كمال تاجا
الحوار المتمدن-العدد: 5424 - 2017 / 2 / 6 - 23:39
المحور:
الادب والفن
كنت مثير للشك
مخالف للطبيعة
وخارج كل سياق
ودون أن يطلب مني
جدث
أو صنم
أخذت أبلط البحر
لأهدأ من ثائرته
-
وأشق درب بالمجرة
لتروا أبعاد مستحيلة
-
و أزيح القمر من مكانه
لتطلعوا على أبعد ما يمكن
من إمعان نظر
ولأقربه إلى أفواهكم
لتحدثوه عما يدور بخلكم
من شكاوى مضحكة
-
وأرخي لجام
كل وضع متعثر
ليعثر على ضالته
بين الشعاب المهلكة
وأطلق العنان لنفسي
حتى أنتفح بحجمي
أكثر مما يبنبغي
وأنا أتقن الزوغان
وأعرف متى أتوه بالشعاب
واتبعثر بالظلمة
وأحصل على وكر مناسب
لأختبأ به عن العيون
وأكتشف رويداً
من هم أندادي
على حلبات الصراع
-
الظلمة
بشعرها الفاحم الذي تدلى
دفنت الجثة
في مكان طارئ
رائحتها تزكم الأنوف
والوقت طريح
فراش زمن يتحشرج
منذ زمن طويل
ويؤخر لفظ أنفاسه
على مزاجة
-
والطرقات جميعا
تؤوب إلى سبيلها
-
ولا لم تعد تنفع معي
الوصفات السريعة
لوجع شج الرأس
ولا المعاني النبيلة
للنزع الأخير
غيرالظاهر للعيان
ولا لم أعبأ
لما ليس بالحسبان
-
مر بيّ
قدس الأقداس
ونسي ثوابه المتاخر
عن السداد
مع أدواته السحرية
المثيرة للسخرية المقنعة معي
فصرت أوزع العظات
دون حساب
وبلا ثواب
ولا آمن أحداً بي
من عامة الناس
فصرت أحسد الصديقين
من أنهم حظيوا
بجهلاء آمنوا بهم
وتعصبوا لإيمان
غير مقنع لأمثالهم
-
بل كنت سخياً أكثر من اللازم
في توزيع الصدقات
ولم أتوقف عند من لا يستحق
ولم أتلكأ بمد يد المساعدة
حتى لمن لم يطلبها
-
وكان لا بد من أن
أعثر على حطام أحوال
وأقع مزعج
من الخشية
العائمة بالأنظار
وأنا ألقي بأطواق نجاة
غير معنية
بالإنقاذ من الغرق
والخضم يبتلع الغرقى
و هدوء العواصف
يلفظ الجثامين
على الشواطئ
-
ومن الدحر
كنا قد نسينا
مواعيد لم نألف تذكرها
وأوقات نعجز عن نسيانها
وانخرطنا في مواجهات عنيفة
من المسارعة على طرح
بعضنا أرضاً
وفي ربح معارك
غير حاسمة
-
هذا ولم يكتشف أحداً من الناس
من أنني أنشبت أظافري
متشبث بالحياة
حتى لا تفلت من بين أصابعي
هنيهة عيش
ضاعت هباء
#كمال_تاجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟