أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نضال القادري - رفيق سبيعي.. العروبة ورطة وخطأ تاريخي في سورية















المزيد.....

رفيق سبيعي.. العروبة ورطة وخطأ تاريخي في سورية


نضال القادري

الحوار المتمدن-العدد: 5398 - 2017 / 1 / 10 - 13:17
المحور: الادب والفن
    


أن يترعرع رفيق سبيعي الشاب والفنان في ثلاثينيات القرن الماضي في حي البزورية الدمشقي إبان الإنتداب الفرنسي لبلاده ففيه الكثير من الدلالات. إحتلال للبلاد! وعيب إجتماعي!. أراد رفيق سبيعي أن يلمس المحرم. دخل فيه العيب الفني تحت اسم "رفيق سليمان. كان الفن وقتها عيبا إجتماعيا كاملا، كذلك كان الرقص، والغناء. الصدفة شاءت أن يحل بديلا ليلعب دورا كوميديا عن الأصيل. نجح في امتحان العيب الجميل. وبعد أن تعددت أدواره الفنية، في التمثيل والسينما والمسرح والمونولوج. جسد شخصية “أبو صياح” وقد ضربت شهرته بعدها، فلقبه الشعب والإعلام بفنان الشعب.

خلال تكريمه، ومنحه وساما من حزبه السوري القومي الإجتماعي في حضرة الأمين علي قانصو في العام الماضي، قال رفيق سبيعي: "وصلتُ إلى سن أعرف أنّني قد أرحل في أي لحظة. لذا دعوني أوصيكم بسورية خيراً"، قائلا للحضور:"تحيا سورية". وها قد حل قمر الغياب الكبيرعن ضفاف الحياة. ولرحيله ألم كبير بطعم المرار. هو صاحب الطاقة الهائلة، والابداع المتجدد، وعاشق الفن الحر. تعملق به الفن كمحب، ومارسه هو كهاو أنيق عتيق بعيدا عن أضواء الاحتراف الكذاب. كان أداؤه قريبا من القلب، محبباً وممتعا، فيه من الشغف ما يساوي برتقالة في يد ولد، وتفاحة كافرة في يد حواء. لكنه أبدا هو "الزعيم" و"أبو صياح" و"القبضاي" و "الزكرت" و"المونولجي" و"الاذاعي" و"المسرحي". وفي كل ذلك التمدد والتعدد الحي، كان شاميا جميلا أصيلا.

ترك "أبو صياح" إرثاً كبيراً في المسرح والغناء والسينما والإذاعة والتلفزيون. كانت له أدوار تمثيلية سياسية تحاكي المقاومة ضد المحتل مثل فيلم "سفر برلك" مع "الأخوين رحباني". وكانت لرفيق سبيعي أعماله الهامة من المسلسلات نذكر منها: بنت الشهبندر، قمر الشام، طاحون الشر، طالع الفضة، أولاد القيمرية، أهل الراية، ليالي الصالحية، مرزوق على جميع الجبهات، رقصة الحبارى، الطير، أيام شامية، الخشخاش، وادي المسك، حمام الهنا، مقالب غوار، دمشق يا بسمة الحزن، الحصرم الشامي، مطعم السعادة، حمام الهنا، ومقالب غوار، وأبو صياح الثاني عشر. كما حل ضيفا شرفيا على عدة مسلسلات أخرى منها: بقعة ضوء، وأشياء تشبه الحب، والحصرم الشامي. قدم أيضا برنامجا بعنوان "حلو الكلام"، وأخرا تحت عنوان "قصص وحكايا". كانت له صولات وإبداعات في السينما نذكر منها: عملية الساعة السادسة، عنتر يغزو الصحراء، أيام في لندن، ذكرى ليلة حب، فتاة شرقية، سفر برلك، بنت الحارس، السكين، عشاق، زواج على الطريقة المحلية، غرام في إسطنبول، أهل الشمس، أحلام المدينة، الشمس في يومٍ غائم، الليل، صندوق الدنيا، الليل الطويل. كما الكثير من أغاني الأنتاجات التلفزيونية والمونولوج. أما في العام الماضي فقد أطلق رفيق سبيعي أغنية تحت عنوان "لا تزعلي يا شام" كتب كلماتها ولحنها سهيل عرفة، متمنياً فيها انتهاء الأزمة والحرب على سورية والسلام لشعبه.

مؤلم أن تفقد سورية من تحب، وأن تنكسر نخلة العمر سهوا لمسيرة مناضل من قيراط رفيق سبيعي في عز الحرب الكونية على سورية. أي زعيم للحارات سيوقظنا من غربة الموت، ومن تغرب بدأت تشتاقه خشبة النضال المسرحي والإبداعي. رفيق سبيعي! ها نحن نزرع غيابك كومة من التقدير. عرفناك ابن حياة النهضة القومية الإجتماعية، منتميا لحركة الثقافة والنهضة وبغير أخلاق أنطون سعادة - زعيم الحياة - ما حييت وأنتجت. اعتدناك رائعا في حضور متعمم بقامات عز ووقفات ثبات. وفي الزمن الشحيح الذي غادر فيه الفن مهنته، تبرأت أنت بطهارة كاملة من كل أبواق مواخير الدول الهابطة على سورية، والتي وخزت تحت جلود الضعفاء نقمة ونعمة حقيرة، وبين جنباتنا موتا يوميا أسودا، وأحزمة ناسفة مؤمنة بحز الرقاب وفنون القتل وطرائقه، وفي جيوبهم كازا وغازا ونفطا، وأموالا قذرة عديدة كثيرة.

رفيق سبيعي، إن تاريخك الفني سيكون لنا سفرا كاملا من التجدد والإنتاج والعمل، ولحظة حب دائمة لسورية التي أردتها أن تحيا في زمن أضعنا فيه صورنا الحقيقية، وأضعنا فيه الطريق إلى قلب سورية التي غرست فينا المحبة. اليوم علّ أرواح الأحياء تحفظ لك جميلا، أبدا ما بخلت به وزودت مساحات الفن الحر الجميل به. وفي اليوم الذي ستخذلنا فيه أرواحنا المتكاسلة، فإن ياسمين الشام وذاكرتها لن تنزلك عن جواد الوفاء، ولن تنساك زعيما متوجا دون منازعة على كل حاراتها.

ابن النهضة القومية الإجتماعية رفيق سييعي يبق بحصة لا زالت تسد أفواه الكثير من المضللين في عبثهم. لقد فتح رفيق سبيعي بابا واحد من حارات العقل على كل الحناجر التي لم تكسر بعد رهاب الخوف وراهنية العقل حينما قال: "أكبر ورطة تورتطها سورية بتاريخها هي تبني الفكر العروبي الوهمي.عشنا كذبة العروبة لسنين ونسينا سورية. كم أضاعت سورية حين تجهالت أنطون سعادة وسارت خلف الوهم العروبي".

كم أنت صادق أنت في حضورك، ونقي أنت في ماس الغياب! في رحيلك ليت الفن يتعلم "الأكابرية" و"النظافة" و"أناقة الروح" ورتابة الإلتزام، والإخلاص لرائحة الخشبة التي وقفت عليها، وأعطيتها من رئتك كل أنواع الأوكسجين، وخبرتها وهي غاية كبيرة في الخطورة. هي تشبه خشبة الحرب التي تقف عليها سورية، ويعاني السوريون من كل ممثليها. وها هو المشاغب "الزكرت" فيك يا رفيقي قد تحسس أنها صارت أمام ناظريه أرقا كل هذه الأكوام من الأسئلة الضاربة في يومياتنا الشامية وعبثا وممنوعا ومستحيلا.

رفيق سبيعي! يا رفيق الحارات الشامية وسبعها وزعيمها الأصيل. هو زمن كثير طويل كنت فيه رفيق الشعب، ورفيق الناس، ورفيق الضحكات والفقراء، ورفيق الفرح، ورفيق الصغير والكبير، ورفيق النهضة القومية الإجتماعية، وإنائها الكريم الحنون، و"الزكرت" و"المعدل"، وشيخ الشباب، وشيخ الأخلاق في العطاء الكبير من أجل بلادك الحرة الكريمة. إن كل القصص التي كنت ترويها على الفقراء، حولتنا فيها الى أطفال حالمين يستمعون الى زمن جميل طويل تمنيناه ألا ينتهي. كنت زادنا في الأمل، والضحكة التي استرقتها منا كانت ماسية مثل قلبك الذي تحمل صعابٍ المرحلة، وما هوّن علينا مأساة الصعاب سوى ذاك الشغف المليء الماطر بالنصر.

رفيق سبيعي! ترجل الفارس الدمشقي العتيق "العكيد" بعد رحلة فنية غنية ستبقى طويلا في الذاكرة السورية والعربية. ترجل تاركا جمهورا مفتخرا به، متمتعا بأثره. غادر مسرحه تاركا سوادا وحزنا شديدا قاتما حوله. ستفتقدك شامُك، لكنك ستبقى فيها شجرة شامخة، نستظلّ بظلّها ما حيينا. تعلمنا منك الإجتهاد في الفن والتفاني في التجدد والعطاء. حقا إنت فنان الشعب، باق في ذاكرتنا، وصفحتك مضيئة من تاريخنا الفني. في ذات مرة قال الرفيق رفيق سبيعي: "العروبة ورطة وخطأ تاريخي في تاريخ سورية. أنا سوري قومي إجتماعي، ولا يمكن أن يأخذ العرب مكانا لهم بين الأمم المتقدمة. علينا في سورية أن نعطي ونحدد معنى جديدا للوحدة". تابع رفيق سبيعي: "نحنا انخدعنا بالوحدة العربية، وأنا كنت واحدا منهم. وحدة سورية هي الأهم، سورية دائما رأسها مرفوع. العرب دمى الغرب. لن تكون هناك وحدة عربية ولا من يوحدون. أنا أعاني من الحالة ومن تبعية العرب أكثر من المرض الذي ألم بي. أنا مريض بالعروبة الفاشلة. العرب يهدرون ثروات بلادهم لتقسيم سورية، وهم وشعوبهم أيضا مشرذمون. وأتمنى قبل أن أرحل إلى أخرتي أن أرى بلادي مبتسمة فرحانة بنصرها". يا سيفنا الدمشقي العتيق، ستشتاقك ساحات الفن مبتسمة. وحارات التجدد سترفرف فوقها بيارق النصر، وها هم رفقاؤك الذين أحببتهم وأحبوك في "نسور الزوبعة" وفي كل القرى السورية يجتهدون إلى جانب الجيش السوري لتطهير البلاد من إرهاب العرب، بعدما أحرقت ثورة الخونة أبواب سورية.

رفيق سبيعي! أرقد بسلام الياسمين وفي فيئه، ولا يسعني إلا أن أقول دائما نحن في حضرة غياب الكبار متساوون. كانت وصيتك أن "بعلم الزوبعة الحمراء دثروني"، علم الحزب السوري القومي الإجتماعي الذي قدس تراب سورية وخلد دماء شهدائنا في كل معركة. وها نحن في الحزب نودعك كبيرا، ونتقدم بأحر العزاء لإبننا الفنان سيف الدين السبيعي، ولعائلتك الكبيرة، ولعائلتك الصغيرة، ولزملائك ولمحبيك، ولرفقائك بالتعزية، ولهم جميعهم الصبر والسلوان. ودائما تحيا سورية.





#نضال_القادري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروس يصنعون الفيتو والعربان يضرسون
- حراس الحشيش العربي
- وليم نصار: لموسيقاك، أول الغيث
- البقية تأتي من إله
- لا تهزي بجذع النخلة / حتى لا يفنى المسيح
- عشتار خزانة سري
- أحبك قبل أن يكون التفاح
- كان الله عاريا
- تحية: إلى المناضل جورج عبدالله
- حين يأتيك المسيح
- تنفس البحر من رئتي - إلى عروس الجنوب الشهيدة سناء يوسف محيدل ...
- شطرنج
- سقط الإعلام.. تصبحون على مذهب عمر
- لبنانيات فوق جدار الخيانة - تموز 2006
- المرأة بين الواقع والمرتجى في النظام الأبوي البطركي
- سأخرج من شرنقتي حرة / ثلاثية البكاء -
- هوامش فوق سياسات الجنون 18 -
- هوامش فوق سياسات الجنون 17
- هوامش فوق سياسات الجنون - 16- نضال القادري
- هوامش فوق سياسات الجنون - 15


المزيد.....




- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نضال القادري - رفيق سبيعي.. العروبة ورطة وخطأ تاريخي في سورية