محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 5402 - 2017 / 1 / 14 - 07:14
المحور:
كتابات ساخرة
قبل ان يعزل الرئيس التونسي الحبيب بو رقيبة في العام 1997 اصيب بالزهايمر وكان آخر ماقام به هو قص الشريط لمشروع اقتصادي بيد مرتجفة وبالكاد كان يحاول قص الشريط بمساعدة احد افراد حمايته.
المهم انه كان اول رئيس للجمهورية التونسية وآخر ماقام به هو قص شريط احد المشاريع قبل ان يعزله زين العابدين.
الذي يعنينا بالامر انه لم ينس ان يمسك المقص ويقص الشريط.
في بلادنا لم يصب عتاة المنطقة الخضراء بالزهايمر والحمد لله ولكن المقص المتخصص في قص اشرطة المشاريع مهما كان حجمها مازال مركونا في احدى غرف هذه المنطقة هجم عليه زهايمر آخر يسموه بالعراقي "الزنجار" وهو الصدأ الذي يصيب المعادن لعدم استعمالها.
هذا المقص كان فرحا في الايام الخوالي حين كان يتنقل من يد مسؤول الى آخر ليقوم بمهمته وفجأة وجد نفسه معزولا بعد ان وضعوه في غرفة مظلمة بجوار اكياس السماد وقطع غيار السيارات المصفحة التالفة.
قبل يومين دار حوار قصير جدا بين نائبين اثناء الفرصة:
الاول: عرجت امس على الخياط لافصّل بدلات جديدة فالتي عندي مضى عليها اكثر من. 8 أشهر ورأيت عنده مقصا جميلا فقد كان مذهبا وحين سألته قال انه مقص عمره اكثر من مائتي عام وجلبته من الصين.
الثاني: هذا المقص اوحى لي بفكرة، ننشر خبر في الصحف عن نيتنا افتتاح مشروع صناعي ونضع كم قطعة اسمنت في مكان ما ونستعير مقص صاحبك الخياط ونقص به الشريط اياه.
الاول: والله فكرة،انها سهلة التنفيذ ويمكن ان ننجزها بعد ايام.
حزن المقص "المزنجر"حين سمع بالخبر وعرف بما لايقبل الشك ان "ضرته" ستكون اقوى منه وربما تسللت الى هؤلاء الانفار عن طريق جهاد النكاح.
هل يمكن السكوت على حكومات لم تنجز ولا مشروع خدمي واحد طيلة السنوات الماضية؟.
هل يمكن السكوت على خراب بعض المسؤولين وهم يضربون فؤوسهم في مصانع ومعامل بنيت في العهود السابقة لغاية في نفس يعقوب؟.
هل نترك المقص "المزنجر" الى يوم يبعثون؟.
اسئلة محيرة لايفيد معها الدعاء فقد ملّ الناس من الشكوى.
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟