رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 5415 - 2017 / 1 / 28 - 04:00
المحور:
الادب والفن
الأنثى في كتاب
"الشاعرة والمعاناة"
هاني أبو غضيب
جميل جدا التعرف على الكتاب والادباء، بالأمس ذهبت إلى المكتبة الجامعة في نابلس لشراء رواية "قواعد العشق الأربعون" وإذا بالبائع يسأل:
ـ ماذا تعمل؟
ـ أكتب وأقرأ
ـ تعال هنا، اجلس على هذا الكرسي.
أخذنا الحديث عن الأدب والثقافة، ... وإذا به كاتب رواية "نابلس جمر تحت الرماد"، ونائب رئيس تحرير صحيفة "الشعب" سابقا، ولديه من المعرفة الكثير، ... قدم لي كتبه، الرواية وكتاب " فدوى طوقان الشاعرة والمعاناة" قرأت اكثر من عمل نقدي عن الشاعرة وشعرها، لكنني لم اتفاعل/اتأثر بكتاب كهذا الكتاب، فقد جعلني اشعر بالذنب لأننا نحن في فلسطين عظمنا الشاعرة "فدوى طوقان" وقمعنا الإنسانية فيها، أهم ما جاء في كتاب "هاني أبو غضيب" هو مس واقع المرأة في فلسطين، فهي تبقى أنثى وعليها أن تخضع لسلطة القانون، المجتمع، الأسرة، بمعنى أننا نقمعها ونجلدها ونحبسها ونحرمها، ثم نقول لها انطلقي ضمن هذا الواقع.
الكتاب يعرينا، ويبن جرائمنا اتجاه المرأة، ليس المرأة العادية وحسب، بل تلك المبدعة والمتألقة، فعندما يحدثنا عن مشاعر "فدوى" عندما طلب منها والدها أن تكتب في السياسة وهي الخاضعة لسجن القانون والعرف والعادية والمجتمع كان يجلدنا بسوط موجع، لكننا كنا وما زلنا نستحق أكثر من الجلد، فالمرأة في عرفنا (حرمة) وعلينا حمايتها، فهي ضعيفة، ونحن الأقوياء، نحن أقوى منها، وعليها أن تخضع لنا، ولا تعمل/تفعل/تتصرف إلا بعد أخذ أمر/الإذن منا.
الكاتب يوضع في اكثر من مكان مشاعرها كأنثى، حاجتها للحب، حاجتها للرجل، لكن واقعها والظرف جعلها تحرم ذاتها من ممارسة واظهار هذه المشاعر، وهنا بضاف إلى القامعين للشاعرة، قمع اضافي هو قمعها لذاتها، فرغم كل هذه الظروف استطاعت "فدوى" أن تكون شاعرة وتتجاوز كل هذا الألم، فمن اعظم/أقوى المرأة أم الرجل؟.
الكتاب من منشورات دار الزيتون، الطبعة الأولى 1983.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟