احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب
(Ahmed Abo Magen)
الحوار المتمدن-العدد: 5424 - 2017 / 2 / 6 - 22:14
المحور:
الادب والفن
لاتَزدني
أيها الرَّاحلُ جَهراً من عذاباتِكَ
إني مُستقيل
كانَ حملي سَاعةَ الوَصلِ خَفيفاً
كنتُ كالغُصنِ المُندَّى
اتمايل ..
حَيثَ مايَهوى النَّسيم
فإذا أنتَ بِغبشٍ
قد تَجافيتَ سَريعاً كالسَّراب
رَاحَ صَبري يَتهاوى
فإذا الحِملُ ثَقيل
كنتُ قد اودعتُ نَفسي
بَينَ كَفيكَ التي
طالمَا كانتْ تُلوِّح
وَتُلوِّح ..
وَتُلوِّح ..
فإذا التَّلويحُ أمسى كاللَّيالي
عندما تَنمازُ بِالحُزنِ الطَّويل
لَستُ مُنهاراً كما يَعتقدُ البَعضُ وَلكنْ
إنني ادمنتُ طعمَ المَوتِ جَبرا
رَغمَ أني لَم أكنْ يَوماً عَليل
مَن يَودُ العِشقَ يَشقى
يَنتهي من كلِّ شيءٍ
مَرَّ من حَولهِ في سَاعةِ شَوقٍ أبدية
رُبما حتَّى إذا مَرَّ الهواء
يَنثني أن مَسَّهُ عَطفٌ من اللاشيء
من دُونِ اشتهاء
يَجفلُ من شدةِ الصَّدمةِ حتَّى
يَستتبُ الظَّنُ فِيهِ
تَحتَ غاياتِ النَّدم
بَعدما ظَنَّ بِأنَّ النَّاسَ خَلقٌ من نَقاء
* * *
كلُّما حَلحَلَ لَيلي
يَبدأُ قَلبي الحَزين
يَبحثُ مابينَ تِلكَ الظُّلمةِ العَمياء
عن جُرحٍ تَصبَّر
يَبحثُ عن قُبلةٍ مَذبوحةٍ تَحتَ الوسادة
يَبحثُ عن أملٍ بَاقٍ حَبيس
بَينَ جدرانِ القَدر
مَن يَموتُ لَيسَ يِحيا
وَأنا مُتُّ على ذِكراكَ
يامن فِيكَ عُمري كانَ يَزهر
فَأنا الآن مُسجَّى كَقتيلٍ
وَاشتياقي مِثلُ طفلٍ
يَمسكُ القلبَ الزُّجاجي
ثُمَّ يَرميهِ على كومةٍ صَخرٍ
فَتَكسَّر…
امسكُ المنديلَ
لَم امسحُ دُموعي
امسحُ الأيامَ دُونك
كنتَ تَدري أن عينيَّ حَياة
دُونَ رُؤياكَ كئيبة
وَيمرُّ الوَقتُ في لِحظاتِ خَوفٍ وَبُكاء
كقطارٍ ..
بَاتَ في حُضنِ مَحطاتٍ
خَلتْ من كلِّ شيءٍ
مَاعدا بُؤسَ الخَواء
وَكأني أحفرُ قَبراً على خَدي المُجعد
بِفؤوسٍ من دُموع
وَلسانُ الحَالِ يَنطق:
كيفَّ لي ..
نِسيانُ من كانَ حَياتي
كيفَّ لي ..
نِسيانُ من كانَ لِعيني
مَوضعَ النُّورِ المَديد
أيها الرَّاحلُ جَهراً
إنَّ هذا القلب فَيضٌ من دِماء
لَيسَ صخراً أو حَديد !!
#احمد_ابو_ماجن (هاشتاغ)
Ahmed_Abo_Magen#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟