أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبراهيم خليفي - حين تكتظ الحانة بالمآسي














المزيد.....


حين تكتظ الحانة بالمآسي


إبراهيم خليفي

الحوار المتمدن-العدد: 5424 - 2017 / 2 / 6 - 02:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مقهى باريس او بالاحرى حانة باريس لما يعرف عنها بالمشروب الكحولي شهرة اكثر مما تعرف عنها القهوة ... شارع الحبيب بورقيبة ليلة " السبت "...
ترى في مثل تلك الاماكن ما لا تراه في اكبر المساحات والاماكت العمومية كمثلها من المكتبة او المسجد او اي فضاء يتماشى والقانون الاخلاقي مثلا او على الاقل لا يزيد الا نفعا ... جلست وصديقي في هذا الفضاء الكريه وماكانت هذه الجلسة الا مجرد مرافقة له عسى ان يأخذ جرعته من الخمر ليعود اليه رشده وتبتل عروقه العطشى الى طعم المنكر في نظره ولطالما كنت قد اكدت على ان لا يشرب حد الثمالة وجعلت له في الاسباب فلسفة لاذكره عن حدود الشراب السقراطي وعن طابعه الفكري المثقف في الرقي بالنفس الى مرتبة اعلى في التفكير وما كنت حقا اهدف الى ان يفكر او يتفلسف بقدر ماكان ذلك ضربا من التمويه خوفا من ان اتكبد مشقة حمله او اتعابا قد تلحقني وانا عائد واياه الى مونفلوري اللعينة ... ارمي ببصري الى اركان " الخربة " على الموجودين هنا فلا اجد فيهم وجها ينبؤ بخير فكلهم لا فرق عندي بين العقل والعقل بالرغم من تشابه الوجوه والاشتراك في تشوهات الوجه وقبح الملامح ... اشغل نفسي بدرس تحليلي لاسباب التواجد مثلا او البحث في مدى دوافع تواجد هذا الحشد وانظر ما ان كان هذا المكان حقا جديرا بوفد عنيف من العامة فلا اجد في تحليلي سوى ان تختلف الوجوه هنا في هذا المكان الذي لطالما كنت انظر اليه على انه قذر الا انه لكونه ييدو مقدسا في نظرهم لما يسديه لهم من خدمة تبعد عنهم الملل ولما يمنحه لهم من مقدار السم الذي يجعل من شخص شخصية يصبح عليها ولم يقدر في الواقع ... لذة الانتشاء عندهم تبلغ اوجها حين يضرب الخمر على وتر الوعي ويثمل الجمع وتبدأ حوادث الاعماق ، الكل غارق في بحر من الهموم التي لطالما جعل البعض منهم القلب مسكنا لها... تتعالى الاصوات وتعم الفوضى ولا تسمع سوى السب والشتم والكلام البذيء وسب الجلالة ونادل تخلى عن دور النادل ليصبح الحكم بين المتصارعين ورائحة الخمر التي زادت من سكري دون اذق طعما لها ... فما لبثت الا و وواحد من المنتشين ، شاب في مقتبل العمر لكن صفة الشاب لن تكون سوى جرما في حقه لما يبدو عليه من ارهاق التقدم في العمر رغم صغر سنه ... طبعا فهو شاب من احدى المناطق المحرومة فكل ما يعرف عن شبان مثل هذه المناطق انهم ضحايا الجهل وقلة الوعي و كثرة الألم وبئس المستقبل ، فلا يمكن
ان يكون هذا المتشرد سوى عامل يومي " مرماجي " للبعض الذي لايعرف في اي مجال هو العمل اليومي لشبان هذه المناطق ... لا يهم كيف تحجج ليشاركني وصديقي جلستنا فلا يتجاوز ذلك اسلوب المغالطة والدهاء ولكني قبلت قدومه رغم رفض صديقي له في بادئ الأمر ... المهم يبدو ذلك الفتى من بين الذين مارست عليهم الحياة اشد انواع عنفها ، فماهي الا دقائق ليمارس علبه الهم عنفه هو الثاني رغبة في الخروج من سجن قلبه ... بمختلف الطرق طبعا بين مقاطع مطربة يرددها " لا دار لا دوار حياتي ظلمة " ... وغيرها مما لم اقدر على حفظه يحكي لنا قصة مأساوية ، مشاكله والعائلة ، قسوة العمل على جسده لكنه سرعان مايعود الى عشيقته " قارورة البيرة " يخاطبها في صمت ويحكي لها مالم اقدر عن معرفته لانعدام تجربتي في صحبة الخمر .... يعود ليلح علي بالمشاركة لكني اضل رافضا مبديا عدم الرغبة في تذوقها حتى و يصر ثم يصر فيزيد اصرارا لكني ارفض لتتحول الدعوة للشرب الى دعوة في التمسك بخيط العلم والدراسة ما ان علم انني طالب تعيس لما كلف هذا الاخير ثمنا غاليا يجعله ينقطع عن دراسته لسوء الأحوال المادية وضعف ظروف التأطير التي نشأ بينها ... اكاد ابكي الما لما تعانيه هذه الفئة العمرية في مناطق الضل او علها مناطق الذل والحرمان فلم ترى هذه الاخيرة من الدولة سوى تجاهلها وبطشها واقتصارها على البحث عن مثل هؤلاء الشبان للخدمة العسكرية بينما ينام ابن فلان و ابن فلان على وسادة ناعمة وينعم بالدفء ويستمتع بالأنترنت والرفاه و و و ...
انظر الى الساعة فاجد ان وقت حريتي كاد ينتهي فلا مفر من حارس المبيت الجامعي للدخول دون ان تشتري منه " سندويشات" والحال انني مفلس فاعود الى سجن الفئران بمونفلوري املا في غد افضل لمصير ابناء الولايات المحرومة واملا في تغير الاوضاع المزرية التي لا يزيدها رجل السياسة الا حرمانا وتهميشا ...



#إبراهيم_خليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مشهد ناري مضاء بالمشاعل على مد النظر.. شاهد كيف يحيي المئات ...
- من الجو.. نقطة اصطدام طائرة الركاب الأمريكية والمروحية العسك ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تسلّم الرهينة الإسرائيلية في قطاع غزة ...
- ضغوط وحرب نفسية وسياسية.. ما المراحل المقبلة من تنفيذ اتفاق ...
- سقوط قتلى إثر تحطم طائرة على متنها 64 شخصا بعد اصطدامها بمرو ...
- تواصل عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة دعوة حكوم ...
- تحطم طائرة ركاب تقل 64 شخصًا بعد اصطدامها بمروحية عسكرية في ...
- مبعوث ترامب يوجه رسالة لمصر والأردن
- أنباء عن وجود بطلي العالم الروسيين شيشكوفا وناوموف على متن ط ...
- شبكة عصبية صينية أخرى ستضرب إمبراطورية ترامب للذكاء الاصطناع ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبراهيم خليفي - حين تكتظ الحانة بالمآسي