جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5400 - 2017 / 1 / 12 - 19:49
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
في اليوم الذي اختفت فيه ذاتيتي
فٌتحت نافذة جديدة في في اليوم الذي بدأت فيه. فٌتحت نافذة القلق و الحيرة و المعاناة. بدأت ارى حياتي قبل ان تبدأ و بعد ان تنتهي. فقدت ماهيتي و ذاتيتي كليا. بدأت اشاهد فيلمي الخاص. تحولت الى الممثل و المشاهد في نفس الوقت. اختفت و تلاشت الحدود بين الواقع و الخيال. اتحرك الى الامام و الى الخلف. لا يهم الاتجاه. احيانا احاول لمس جسدي لاتاكد من حقيقة وجودي - ثم يتوقف الفيلم للحظات مثلما تتوقف الافلام بسبب الاعلانات التجارية.
عندما تصل المعاناة الى اقصى حدودها و اجد نفسي في قبضة حديدية اشعر بحاجة قوية ان اصرخ باعلى صوتي و لكني ابقى هادئا - لا افقد ارض الواقع و سيطرتي على نفسي ثم احاول االلجوء الى الالتهاء و التسلية و اقول لا - اشرب القهوة , الشاي, الماء او شيء اخر- كل شيئا, افعل شيئا و لكن لا تجلس هكذا. ماذا تقول الناس عندما ترى هذا التصرف الغريب – الشاذ؟ ستقول فقد عقله؟ بالتاكيد ستفقد كل شيء: الاصدقاء و الاعداء و الوظيفة و شريكة الحياة. ستضيع الى الابد.
ما هو هذا الاضطراب؟ اريد ان اعرف. لماذا تشوهت الحياة هكذا؟ هناك من يقول انها نفس خبرة العذاب التي يواجهها اسير الحرب قبل و بعد التعذيب. يبدأ الفيلم بالعرض حالما تتهيأ الروح لمغادرة الجسد. تقتل ذاتيتي و واقعي و تجردني من جسدي لاكون غريبا عن نفسي. هل الجسد زنزانة – تختفي فيها الحرية – حرية النفس؟ الافضل اذن المغادرة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟