة
- البرلمان وقوانينه الاستفزازية
- زيباري ضحية الثأر السياسي
- المانحون لايمنحون اعتباطا
- يلدرم يتكفل باسدال الستار
- واخيرا .. داعش حسم امره


المزيد.....




- بعد إعلان حالة التأهب القصوى.. لماذا تشعر اليابان بالقلق من ...
- -روتانا- تحذف أغنيتي شيرين الجديدتين من قناتها الجديدة على ي ...
- منطقة حدودية روسية ثانية تعلن حالة الطوارئ مع استمرار تقدم ا ...
- كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسك وموسكو تعلن التصدي لها
- هاري كين يكشف عن هدفه الأبرز مع بايرن ميونيخ
- منتدى -الجيش - 2024-.. روسيا تكشف عن زورق انتحاري بحري جديد ...
- وزير تونسي سابق: غياب اتحاد مغاربي يفتح الباب للتدخلات الأجن ...
- أيتام غزة.. مصير مجهول بانتظار الآلاف
- سيناتور روسي يؤكد أن بايدن اعترف بتورط واشنطن في هجوم كورسك ...
- حصيلة جديدة لعدد المعاقين في صفوف القوات الإسرائيلية جراء حر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البياتي - شباط ليس اسودا