محمد هشام ميسرة
الحوار المتمدن-العدد: 5402 - 2017 / 1 / 14 - 23:03
المحور:
كتابات ساخرة
على ناصية الشارع ..الناس مجتمعون على طفل يضربونه..الناس ليس في قلوبهم رحمة في هذا الزمن..انه طفل مسكين..واقتربت اتأمل الموقف وانا اضع يدي في جيبي..
وسمعت صراخ الطفل..
-ارحموووني..
والناس تضربه..وتقول له
-فين الخمسين جنيه يا حرامي..
وشعرت بالذهول..هل سيقتلون الطفل من اجل خمسون جنيه..
وصرخت بصوت عالي
-الخمسين جني دي عندي..
توقف الناس عن الضرب ونظروا لي فصممت على موقفي
-بقول الخمسين جنيه دي عندي..
وبدأ الناس يقتربون مني..قائلين
-هات..واحنا نرحمه..
فمددت يدي في المحفظة واخرجت الخمسين جني..
فأخذها شخص قائلا..
-تمام يا بيه..عفونا عنه خلاص..اتكل على الله ربنا يكتر من امثالك
ورأيت الطفل يجري نحوي وهو ..فرح..
-تسلم يا باشا..وحاول تقبيل يدي ولكني استغفرت الله فورا..
نظرت امامي فوجدت اطفال يضحكون.ولأنني اعرف ان الاطفال مرآة الحق.تركت الجميع..وذهبت للاطفال
-بتضحك على ايه يا واد منك ليه.ده بدل ما تعيطوا على حال الدنيا
ولكنهم لم يجاوبوا وهربوا خوفا مني وانصرفوا يضحكون..فجريت ابحث عنهم فجروا من الخوف وهم يضحكون..فقررت الرجوع
وعندما رجعت وجدت نفس الطفل يتم ضربه مره اخرى ويصرخ
-انا اسف يا معلم..والله العظيم هحوش الخمسين جنيه واديهالك والله والله هرجعها..آه آه..ارحمووني..
رأيت شخص يقترب ويضع يده في جييه..ويتأمل حال الدنيا ..فضكت..ونظرت للأولاد فرأيتهم يضحكون..كما ان المعلم رآني فلمعت عيناه وانفتح فمه على نصف ابتسامة..ولكنها كانت ابتسامة سرية وتهديد في نفس الوقت..فأنصرفت وعلى وجهي ابتسامة من اذني اليمنى لأذني اليسرى
#محمد_هشام_ميسرة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟