السالك مفتاح
الحوار المتمدن-العدد: 5417 - 2017 / 1 / 30 - 20:02
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
تصرف الاتحاد الافريقي مع المغرب بخصوص الانضمام، يذكرنا بمواقف مشابهة في مواجهة اطماع المخزن الممتدة مع التاريخ, والتي كان غياب المغرب عن جلسة تأسيس منظمة الوحدة الافريقية 1963 في اديس ابابا بسب تحفظه على مبدأ احترام الحدود المورثة عن الاستعمار كما هي واردة في ديباجة ميثاف التأسيس بحسب د. بطرس غالي الذي كان من المساهمين في تأطير تلك الديباجة،و على غرار كذلك موقف الرباط الذي وقف في وجه انضمام موريتانيا للجامعة العربية،وهنا يجب التذكير بمواقف بعض الدول مثل الجزائر وتونس التي اشترطت حضور قمة الرباط بحضور موريتانيا والاعتراف بها . وهو ما تم بالفعل .
اليوم التاريخ يعيد نفسه بطريقة اخرى، النظام المغربي يريد الانضمام للاتحاد الافريقي،لكن بعض الدول الافريقية تشترط عليه نفس الشروط،لكن هذه المرة الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وتطبيق ميثاق الاتحاد، بخصوص احترام الحدود الموروثة عند الاستقلا وكذلك احترام سيادة واستقلال الدول الاعضاء، كون الجمهورية الصحراوية عضوا مؤسسا في الاتحاد.
بالتاكيد ان نوايا نظام المغرب "مريبة" في نظر المراقبين خاصة وانه حاول استباق الاحداث من قبيل المصادقة على الميثاق التأسيسي للاتحاد "دون تحفظ" في حين يقود الحملة الملك نفسه، واكثر من هذا يغدق الامول لشراء الذمم واطلاق العنان لمشاريع في الدول الافريقية والتي تمولها دول الخليج البترولية .
وفي الاخير فان مجرد التصديق على ميثاق الاتحاد الافريقي الذي صادقت عليه الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية،يشكل "اعترافا ضمنيا" بهذه الاخيرة وبحدودها الدولية وبعلمها الوطني وبسيادتها . لكن نظام المخزن في المغرب عودنا على نكث العهود . ففي سنة 1982 صادق بقمة نيروبي على تنظيم الاستفتاء لتقرير المصير،لكن سرعان ما عاد واكد انه استفتاء لتأكيد مزاعمه التوسعية في الصحراء الغربية . وفي سنة 1991 صادق على مخطط التسوية لتنظيم الاستفتاء في غضون ثمانية شهور،لكنه راوغ وعرقل ولمر يتم سواء وقف اطلاق النار .. وفي سنة 2000 عندما تم الانتهاء من اعداد لوائح المصوتين المؤهلين للمشاركة في الاستفتاء، رفض الاستفتاء جملة وتفصيلا ونكث اكبر اتفاقيات مؤطرة لذلك المسلك والتي وافق عليها سنة 1997 تحت اشراف الامم المتحدة والتي توسط فيها المبعوث الشخصي ،جيمس بيكر.
وبعد مناورات، دخل سنة 2007 في مفاوضات جديدة، ثم قلب الطاولة وقال لم يعد هناك سوى حكم ذاتي بمواصفات مغربية ولا شئ غير ذلك .
بل انه اتهم الامين العام للامم المتحدة المنصرف “بان كي مون”, ودخل على الخط في صراع مع الامم المتحدة بطرد المكون المدني والسياسي من بعثة المينورسو سنة 2016 .
تلكم مجرد غيض من فيض من مسار طويل من المناورات والمراوغات المغربية في مواجهة المشروعية الدولية في الصحراء الغربية .
#السالك_مفتاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟