أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - من يضيف إلى عينيك الكحل غير أصابعي














المزيد.....

من يضيف إلى عينيك الكحل غير أصابعي


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1428 - 2006 / 1 / 12 - 03:15
المحور: الادب والفن
    



مسكينة هي الأغنية العاطفية .. بحت حنجرتها . والمرأة الفاتنة تنام على خد التفاحة تفكر في جعل التوراة ضريحا لشوق من يريد أن يُقبلُ الأنبياء.
وأنا منشغل عن الهاجسين بالتناحر مع العطار عن جدوى أن يبيعني كحلا تمحوه الدمعة بمجرد شهقة حزن أنثوية .
قلت : أريد كحلا لا يهطل سواده حتى لو اجتاحت عاطفة حييتي رياح توسنامي..
ضحك العطار ..وذهب إلى بيته يقشر البطاطس بدلا عن زوجته التي قضت أمسيتها تشاهد أوبرا عايدة في حفل افتتاح قناة السويس
فيما عدت أنا إلى مختبر روحي أفكر بسواد آخر غير الكحل يجعل المرأة التي تهواني تمسك في عنقي مثلما تمسك الزرقة في الغيمة
مسكينة هي الأغنية العاطفية
لقد نساها الجميع وذهبوا يشاركون في تظاهرة للعاطلين عن العمل
فيما كان أبي يطلق في وجه أمي معزوفات جاكوفسكي ..
ورأيت البجعات تطير من عيون أمي وأبي يمسكها ويذبحها نذرا للحسين بيومه السنوي
طفولتي كانت تعزي الملحن الكبير بأمنيات شتاء دون وحل
ونساء يشربن من فقري أطيب العرق
ومن الثمالة اصنع إمبريالية غير أمريكا
إمبريالية تجعل الكحل والأغنية العاطفية أمما متحدة ..
فيما يكون مجلس الأمن هو ذاكرة جدتي ( لوزة ) التي علمت أنشتاين نسبية خفقة القلب بين العشق وعزف الرق وبين الحلم ولون الدم ...
لحظتها تمنى العالم لو انه ولد في أور أو بابل أو أشور
حتى لاتكون هناك هيروشيما
لحظتها الأغنية العاطفية
تصير رقي سامراء*
نقدمه لجياع دافور
ونغني سلاما برلين
لقد كان عمنا نيتشه يحب الدمع وكانت كآبته موالا كرديا طرقنا به باب الحرب فطار الشهداء بأجنحة من ماس وسبقونا إلى الجنة
أما أنتن بنات صبغ الحنة
المسلمات ، المسيحيات ، المندائيات
فلكن العراق الذي في خارطته يشبه الكمثرى الناضجة

2 ــ من يضيف الكحل إلى عينيك أيتها الموسمية كبرحي* نخيل السياب
أيتها العالية مثل برج ايفل وهو يكحل صوت الديك بأغاني جاك بريفر المعطوفة على أغاني سورية حسين*
وبين الغجر والمطر يفتح الله بابه
فنقول سلاما للذكريات ولطفولتنا ولكرة القماش التي تضربها أقدام الفقر بحنين القراءة الخلدونية فيصنعنا الرغيف عباقرة نصل بالحب وبالجنس إلى صدور عارضات الأزياء
كان هذا في الحلم فقط
أما في الحقيقة فنحن جنودا فوق جبال بنجوين
يرمينا الثلج بالشظايا
فنموت من اجل ابتسامة الدكتاتور وهذا موتا مجحف ...

3 ــ لو يأذن الكحل لي كي اصبغ عينيك
وقتها القصيدة تصير ضحكة دجاجة..
والقصة تصبح كنارياً
قفصه دمعة أمي يوم مت بحرب قديمة

4 ــ في الكحل سواد
وفي السواد ثمرة باذنجان
وفي الباذنجان يكتشف سيد مكاوي نعمة العمى ويلحن للسيدة يمسهرني
من أعلاه أتعلم
إن كولومبس في وصوله الأرض الأخرى
وجد قبر أمي وقربه ماركو بولو يكتب رحلة الحزن العراقي

5 ــ هذا ما يتلوه الشعر
أما ما يتلوه الفقر فذلك العجب صعب تدوينه
لأنه ربما يعيد مرة أخرى انهيار برجين آخرين في غير منهاتن
أذن لنستمع إلى صوت زوجتي وهي في المطبخ وتغني لخوليو إيزغلاس أغنية القمر الأسباني لا يشرق في مدينة الناصرية *
6 ــ من يضيف الكحل إلى عينيك غير أصابعي يا شجرة اللوز ويا كأس السكران ..ياشراشف الريح ويا جفن النعسان.. يا أروع أنثى في القاموس وفي شعر المعدان* ..
يا جمرة هذا الموقد ، ويا تابوت هذا المرقد ويا صوت الإنسان ..
أضع الكحل على عينيك واطمع لوطني ليلة أمان ...
هوامش /
*رقي سامراء : فاكهة الرقي مشهورة بطعمها السكري وتزرع في مدينة سامراء العراقية والتي كان اسمها سرى من رأى حين أسسها المعتصم كعاصمة جديدة للخلافة العباسية .
*البرحي : من أجود أنواع التمور العراقية ويكثر في نخيل البصرة.
*سورية حسين : مطربة عراقية غجرية مشهورة لازالت في الحياة وتجاوز عمرها أعتاب الثمانين وكنا قد قابلناها قبل أعوام ولازال صوتها جميلا كما كان في شبابها . هي مطمورة اليوم في قمقم النسيان ولا يلتفت إليها احد.
* المعدان : هم عرب الأهوار العراقية ويسكنون فيها منذ الأزل .
*الناصرية : مدينة في جنوب العراق تقع قربها مدينة أور السومرية الشهيرة .
أور السومرية في 10 كانون الثاني 2006



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة....أبي في متحف اللوفر...
- قصة قصيرة...شفتا صديقتي تكتب القبلات ببراعة
- قصة قصيرة ...الشراكسة ومدحت باشا ومدينتي
- قصة قصيرة.. شارب دالي ودولة مالي وردود أفعالي .
- البصرة دمعة نخلة وتوابل قبلة خضراء
- قصة قصيرة ..البرتقال وام اولادي
- قبعة مكسيكية .. وموسيقى موزارتية .. وقصائد سريالية
- قصائد كتبتها نيابة عن أندريه بريتون
- عام مندائي آخر .. وسيغطيني النور برداءه الأبيض
- أمنيات 2006..العراق في حاضنة الورد وليس في حاضنة المفخخات
- قصة قصيرة ..الليل ومدونة القلب
- عام جديد .. رسالة حب وحبة كرز ودمعة قطة
- توصيف اللحظة الرومانسية
- الورد الكردي ..يرتدي القمر دمعة ، وطحين كيمياوي
- الكلمة ...الله ... المرأة
- عولمة .... أو لنقل الزمن الأمريكي
- أنا .. وطفولة وداعاً غوليساري
- دمع المطر يغسل أرصفة عينيك بموسيقى نحيب العشب
- شئ من موسيقى الذين ذهبوا
- في عاصفة الثلج ، جسدي يسرق معطف القمر


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - من يضيف إلى عينيك الكحل غير أصابعي