أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيار مواطنة - افتتاحية مواطنة :لامعنى للدستور بدون مرحلة انتقالية














المزيد.....


افتتاحية مواطنة :لامعنى للدستور بدون مرحلة انتقالية


تيار مواطنة

الحوار المتمدن-العدد: 5424 - 2017 / 2 / 6 - 23:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


“لا يمكن، تحت أي مبرر، قبول مشروع الدستورالذي قدمته روسيا، ولا حتى مناقشته ” هكذا سارع البعض بالتعبيرعن رأيه فيما يتعلق “بمسودة الدستور” التي قدمتها روسيا في استانة للسلطة والمعارضة على حد سواء، من حيث المبدأ هذا الكلام صحيح إلى حد بعيد، فلم يحدث أن بلداً أجنبياً قام بإعداد دستور لبلد آخر، ولأن الدستورعادة يضعه أبناء البلد وفق الطريقة التي تناسبهم فإن طريقة طرح الدستور من قبل موسكو تبدو وقحة وخارج السياق المألوف في العلاقات الدولية، إلا أنها تعكس طبيعة الدور الروسي في سوريا الذي تنامى مع التكويعة التركية، ومع تراجع الدور الأوربي والأمريكي الذي فشل في استقطاب المعارضة العسكرية ذات الطبيعة الإسلامية رغم كل محاولاتها المستميتة لتشكيل قوة عسكرية معتدلة في مواجهة النظام والقوة المتطرفة .
ليس المهم الآن طريقة عرض مسودة الدستور ولا مضمونه، بالرغم من أن ذلك لا يخلو من الأهمية، وإنما الخوف يكمن في قضم مخرجات جنيف 1و2، وأيضا القرار الأممي 2254 الذي يدعو إلى الانتقال السياسي عبر مرحلة إنتقالية تنتهي بانتخابات ودستور جديد للبلاد، وهنا يكمن بالضبط “مربط الفرس”، كما يقال، الذي تسعى إليه المعارضة السورية.
يبدو أن إزالة صفة العربية عن الدولة السورية، وإلغاء الفقه الاسلامي بوصفه مصدراً للتشريع، وعدم تحديد ديانة رئيس الجمهورية، وجعل اللغتين العربية والكردية رسميتين في مناطق الحكم الذاتي الثقافي الكردي، شكلت صدمة للوفد المعارض جعلته ينسى عبارة “أن الصراع يمكن حله فقط من خلال عملية سياسية” ( وهي الفقرة التي وردت في بيان إستانة )، التي هي أخطر وأوقح بكثير من طريقة عرض روسيا للمسودة ، لأنها تعني، في أحد أوجهها الأساسية، وفق التصور الروسي، بقاء الأسد في السلطة، وفي أحسن الاحوال، تشكيل حكومة تشمل المعارضة والسلطة بدون المرحلة الأنتقالية واستحقاقاتها، بدون العدالة الإنتقالية وما تتضمنه من ملاحقة قضائية للمجرمين وإنصافٍ للضحايا ومتطلبات التحول الديمقراطي وإعداد دستور جديد…….الخ، ولهذا بالضبط خرجت السلطة منتشيةً من الأستانة وسارعت لوضع ملاحظاتها على مسودة الدستور، وهي تدرك تماماً أن هذا الذي طرح ليس إلا تضييعاً للوقت.
لم يكن طرح الدستور من قبل الروس مفاجئاً ولم يكن خارج السياق العام الذي تعمل عليه موسكو منذ عام تقريباً، فقد صرحت روسيا في أيار/ مايو من العام الماضي:” أنها تعد لمسودة دستور لسورية، انطلاقاً من نتائج مشاوراتها مع أطراف النزاع السوري ودول المنطقة”، بهذا المعنى لا توجد مفاجأة، وبالتالي فإن الإعتراضات تخلو من المبدئية والنزاهة الوطنية.

يشكل الدستور، دون شك أهمية مركزية في حياة السوريين وقد تجلى ذلك مبكراً في مطالبات ودعوات المتظاهرين إلى تغييره، قبل أن تبدأ مسيرة الدماء والعنف، نقول رغم هذه الأهمية فإن ما يحتاجه السوريون الآن هو أهم من الدستور أي التوصل الى اتفاق مستدام لوقف العنف والقتل ووضع إطار زمني للمرحلة الانتقالية التي لابد أن تنتهي بدستور جديد.

في الوقت ذاته، لابد من القول أن ما طرح من مسودات (سورية أو غير سورية) وأفكار وإعلانات دستورية، هي بالعام، أشياء غير نافلة، ويمكن الاستئناس بها، رغم افتقادها إلى الكثير من المقومات الأساسية، والأكثر أهمية، رغم عدم طرحها في البيئة الصحية المناسبة، أي مناقشتها وقبولها من قبل السوريين.

لكن الأمر لا يحتاج إلى هذا الكم الهائل من العصبية والصبيانية، فما دمنا نبحث عن حلول ونسعى إلى دولة مواطنة ونظام ديمقراطي، يجب أن نبحث في كل مكان عن مقصدنا ونتحلى بروح المناقشة والتفاعل مع الأفكار الجديدة والمفيدة أياً كان مصدرها.
يتضح في حمى الجدل، الذي ثارته مسودة الدستور الروسي، أن البعض لم يستفد من تجربة السنوات الستة الدامية، وما زال يدور في حلقة تكاد تكون أقرب الى العدمية السياسية، التي ترفض كل الحلول والمقترحات، لكن هؤلاء يعودون مكرهين إلى قبول ما رفضوه على قاعدة الفشل والضعف، بعد أن يكون قد فاتهم القطار.

في جميع الأحوال، إن الحل الروسي ليس عادلاً، وغير منسجمٍ مع تطلعات وتضحيات الشعب السوري، وطرح مسودة الدستور ليس إلا محاولة للقفزعلى استحقاقات المرحلة الإنتقالية التي يجب ألا تغيب عن ذهن أي مواطن.

تيار مواطنة 06.02.2017



#تيار_مواطنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افتتاحية مواطنة :النساء وغياب الديمقراطية
- افتتاحية موقع مواطنة :هل تبدأ مسيرة السلام في سورية
- مخرجات المؤتمر الرابع لتيار مواطنة
- موقفنا من الهدنة ومؤتمر استانة
- افتتاحية مواطنة :في وداع 2016 .. هل هُزمَت الثورة السورية؟!
- افتتاحية مواطنة :ارادة الحل الروسي وخياراتنا الصعبة
- افتتاحية مواطنة :هل نتعلم الدرس؟ حتى لا تصبح إدلب حلب ثانية. ...
- التغريبة السورية -الاعتراف بالخطأ ليس انهزاماً
- بلاغ حول انعقاد المؤتمر الرابع لتيار مواطنة
- التقرير السياسي لتيار مواطنة- دمشق 12/1/2012


المزيد.....




- الملكة رانيا تهنئ الأمير هاشم بعيد ميلاده العشرين
- انتشال 30 جثة حتى الآن لضحايا كارثة مطار ريغان في واشنطن
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف في كورسك
- فوائد -مكملات الحمل- في تقليل مضاعفات الولادة
- ماذا نعرف عن وحدة الظل في كتائب القسام المسؤولة عن تأمين الر ...
- -مخاوف من سيطرة دينية على الحكم في سوريا- - جيروزاليم بوست
- سانا: الرئيس أحمد الشرع سيلقي خطابا موجها للشعب السوري مساء ...
- شاهد: فرحة أسرة الأسيرة أغام بيرغر بعد أن أفرجت عنها حماس
- انهيار صخري في أعماق كاليفورنيا يكشف أسرار تكوّن القارات
- سر -طبيب الموت- ولغز -عاصمة التوائم-!


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيار مواطنة - افتتاحية مواطنة :لامعنى للدستور بدون مرحلة انتقالية