أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عطا مناع - أم الحيران تراجيديا ساخره














المزيد.....

أم الحيران تراجيديا ساخره


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 5407 - 2017 / 1 / 19 - 23:50
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


أم الحيران تراجيديا ساخره

بقلم: عطا مناع

منذ النكبه أو الهزيمة الفلسطينية الكبرى تميزنا كفلسطينيين ببكائياتنا كتعبير فاضح عن هزيمتنا واستراتيجيه هروبنا الآمن من استحقاق الكفاح الوطني المستنده لأرضيه صلبة يورثها جيل لأخر.

أم الحيران ليست تراجيديا يتيمه، بل هي استمرار للاقتلاع الممنهج الذي استهدفت به الحركة الصهيونيه شعبنا وطهرت عرقيا اكثر من خمسماية قرية فلسطينيه، ولا زالت الذاكره الفلسطينيه تستحضر المجازر الكبرى كدير ياسين وكفر قاسم وقبيه، ذاكرتنا المثقوبه وكهروب من الاستحقاق تميل للتعميم عندما يصفعنا واقع الاحتلال، هذا الهروب الذي حول مجازر مثل مجزرة الطنطوره وحمام الشط والدوايمه ومئات المذابح التي طوتها الصراعات الفلسطينية الداخليه وأفقدتها معناها ولو الى حين.

عودة الى أم الحيران التي تشكل استكمال صارخ لاقتلاع الفلسطيني من ارضة بهدف ضخ الدم في سياسة التطهير العرقي الوجه البشع للكيان الصهيوني، ولوضع النقطه على الحرف قبل ام الحيران كانت العراقيب وغيرها من القرى المستهدفه، ولذلك ارثي لنفسي ولغيري ممن يحملون على سياسة رئيس وزراء الكيان وكأننا بصدد سياسة جديدة متناسيين ان الحكومات الصهيونيه المتعاقبة وضعت الاستيطان واقتلاع الفلسطيني من ارضه هدفاً رئيسياً لها.

اذن: لماذا نحمل نتنياهو ودولة الاحتلال مسئولية ما يحدث في أم الحيران ؟؟؟ ولماذا تهرب القوى الفلسطينيه من الاستحقاق في مواجهة الهجمه التي تطال فلسطين من نهرها الى بحرها ؟؟ وهل يكفي الاختفاء وراء البكائيات وتحميل الاحتلال مسئولية تلك الجرائم ؟؟؟ نعم الاحتلال مسئول مباشر عن التيه الفلسطيني، لكن ماذا عن النخب الفلسطينيه التي اثقلت كاهل شعبها منذ ثلاثينيات القرن الماضي ببكائياتها التي ورثتها لمن بعدها.

نحن من نتحمل ما يجري في أم الحيران، نحن الذين اتقنا فن البكاء ووقفنا ولا زلنا امام مراكز التوزيع التابعه لوكالة الغوث نستجدي ما يسد الرمق، ونحن من بكى واستجدى امراء مرحلة البترودولار الذين يجاهرون بتحالفهم مع "اولاد ألعم ونحن كما الغنم نستجدي الماء قبل الذبح، تلك هي حقيقتنا.

حقيقتنا التي تفضح عفويتنا تجاه قضيتنا الوطنيه وكفاحنا، حقيقتنا في غزواتنا بحق بعضنا، نحن الذين قسمنا المنقسم وشتتنا المشتت وأفقرنا الفقير وتنازلنا على الحق المقدس، نحن الذين نشهر اقلامنا ولا تتمخض إلا بالرائحة الكريهة مستمتعون بأوضاعنا وضعفنا وذلنا وذاكرتنا التي ثقبناها بأيدينا لا بأيدي اعدائنا.

لماذا البكائيات على ام الحيران ونحن من اسقطنا ورقة التوت عن عورتنا التي استباحها القاصي والداني، والمفارقة ايها الاصدقاء وفي خضم بكائياتنا نمارس ترجيتنا الساخرة بان نطالب من تفقد ابنها ان لا تبكيه، اقنعنا انفسنا بان البكاء على الشهيد عيب، وقضمنا غيضنا ونحن نرى بيوتنا تهدم خوفاً من العيب، نشيع شهدائنا ومنسوب العداد الذي يفقد اللحم والدم معناه، فما قيمتنا اذا لم يحركنا الدم المقدس المسفوح على ارضنا.

لن تحرك أم الحيران الدم في عرقنا المتيبسة التي استأنست للهوان، ولن تدور عجلة زمننا ونحن من اتقن اطلاق النار على قدميه مرتجفاً من الاستحقاق، وعلينا ان نعترف امام انفسنا قبل العالم بتشتتنا، نحن الشعب الذي سجن نفسه في مفاهيم ضيقه، ضفاوي، غزاوي، 48 ، الشتات، وبين تلك التسميات عشرات التوصيفات الضيقه لدرجه ان الناطق باسم غزه وصف جموع اللاجئين بالحثالة.

من باب التنظير الممل، على صخرة الوحدة الوطنيه تتكسر كل المؤامرات على شعبنا، وبالوحدة فقط نواجه سياسة الاقتلاع والتطهير العرقي، وبعزل عن الوحدة تبقى كل التصريحات مجرد روائح كريهة لم نعد نحن نطيقها فكيف الاخرين، والوحدة حلم كل فلسطيني لم تلوثه المرحله وهم كثر، هكذا فقط نقف مع ام الحيران والقضايا الوطنيه الجلية وما اكثرها.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتلال والانقسام وجهان لعملة واحده
- على يمين الرجعيه
- فلافل رام الله وكهرباء غزه
- هند تأكل الكبود
- ربعك انجنوا: اشرب من البئر
- شكراً للفيس بوك وأخواته
- ما أوسخنا ... ونكابر
- اللاجئون الأوائل: رائحه بطعم الزعتر
- اللاجئون : حطب الثورة المحترق
- المطبعون يقرعون الأبواب
- العرس في عموريه وأهل البريج بترزع
- ثغاء
- أبو الخيزران بطعم اليسار
- فقاسات التطبيع الإعلاميه
- عريشة أفرات
- ألف ليله وليله بالفلسطيني
- داعش تدمر قبور الأحياء فينا
- من قتل فائده الأطرش
- وسيبقى نبض قلبي يمنيا
- يا شام: لاحت بشاير النصر


المزيد.....




- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عطا مناع - أم الحيران تراجيديا ساخره