إيمان قنادزية
الحوار المتمدن-العدد: 5425 - 2017 / 2 / 7 - 05:46
المحور:
الادب والفن
عشاء الليلة كان دسما جدا ...نسبة الكوليستيرول فيه مرتفعة أيضا...يا للهول..أصبت بالتخمة ؟!! أجل...ما أجمل الشعور بالإكتفاء الذاتي..وما يصحبة من إستقرار نفسي...و جسمي..توازن غريب ..يصاحبه إرتفاع جريء في الجلوكوز...و الأحماض الآمينية ..كذلك الأحماض الدهنية...أشعر أن الخلايا تتجدد ....سحقا..كيف سأقنع بطني غدا بأن عشاء الليلة كان إستثنائي..إحتفالا بقدوم أخي " حسين " من مدينة قسنطينة..التي إستقر بها منذ سنة تقريبا...رغبة منه في مواصلة دراساته العليا ..بعيدا عن همجية قريتنا..و برد طقسنا...و حقارة وضعنا المادي..والإجتماعي معا..لنقل عنه جبان ؟!! في الحقيقة ..لا ألوم الأرستقراطيين في إنشغالهم عن تزويد قريتنا بالغاز الطبيعي والماء..أو بالمسكن الملائم ...أو حتى بالبطانيات و الأغطية ...أظن قد أصابتهم لعنة الشبع...و التخمة معا...
هي حقا لعنة..
بصراحة خادشة للواقع..بعد تناولي العشاء الليلة...لم يعد يستهويني الحديث عن هاؤلاء الفقراء....عن جوعهم...و بردهم...عن أرجلهم الحافية...أو بطونهم الخاوية....لقد أصابتني لعنة التخمة ؟!! فأنتابتني رغبة في السؤال عن سعر براميل النفط في الأسواق العالمية ...لكن سرعان ما تذكرت ..." أنا لا أملك أرصدة بنكية ؟!! "....أردت معرفة سعر الأسهم ..؟!!...سعر جرام الذهب...؟!! لكن سرعان ما تذكرت أيضا..فقري المدقع..المخملي..تريثت ..وضعت أحلامي في إطارها الحقيقي..أطفأت أصابع الشموع المتوهجة..أسدلت عيوني...وهنا بدأ نوع آخر من الحياة ....إنها الأحلام ......
#إيمان_قنادزية (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟