أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - التمرين الديمقراطي والخصوصية المغربية














المزيد.....

التمرين الديمقراطي والخصوصية المغربية


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5399 - 2017 / 1 / 11 - 20:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من منا لا يتذكر النشاط الأول العمومي، الذي نظمه مركز دراسة حقوق الإنسان والديمقراطية؟ كان ذلك في يوليو 2006، حينما نظم المركز المذكور ندوة تعتبر الأولى من نوعها خصصت لتقييم حصيلة تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة من زاوية نظر فاعلين متعددين: نشطاء حقوق الإنسان، جمعيات الضحايا، أحزاب سياسية، منظمات دولية رافقت التجربة اقتراحا وتقييما، بحضور نشطاء حقوقيين وباحثين ومعنيين بحقوق الإنسان.
واعتبرت هذه الدينامية المغربية في وقتها، دينامية متميزة على صعيد شمال إفريقيا والعالم العربي، وتجربة حبلى برسالة حضارية وأمانة تاريخية على عاتق الطليعة المدنية والقوى الديمقراطية المستنيرة كلها.
أما في المجال الثقافي فالمهام كانت جسيمة أيضا، وتمثلت في الدعوة إلى المصالحة والتسامح والحكامة الأمنية والتربية على حقوق الإنسان، والإنصاف وجبر الضرر الفردي والجماعي، واحترام التعددية الثقافية وإقرار حقوق النساء والشباب، ومعالجة تاريخ الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في المغرب، وحفظ الذاكرة، والإجابة على انتظارات وتطلعات الشعب المغربي، والآمال التي ولدتها صيرورة العهد الجديد.
لقد مرت 10 سنوات على هذا الزمن الحقوقي، ولازالت بلادنا تترنح أمام نقد آليات الواقع الاجتماعي والثقافي التي لازالت تجرنا للتأخر والتعبية، رغم المعركة الوجودية التي توجت بتقديم تقاريرها إلى ملك البلاد، في حفل كبير بالقصر الملكي حضره أعضاء الهيئة، والحكومة والبرلمان ومنظمات حقوق الإنسان وممثلي الأحزاب السياسية.
واليوم أمام ما نعيشه من انفصام في صيرورتنا ومحاولة لدهس انفتاحنا وانتقالنا إلى زمن العالم بأدواره المعرفية المطلوبة ومستجدات أنظمته العصرية، وأفكاره النقدية البديلة والبعيدة عن الأوهام والاستيهامات التي يفرزها دعاة التسلطية والارتدادية النكوصية، وأمام محاولة مسح ذاكرة الصيرورة الحقوقية المغربية، وربحا لهذه المسافة الزمنية الفاصلة، لا بد من استنهاض القوى الديمقراطية الحداثية المؤمنة بالتغيير، والتشبث أكثر من أي وقت مضى بما أثمرته تجربة الانتقال الديمقراطي من آراء وتقييمات وتجربة ومواقف وتوجهات وتساؤلات، للحفاظ على المكتسبات ومواصلة نهج الإنصاف والمصالحة وتفعيل كل توصياتها في كل مجالات السياسة العمومية، والمؤسسات المعنية.
إن بلادنا لم تعد في حاجة إلى هدر أي زمن من زمنها السياسي، بلادنا في حاجة ماسة لنبراس ينير لها آفاق التطور والتحرر ويفتح لجماهيرها باب الأمل في لياليها الحالكة. نعم إن الوضع السياسي المغربي في حاجة إلى العديد من التمارين الديمقراطية، لكن من دون أي توظيف للدين وللمشترك الجمعي للمغاربة، و من دون إهدار للطاقات ومضايقة الحوار العقلاني الهادئ والبناء، واعتقال حرية التفكير والابتداع والتعبير.
صحيح أن المواطن المغربي هو من يؤدي فاتورة السياسيين وأحزابهم، وأن إي انحباس لن يؤدي سوى إلى مخاطر ذات تكاليف باهظة وإلى التخلي عن دور الأحزاب السياسية ورسالتها الحضارية، بل سيكون المغرب أمام خطر الاستتباع الذي يهدم مناخ الحرية واستقلالية القرار الوطني، من دون انبطاح أو استقواء بأي كان.
إن إعلان رئيس الحكومة المعين عن وقف المفاوضات مع زعماء الأحزاب، هو فرصة للعودة لكل التوصيات المتعلقة بالإصلاحات الدستورية والتشريعية والمؤسساتية التي لازالت محط جدل حول آليات تنفيذها وتنزيلها في الوطن والجهات من أجل أغناء وبلورة التجربة الديمقراطية المغربية من دون القفز على فلسفة مواصلة الإصلاح بما يضمن للجميع حماية الخصوصية المغربية التي انطلقت مع حكومة الزعيم الاشتراكي المغربي عبد الرحيم بوعبيد التي فتحت ورش مسار الانتقال الديمقراطي على قاعدة حقوق الإنسان والديقراطية فكرا وقيما وممارسة، استجابة لضرورة تاريخية ضحى من أجلها الشعب المغربي وقدم في معاركها الغالي والنفيس.
إن المطلوب في هذه اللحظة المفصلية من تاريخنا، هو التفاعل الايجابي لكل القوى الديمقراطية المؤمنة بالإصلاح والتغيير والتقدم مع ما ينتظره شباب بلادنا، باعتبارهم قوة الغد وذخيرة المستقبل، وضامن كل الاستراتيجيات الوطنية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية.
لقد كشف المغرب في العديد من المحطات التاريخية عن قدرات وطنية خلاقة، بفضل كفاءاته الوطنية التي عملت على تصليب الخط الوطني وإرساء مبدأ الإنصاف والمصالحة، وضمان التغيير المؤسساتي حفاظا على وحدة الوطن.
واليوم ما أحوجنا لكل هذه الكفاءات من أجل إنجاح التمرين الديمقراطي والحفاظ على الخصوصية المغربية.



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماية حصانة الدولة والمجتمع
- مقاومة متنامية للهجوم على المدرسة والجامعة
- بمناسبة العيد الدولي للمهاجر واللاجئ الذي يصادف 18 دجنبر من ...
- من أجل اشتراكية جديدة في خدمة الشعب
- بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان 10 دجنبر
- وداعا مدرستي الحلوة
- -السياسة البهلة- وفطوم الجبلية الزروالية
- النبوة السياسية والطريق إلى مغرب الغد
- حرية التعبير تقود شباط إلى الحمق السياسي
- الهوية الجماعية لمغرب الغد
- من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية: الجزء الثالث
- من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية الجزء الثاني
- من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية
- إلى السيد حامي الدين بمناسبة عيد الأضحى المبارك
- في الحاجة إلى العقل السياسي القاعدي
- تكريم عريس الانتقال الديمقراطي قيد حياته
- حكومة بن كيران ام مزبلة الطاليان ؟
- حول ما نريد...
- هل دقت ساعة رحيل أبناء جبالة بني زروال؟
- حاكم الهوى و الريح


المزيد.....




- بعد تصريحات متضاربة لمبعوث ترامب.. إيران: تخصيب اليورانيوم - ...
- بغداد تستدعي السفير اللبناني.. فماذا يجري بين البلدين وما عل ...
- الجيش الإسرائيلي يُباشر إجراءات تأديبية ضد أطباء احتياط دعوا ...
- قبيل وصوله طهران- غروسي: إيران ليست بعيدة عن القنبلة النووية ...
- حزب الله يحذر.. معادلة ردع إسرائيل قائمة
- الخارجية الأمريكية تغلق مركز مكافحة المعلومات ضد روسيا ودول ...
- رغم الضغوط الأوروبية… رئيس صربيا يؤكد عزمه على زيارة موسكو ل ...
- البرهان يتسلم رسالة من السيسي ودعوة لزيارة القاهرة
- كيف تنتهك الاقتحامات الاستيطانية للأقصى القانون الدولي؟
- حرائق غامضة في الأصابعة الليبية تثير حزن وهلع الليبيين


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - التمرين الديمقراطي والخصوصية المغربية