|
تأبين الشهداء ..والحزب الشيوعي ..!
هادي فريد التكريتي
الحوار المتمدن-العدد: 1428 - 2006 / 1 / 12 - 09:15
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
قبل أيام حضرت حفلا تأبينيا بمناسبة مرور عام ، على استشهاد المناضل الشيوعي والكادر النقابي هادي صالح "أبو فرات " ، الذي غدرت به أياد قذرة في مطلع العام 2005 بداره في بغداد ، وقد تناوب المؤبنون على ذكر صفات وسجايا هذا المناضل الشهيد البطل ، فمهما قالوا فيه ، فلن يوفوه حقه ، ولن تبلغ الكلمات شأو شجاعته وإقدامه على التضحية وهو يعرف أبعاد مخاطرها ، ويبقى الخطباء ، مهما أجادوا ، قاصرين عن وصف ما قدمه ، هذا المناضل من تضحية خدمة لشعبه وطبقته العاملة . كثيرة هي كلمات الخطباء ، وكثيرة هي أيضا المنظمات التي مثلوها في هذا الحفل ، منظمات مهنية وحزبية ، كلمات التأبين ، لم تكن تخلو من عبارات التهديد والوعيد والثأر للشهيد ، والانتقام له ولعائلته من القتلة المجرمين ، ومهما طال الوقت فلن يفلت الجناة من العقاب . لا شك أن عبارات مثل هذه تخفف ، آنيا ، من آلام مصاب أهله ورفاقه ومحبيه ، إلا أنها لم تسُم في يوم من الأيام إلى واقع الحقيقة والتنفيذ ، فالمناضل أبو فرات لم يكن هو أول شهيد شيوعي يسقط غيلة ، بيد مجهولين ـ معلومين ـ مضرجا بدمائه ، فقد سبقه كثيرون ولا مجال لتعدادهم هنا ، كما قد لحقه رفاق آخرون ، خروا صرعى رصاص حاقد ، نتيجة للغدر الطائفي والعنصري ، وهمجية الأفكار الظلامية والشوفينية. فعلى مختلف المراحل الزمنية للحكم وظروفه ، كان كل شهداء الحزب الشيوعي ، رفاقه وأصدقاءه ومؤيديه ، قد استشهدوا واقفين ، وهم يؤدون واجبا وطنيا تجاه شعبهم ووطنهم ، ولن يقف شلال دمهم ونزفهم هذا ، طالما كان هناك حقد وكراهية يسعره أعداء التقدم والمدنية والحضارة ، ضد حاملي رايات الحرية ، وحياة العيش الأفضل للإنسان العراقي . كانت ولا زالت عبارات التنديد بالقتلة ، التي يطلقها الحزب الشيوعي ومنظماته ورفاقه ، هي ، هي ، لم تتغير ، رغم تغير الظروف وتبدلها ، ورغم مجيء حكام وذهاب آخرين ، فلم نر قصاصا من مجرم قتل شيوعيا ، وهنا تكمن ضعف مسؤولية الحزب الشيوعي ، سواء أكان هذا عن طريق المحاكم ، أم عن طرق أخرى ..! كما لم نر يوما أن الحزب الشيوعي قد شكل لجنة من حقوقيين ، أو ما شابههم ، تأخذ على عاتقها إقامة الدعاوى في المحاكم على المجرمين الذين قتلوا أو تسببوا في قتل واغتيال الكثير من الشيوعيين ، لرد الاعتبار للشهداء وتعويض عوائلهم المنكوبة بهم . فبعض دروس مستخلصة من محاكمة رموز النظام السابق ، الجارية حاليا ، عندما تقدم الشهود للشهادة في قضية الدجيل ، أثار المتهمون والمحامون ، أيضا ، عند مناقشتهم للشهود سؤالا في منتهى الأهمية وهو :ـ " هل أقام الشهود الدعوى على من تسبب في قتل الضحايا ، أو المطالبة بالتعويض عن الأضرار التي لحقت بهم ..؟ " وأنا هنا أتساءل هل تقدم الحزب الشيوعي ، نيابة عن كل الشهداء وعوائلهم ، بدعاوى أمام القضاء ضد النظام السابق لرد اعتبار الشهداء وتعويض عوائلهم عما لحق بهم من خسائر مادية ومعنوية ، كما الذين غيبوا والذين أصابتهم أضرار السجن والفصل ، وما شابه من أمور يترتب عليها حقا ماديا أو معنويا ، ومثل هذا الأمر ينطبق على كل الشهداء ، الذين راحوا ضحية الحقد الطائفي والقومي العنصري منذ سقوط النظام وحتى اللحظة .بدون إقامة الدعاوى ضد مرتكبي هذه الجرائم ، وفضح أسبابها ومسبباتها ، ستبقى شلالات دماء الشيوعيين والوطنيين تنزف ، دون أن تخفف منها أو تحد من مرتكبيها كلمات التأبين وعبارات الثار ، التي لا تسمن ولا تغني . فالحزب الشيوعي ، كما هي منظمات حقوق الإنسان ، مطالبة بالكشف عن مثل هذه الجرائم ومرتكبيها ، بحق كل الضحايا ، ومساءلة الحكومة عنها ، والنشر العلني على الملأ ، لكل ما له علاقة بالتحقيق في مثل هذه الجرائم ، وإقامة الدعاوى على السلطة التنفيذية في كل ما للضحايا من حقوق ، باعتبار أن السلطة هي المسؤولة عن أمن وحياة كل المواطنين ، والكشف عن كل المجرمين ، هو بعض ، من واجباتها واختصاصها ، وتعويض المتضرر يعتبر من بديهيات مسؤوليات الدولة ومؤسساتها . من حق كل منظمة أو حزب أن تحمي نفسها ورفاقها ، فيما تراه من إجراءات حماية ووقاية ، خصوصا في مثل ظرفنا الراهن ، حيث الفلتان الأمني ، والقتل على الهوية تمارسه كل أجهزة الإرهاب ، والملثمون من المليشيات المختلفة ، طائفية وعنصرية ، تثير الرعب ليلا ونهارا بين المواطنين ، وحرمة الدار مستباحة أمام مقتحميها ، نتيجة لضعف في أداء الأجهزة الأمنية الحكومية ، وعدم حياديتها ، وفعالية القضاء تكاد تكون شبه معدومة ، إن لم تكن غائبة فعلا ، لذا نرى الكثير من المنظمات والأحزاب تقيم وسائل حماية خاصة بها لأعضائها وكوادرها ، ولها أجهزة أمن وقائية ومليشيات تقوم بتنفيذ اغتيالات للقوى المناهضة لها ، وهذا ما كان جليا في الانتخابات الأخيرة ، حيث تم اغتيال العديد من رفاق الحزب الشيوعي وأحزاب أخرى ، وهذا ما يعطي المبرر والحق للحزب الشيوعي أن يكون قادرا على الرد ، وحماية نفسه ورفاقه ، والتصدي لكل من تسول له نفسه ارتكاب أي جريمة مشابهة ، كما حصل في السابق ، فمن أجل هذا ، وحتى لا تبقى كلمات التأبين جوفاء تكرر نفسها ، نجترها في مناسبات حزننا ، يكون الرد بحزم هو أفضل الطرق ..!
#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المليشيات والحكومة والوضع الأمني ..!
-
الديموقراطية والاستحقاق الانتخابي ..!!
-
أين الديموقراطية ..؟ تضامنا مع سجين الفكر والرأي الدكتور كما
...
-
الشعب العراقي جدير بالديموقراطية ..ولكن ..!
-
البصرة - تتونس - وكركوك تدفع الخاوة ..!
-
السيادة وقوات الاحتلال ..!!
-
الفساد..وفضح الحرامية..!!
-
فرهود ..!
-
الحوار المتمدن ضرورة لواقعنا ..!
-
هل سجن الجادرية بداية الحلم ..؟
-
من يستحق تمثيلي غدا- ..؟؟/ حمى الإنتخابات ..!
-
هل سيتم توطين الفلسطينيين في كوردستان العراق ..؟
-
هل مؤتمر الوفاق بداية الحل..؟
-
الشهداء والقتلة والحكومة ..!
-
سياسات غير وطنية ..!
-
بانوراما عربية..!
-
هل من ضرورة لتحافات وطنية..؟ القسم الثاني والأخير .
-
هل من ضرورة لتحالفات وطنية ..؟
-
مجرد شك ..! يا سيادة الرئيس .!
-
أنتم أعلم بأمور دنياكم ..!
المزيد.....
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
-
عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و
...
-
في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در
...
-
حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
-
تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا
...
-
تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال
...
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|