عبد المجيد طعام
الحوار المتمدن-العدد: 5403 - 2017 / 1 / 15 - 02:56
المحور:
الادب والفن
تعودَ"س" أن يحضن بين كفيه فنجانه الأحمر الصغير.. يتلذذ بدفء قهوته قبل أن يتلذذ بعنف مرارة ثائرة، كان يحيط قهوته بطقوس خاصة و أسرار غير معلنة... ذات مساء خريفي حملت حبيبته هاتفها ، ضمته إلى صدرها لتشحنه بشيء من دفئها ثم بحثت عن رقمه بين أرقام اصطفت في لائحة انتظار طويلة ، قالت له:" ألو حبيبي ...اشتقت إليك...وددت لو أراك...لكن أنت تعرف ظروفي..انشغالاتي كثيرة..." رد عليها بصمته المعهود...لكن، كعادتها سبقها غضبها وقالت له :" أنا أعرف ..أنت جالس معها...لا تريد أن أشغلك عنها بكلامي..لكن أرجوك أجبني و لو مرة واحدة ..!! لماذا هذا العشق المجنون ....؟؟؟! "
بصمته المعهود قال لها:" لأنني أرى فيها غجرية فاتنة...تسافر بي إلى عوالم العشق و التمرد... أرى فيها آخر راقصة شرقية ...تثيرني ..فأكتب عنها قصصا شعرية.." لمس غيرتها تلألأ دموعا انهمرت من حلقها لتشق طريقا عبر هاتفها الجريح، قالت له بملوحة الدموع : " أنا أحسد قهوتك...أنا أحسدها.." آنذاك قال لها:" أنت حبيبتي ...أنت من سكنت فنجاني....أَرشُفُ شفتيك كلما رَشفْتُ رشفة من قهوتي.." حطت الهاتف على صدرها ...فرأى دقات قليها تخفق داخل فنجانه الأحمر الصغير..
#عبد_المجيد_طعام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟