أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ما بين -الإخصاء- السياسي و-الإستنقاع-















المزيد.....

ما بين -الإخصاء- السياسي و-الإستنقاع-


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5411 - 2017 / 1 / 24 - 15:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما بين "الإخصاء" السياسي و"الإستنقاع"
راسم عبيدات
كل الدول العربية والسلطات الحاكمة بما فيها السلطة الفلسطينية قيد التشكل مارست الإقصاء السياسي بحق خصومها السياسيين،او حتى من تعتبرهم خطراً على وجودها ومصالحها وأمنها،بما في ذلك داخل إطار الحزب الحاكم،والحزب الواحد،و"الإخصاء" السياسي يكون من خلال شن حملات تحريض وتشويه على الخصوم السياسيين،من اجل التشكيك بمواقفهم ومعارضتهم،وخلق صورة مشوشة وسيئة عنهم ،او من خلال تطويعهم ودفعهم لمغادرة العمل السياسي او الجماهيري او الحزبي،أو التوقف عن نقد السلطة ومهاجمة مواقفها واتفاقياتها ورؤيتها السياسية،او شن حملات فضح وتعرية لأجهزتها وطريقة قياداتها وادائها...الخ والطريقة الأخرى لممارسة هذا "الإخصاء"،هي لجوء السلطة الحاكمة الى شراء الذمم للخصوم السياسيين،أو من يراد تطويعهم واخراجهم من دائرة الكفاح والنضال والفعل الشعبي والجماهيري،عبر استيعابهم في أجهزة السلطة ومؤسساتها،واعطائهم المناصب والرتب والرواتب،وبالتالي يصبحوا جزء من منظومة السلطة الحاكمة،وأوضاعهم وظروفهم الإقتصادية تتحسن،تبعاً للرواتب التي يتلقونها من السلطة،وبذلك قدرتهم على ممارسة النقد او الإعتراض على سلوك ومواقف السلطة تصبح ضعيفة،أو حتى معدومة،فالراتب والوظيفة والموقع كلها عوامل من شأنها،شل القدرة على القيام بأي فعل او نشاط معارض،او حتى اتخاذ مواقف متناقضة مع مصالح السلطة القائمة او حتى الحزب والتنظيم،وقد لاحظنا ذلك فلسطينياً في المؤتمر السابع لحركة فتح،فهناك الكثير من الكوادر التي لم تدعى للمشاركة في المؤتمر،حكم موقفها الراتب والوظيفة والتزمت الصمت،وهذا ينطبق على العاملين في مؤسسات السلطة المدنية والأمنية،ولذلك عندما يجري الحديث عن عدم تحول الهبات الشعبية المتلاحقة في القدس والضفة الغربية الى انتفاضة شعبية تخرج من دائرة الفعل الإشتباكي القاعدي والعفوية الى انتفاضة شعبية شاملة،مؤطرة ومنظمة ولها قيادة وهدف،تحمل مشروع وبرنامج سياسي،نرى بان ذلك يصطدم،بسلطة لا تتبنى هذا الخيار،بالإضافة الى انها نجحت في خلق طبقة اجتماعية من داخل السلطة وخارجها (180) ألف موظف ربطت مصالحهم وأرزاقهم بمؤسسات النهب الدولي من صندوق نقد وبنك دوليين،ولذلك هذه الطبقة تجد الأولوية للحفاظ على مصالحها والدفاع عنها،وتصبح غير معنية بحدوث انتفاضة شعبية،أي هي تقايض الحقوق الوطنية بالمصلحة الإقتصادية،أو تختزل الموقف الوطني والحل السياسي،حتى لو هبط سقفه كثيراً في موقف ورؤية السلطة وبرنامجها،وهنا تتعرض للإخصاء مرتين،مرة بانها أصبحت رهينة لمؤسسات النهب الدولية،ومرة اخرى بالتنازل عن مواقفها ومبادئها السياسية لصالح حماية مصالحها وولي نعمتها .
نعم نحن عربيا وفلسطينياًً نعيش حالة واسعة وكبيرة من "الإخصاء" السياسي،في ظل وجود قوى وانظمة تمارس الإقصاء والديكتاتورية وقمع الحريات ومصادرة الحقوق بحق شعوبها وخصومها السياسيين،وهذه الحالة من القمع والإقصاء،تدفع بالخصوم والجماهير،إما للتمرد والثورة وهذا بحاجة الى حواضن واحزاب ومؤسسات،تؤطرها وتقود نضالاتها،وهذه الأحزاب والقوى،هي الأخرى تعاني من ازمات عميقة،غير قادرة على الفكاك منها،أو هي غير جاهزة او قادرة على تحمل أعباء النضال والتغيير،وفي ظل غياب القوى والأحزاب القادرة على القيادة وتحمل كلفة اعباء النضال والتضحية،نجد بان الغالبية الكبرى من الجماهير تجنح نحو الإستكانة والخضوع،او تصبح جمهور صامت يمارس النقد والمعارضة والشتم في سره،او امام شاشات الفضائيات،او عبر الأدعية والدعاوي،او ان قسم من الجماهير تندفع نحو التطرف الديني والمذهبي،وترى بان الحل فقط من السماء وليس الأرض.
السلطة تصبح قدرتها على ممارسة "الإخصاء" السياسي على نطاق اوسع وبأشكاله المختلفة،عندما تفقد المعارضة السياسية بألوانها المختلفة القدرة على طرح البديل،القادر على إنتشال البلد من أزماتها السياسية والإقتصادية والإجتماعية،نحو بديل يغيير هذه الأوضاع للأفضل،وبما يصون الحقوق والكرامات.
عندما تصبح السلطة والمعارضة وجهان لعملة واحدة،ويصبح هناك تماهي كبير بين مواقف السلطة والمعارضة،بإستثناء الخلاف في الإطار الشكلي والشعاري،فإن الجماهير،تصاب بخيبة امل وإحباط وتتعزز حالة فقدان الثقة ما بين الجماهير وتلك الأحزاب، وتتجه نحو اللامبالة وربما الخنوع،مع ملاحظة بأن الطاقات الشبابية الكامنة المندفعة والحاملة لفكر وطني،والرافضة للذل والمهانة،والتنازلات عن الحقوق الوطنية،تنتظم في حراكات شبابية،وتقود هبات شعبية تفشل في تحويلها الى انتفاضة شعبية شاملة،في ظل غياب التأطير والتنظيم والقيادة والهدف الواضح والمحدد،تعلو تلك الهبات حيناً وتهبط حينا أخر،مع البقاء في الإطار المكاني المحلي،إرتباطاً بشدة حالة القمع والتنكيل التي يمارسها المحتل بحق شعبنا الفلسطيني.
وهنا تصبح حالة نسميها ب"الإستنقاع" الأزمة الشمولية العامة التي تصيب السلطة والمعارضة معاً،وحتى الجماهير الشعبية، وهذه الأزمة جزء مرتبط منها بحالة "الإخصاء" السياسي الممارس من قبل السلطة،والجزء الآخر مرتبط بقوى البديل والتغيير،والتي بسب ازماتها العميقة،أصبحت غير قادرة على ممارسة دور البديل،في الواقع العملي وعلى أرض الواقع،وبالتالي الجماهير عزفت وابتعدت عنها،ولم تعد برامجها ومواقفها جاذبة لها،وهي تصبح احزاب طاردة،بدلاً من ان تكون بؤر وأطر جذب للجماهير.
وهذا التوصيف ينطبق بشكل كبير على الحالة الفلسطينية الآن،حيث نجد أن الإنقسام القائم منذ أكثر من عشر سنوات،يتشرعن ويتأبد،وتفشل كل الجهود والمبادرات واللقاءات في إنهائه،وازمة النظام السياسي الفلسطيني تتعمق،وكذلك يزداد الصراع ما بين طرفي الإنقسام ( فتح وحماس) على سلطة منزوعة الدسم،فيما الفصائل الأخرى تفشل في الدفع بإتجاه إنهاء الإنقسام،وتتعمق ازمتها هي الأخرى،ولتصبح الحالة الفلسطينية بنظامها السياسي الشمولي مأزومة،تفقد الشرعية وتتآكل هيبتها والثقة بها،عند الجماهير،لكي يصبح المطلوب للخروج من حالة "الإستنقاع" الأزمة الشمولية ثورة شاملة تطال النظام السياسي الفلسطيني كاملاً،منظمة وسلطة واحزاب،لكي نكون امام نظام سياسي متجدد قادر على الدفاع عن حقوق شعبنا الفلسطيني وحمايتها كشعب وقضية وحقوق من خطر التشظي والتفكك والإندثار.

القدس المحتلة – فلسطين
24/1/2017
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب ترامب.....وشعار امريكا اولاً
- هدم و-تدعيش- وشيطنة للنضال الوطني الفلسطيني
- جبهة -الإنقاذ- السوري ...وجه أخر للعمالة
- قصف مطار المزة السوري...مغازي واهداف
- بلدية الإحتلال معايير مزدوجة وخلط للأوراق
- المكبر....قلنسوة ......حرب على الوجود الفلسطيني
- ما المتوقع ...بعد عملية المكبر
- من يمارس التحريض..؟؟
- هل تنجح روسيا في وقف دوران المصالحة الفلسطينية في الحلقة الم ...
- مطران حلب ...انتصر للقدس
- حصاد عام فلسطيني وعربي
- طلقة كيري الأخيرة في الوقت الضائع
- القدس....تصعيد،تهويد وأسرلة
- القرار الأممي 2334 ......حتى لا نغرق في التفاؤل
- عقدة الإرتعاش السياسي المستديمة ....وتأجيل التصويت....؟؟؟
- حماية الأردن من الإرهاب والتكفير واجبة
- ما بعد اغتيال السفير الروسي في أنقرة..؟؟؟؟
- تزاوج مصالح المتطرفين الأمريكان والصهاينة
- اسرائيل تتمدد....والعرب يتراجعون
- الإرهاب واحد ....والوسائل متعددة


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ما بين -الإخصاء- السياسي و-الإستنقاع-