رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 5415 - 2017 / 1 / 28 - 22:51
المحور:
الادب والفن
التأنيث في مسرحية
"عالم ذكور"
عفيف شليوط
لا انكر أن كتاب "هاني أبو غضيب" الشاعرة والمعاناة التي تحدث فيه عن "فدوى طوقان" أثر في بشكل كبير، حتى استطيع القول بأنه فجرني إنسانيا اتجاه قضايا المرأة العربية عامة والفلسطينية خاصة، فليس من المعقول أن تبقى المرأة اسيرة لمفاهيم المجتمع المتخلفة، بحيث تكون أسيرة لعقلية القبلية والعائلة التي تقمعها.
مسرحية تقدم لنا حالة القمع والظلم الذي تتعرض له المرأة بشكل فانتازيا، فالحدث المسرحي يبدأ بهذا الحديث:
"الرجل الحازم: ـ أيها السادة الأفاضل، نحن اليوم بصدد معالجة قضية في غالية الأهمية والخطورة (يشير إلى الجثة) انظروا إلى تلك المجرمة الزانية! (مستدركا) لا تنظروا إلى تلك المجرمة الزانية لئلا تدخلوا في التجربة (يبلع ريقه) إنها تجرأت ودخلت الحمام في بيتها، بعد أن احكمت الاغلاق الباب (بصراخ شديد وفجائي) تعرت، نعم أيها السادة، تعرت كما خلقها ربها.
...فدخل ابن الجران المسكين إلى المنزل، وإذا به يسمع صوت المياه تنبعث من الحمام، فاعتقد هذا الإنسان الوديع أن جاره نسى أحكام إغلاق الحنفية، فأسرع إلى الحمام ليوفر على جاره الزيادة في فاتورة المياه، وإذا به يشاهد جسدا بضا في غالية الحسن والجمال" ص261، بعد هذا المشهد يأتي الحوار لمحاكمة القتيلة، فهي المجرمة لأنها انثى ليس أكثر، بينما يتم وصف المجرم "بالوديع" وتنتهي المسرحية بقرار من القاضي بتذكير كل شيء، حتى اللغة المؤنثة
"لا للتاء المربوطة
لا تأنيث بعد اليوم" ص264، ويتأخذ قرار بضرورة التذكر لأن الأنثى والتأنيث هو سبب الخراب والفسق والجرائم في المجتمع، بهذا الشكل الفانتازي يقدم لنا الكاتب حال الأنثى في منطقتنا العربية.
اعتقد بأننا بأمس الحاجة إلى مثل هذا الطرح المجنون اتجاه النساء، هذا الطرح الذي نمارسه يوميا في أسرتنا وعائلتنا وقبيلتنا وفي مجتمعنا، يكفي الاستخدام المتخلف لدين من قبل البعض الذين يريدونهن أن يكن متاع ليس أكثر، فلهم الحق في ان يتزوجوا الثانية والثالثة والرابعة وأن يضربوهن، ولهم أن يمنعونهن من ابسط الحقوق، فليس لهن أن يخرجن من البيت، أو أن يتحدثن أمام (الغرباء) لأن صوتهن عورة، وعليهن أن يلبس الحجاب ويضعن الخمار على وجههن.
نحن في عالم عربي مجنون، يمارس البطش بحق ذاته، بأدوات (الدين) وكأن الدين توقف الاجتهاد فيه عن هذا الأمر، قمع المرأة، ولهذا ما زال ينظر إليها على أنها (حرمة).
المسرحية منشورة في مجلة مشارف المقدسية العدد 7، خريف 2016.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟