أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - وحدها الشعوب العربية قادرة على الزام امريكا بالتغيير















المزيد.....

وحدها الشعوب العربية قادرة على الزام امريكا بالتغيير


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5410 - 2017 / 1 / 23 - 22:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ما أن أنتهى الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب من تأدية اليمين الذي سبق تربعه على عرش الولايات المتحدة ، حتى انطلقت الاحتجاجات والمظاهرات في أكثر من مدينة واحدة داخل الولايات المتحدة ، وقد قدر عدد الذين شاركوا في هذه الاحتجاجات في كافة المدن الامريكية حوالي ثلاثة ملايين مواطن ، نصفهم من النساء ، كما شهدت العاصمة الكندية اوتوا وبعض المدن الأخرى ، مثل هذه الاحتجاجات ، رغم أن كندا تعتبر دولة ظل للولايات المتحدة .
لم يتأخر عشرات الألوف من المواطنين في العديد من المدن في القارة الأوروبية مثل لندن وباريس وفينا وغيرها عن التعبير عن احتجاجهم ومعارضتهم لوصول دونالد ترامب الى البيت الأبيض ، لم يعجب هذا الحال الاستراليين ، فخرج الآلاف منهم في العاصمة سيدني معبرين عن رفضهم لخيار الشعب الأمريكي بانتخاب رئيسهم الجديد ترامب ، مع أن استراليا الدولة امتداداً للتاج البريطاني ، حليف الولايات المتحدة التقليدي الدائم ، وتشير التوقعات بأن الاحتجاجات في الأيام القادمة ستكون اضعاف الاحتجاجات السابقة .
أما عن أسباب هذه الاحتجاجات ، ورفض التسليم بخيار الناخب الأمريكي الذي أوصل ترامب الى عرش الولايات المتحدة ، فكل مجموعة من المحتجين ولها أسبابها ، في أمريكا هناك من فوجئ من خطاب ترامب البكر ، فقد كانوا يتوقعون ان يروا ترامب رئيساً مختلفاً عن ترامب المرشح ، وإذ بالترامبيين شخصية واحدة ، ولساناً واحداً ، هناك من لا يعارض ترامب الشخصي ، بل عارض ترامب المتعصب المستهتر، المستفز الديماغوغي ، أما قطاع النساء ، فقد عارضه لاتهامه بالاستخفاف بالمرأة وحقوقها ، وهناك من قدر أن المظاهرة النسائية التي خرجت ضده بعد أن تولى السلطة ، من بين كبرى المظاهرات النسائية التي شهدتها الولايات المتحدة حتى الآن.
ان أصوات هذه الاحتجاجات ضد الرئيس الأمريكي الجديد ، لم تصل حتى الآن آذان حوالي مليار مسلم وأكثر ، والى حوالي 300 مليون عربي ، فعواصم الدول العربية والإسلامية جميعها في حل مما يحدث ضد الرئيس الأمريكي ، والأسباب كثيرة ، أهمها : أن غالبية الشعوب العربية والإسلامية " مزاجية " بوصلة مزاجها اتجاه الكثير من القضايا العالمية باردة جداً ، كما أن ثقافة وتربية الاحتجاج والتظاهر ضد الاجحاف والظلم والعدوان الخارجي غير متوفرة ، خاصة اذا كان مصدرها أمريكا ، أما السبب المباشر لغياب الاحتجاجات والمظاهرات داخل الأقطار العربية والإسلامية يعود الى أن غالبية الأنظمة في هذه الأقطار تدور في فلك السياسة الأمريكية ، تأتمر بأوامر البيت الأبيض ، ولا يهمها شخص الرئيس الأمريكي ولونه ومزاجه والحزب الذي ينتمي اليه ، لا يهمها موقفه اتجاه إسرائيل ومعاداته للفلسطينيين .
ما يهم هذه الأنظمة وفي مقدمتها السعودية ومشيخات الخليج والمغرب والأردن والعراق ومصر وغيرها ، هو استمرار الولاء لامريكا وسياستها واستمرار سيولة الفتات من بقايا الدعم الاقتصادي لهذه الأنظمة والاستعانة بامريكا ضد الأخطار الداخلية والخارجية التي تهدد هذه الأنظمة ، وحمايتها من شعوبها أولاً .
لقد فصلت أمريكا خلال العقدين الماضيين لكل دولة عربية أعداء على مقاسها ، أعداء من أبناء جلدتهم ودينهم ، عندما فشلت أمريكا من الإيقاع بين العراق وايران مرة أخرى ، صنعت للعراق بعد الاحتلال أكثر من عدو واحد ، نذكر منهم ، الأكراد ، تركيا ، الصراع السني الشيعي ، والحشد الشعبي ، في سوريا صنعت للشعب السوري والنظام الحاكم عشرات الأعداء ، أعداء مع الأردن والسعودية ومع قطاعات من الشعب اللبناني ، وعداء مع شيخات الخليج ، إضافة الى تركيا والعصابات التكفيرية .
في لبنان استطاعت أمريكا اقناع حلفائها ، بأن المقاومة هي العدو الوحيد الذي يهدد وحدة لبنان ، ولولا وعي الشعب اللبناني ، لما بقي لبنان الدولة والشعب في الوجود .
كان أجدر بالعرب والمسلمين اسماع صوتهم ضد آراء " ترامب " السياسية حتى يهابهم على الأقل ، لأن أصوات المحتجين في أمريكا وخارجها سوف تلاحقه ، حتى لو حاول تجاهلها ، ترامب لم يوجه الإساءة للشعب في النمسا الذي تظاهر ضده ، أو للشعب في كندا او استراليا أو نيوزلندا ، لكنه وجه إهانة للعرب والمسلمين ، فقد وعد بأنه سيمنع المسلمين من دخول أمريكا ، وتوعد بأنه سيضرب الإسلام الراديكالي وللأسف فإن هذا التعميم شمل غالبية المسلمين ، إذا أي مسلم سيضرب ؟؟ وعن أي اسلام يتحدث ؟
الفلسطينيون أين هم ؟ والى جانبهم كافة القوى العربية التقدمية ، لماذا لم نسمع صوت احتجاج الفلسطينيين ، لقد فقد ترامب صوابه عندما صدر قرار 2334 من مجلس الأمن ضد الاستيطان ، هدد وتوعد ، وطلب من حكومة نتنياهو المحتلة الثبات والصمود لحين وصوله الى البيت الأبيض ، كان أولى بالعرب والمسلمين أن لا يوقفوا الاحتجاجات ضده منذ حملته الانتخابية ، وعندما أعلن أنه لا يعارض في الاستيطان في كافة المناطق المحتلة ، وفي مقدمتها مدينة القدس ، كما أعلن بأنه سوف يعمل على نقل سفارة أمريكا من تل أبيب الى القدس ، وهذا يعني أن أمريكا تعتبر احتلال القدس عملاً شرعياً .
كل هذا العداء المفضوح ضد حق الفلسطينيين لم يحرك الغيرة والغضب في عروق أي مواطن عربي أو فلسطيني ، لم يعد أحد يصدق أو يهتم لتصريحات صائب عريقات أو جبريل الرجوب الموسمية ، وهي فقط لامتصاص غضب المواطنين ، كان من المفروض أن يقول العرب " لا " لسياسة ترامب قبل وبعد وصوله الى البيات الأبيض ، لأن هذه اللا ربما تجعله يعيد النظر في تطاوله على الحق الفلسطيني .
ان عجز الأنظمة العربية وفي مقدمتها سلطة رام الله ، حولت الشعوب العربية الى شعوب مهزومة مستجدية ، شعوب تميل الى التطفل ولا تعتمد على ذاتها في انتزاع حقها ، شعوب اتكالية تنتظر دائماً الفرج من الخارج ، خاصة الشعب الفلسطيني ، ان انعدام وغياب أي برنامج عمل لانتزاع حقوق الشعب الفلسطيني بقدرات العرب الذاتية ، جعل الشعوب العربية تنتظر الخلاص من واشنطن بالذات – 99% من أوراق اللعبة بيد أمريكا ، كما ردد السادات ويرددون من بعده – لأن إسرائيل ولاية من ولاياتها ، هذا الانتظار يتحول الى آمل واستجداء وخضوع ، بعد تولي كل رئيس امريكي جديد .
أما الأنظمة فهي تسارع لتجديد ولائها للبيت الأبيض ، وتضع استقلالية قراراتها وارادتها رهينة لامريكا ، وهذا ما أقدم عليه الفلسطينيون خاصة بعد اتفاق أوسلو ، انهم يرفضون حتى اليوم الايمان بأن أمريكا تمارس السياسة بعقلية التجار ، ويمارسون التجارة بعقلية اليهود ،امريكا لا تؤمن بشيء اسمع عاطفة ، أو مجاملة أو صداقة ، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وأمريكا لا تعرف كيف تفسر الخدمات الكثيرة التي يقدمها لها العرب ولا يطالبونها بالثمن .
ولى أوباما ومن قبله كلنتون وبوش وغيرهم ، ولم تتغير سياسة أمريكا اتجاه قضية فلسطين وشعبها ، وهذه السياسة لم تتغير في عصر رئيس أهوج يقدس الصهيونية ـ الا إذا أجبره العرب على تغييرها ، كيف : الإجابة عند الشعوب العربية .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذا بعد الاستقالات ؟؟؟
- الاعلام الإسرائيلي يُسقط نتنياهو بحفرة الشبهات
- حُلم عثمنة تركيا تبدد تحت وقع الإرهاب الاردوغاني
- الأصابع المرفوعة في السجلات المختومة بالقبلة الامريكية
- جدل عقيم وحمى الاتهامات
- الربيع العربي أدخل اسرائيل العصر الذهبي
- صفق أنت فلسطيني
- فيدل كاسترو البصمة التي أوجعت امريكا
- بين فكي كماشة بلفور والتقسيم يعيش الشعب الفلسطيني
- لا يفتح الطريق المسدود امام الفلسطينيين الا الشعب الفلسطيني
- مقاييس التكريم محاطة بالجماجم
- بين الهيئة العربية العليا والقائمة المشتركة
- موعد مع الغدر في ليلة المجزرة
- عروبة الحرم القدسي الشريف ليس رهينة لقرارات اليونسكو وغيرها ...
- حقائق التاريخ تدين الوزير - بينيت -
- حمامة بيرس للسلام في قفص التساؤلات
- عباس في خطابه أمام الأمم المتحدة أسقط البندقية وكسر غصن الزي ...
- نتنياهو من فزعة يوم الانتخابات الى اللعب بورقة التطهير العرق ...
- من اسحاق رابين الى الكابتن نضال
- لسنا جسراً للسلام الذي يحلم به الاحتلال والسلطة في رام الله


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - وحدها الشعوب العربية قادرة على الزام امريكا بالتغيير