أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البياتي - جيشنا اصبح محترفا














المزيد.....

جيشنا اصبح محترفا


جواد البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 5395 - 2017 / 1 / 7 - 02:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جيشنا اصبح محترفا
جواد البياتي
بعد ان تأكد للاحتلال ان جي كارنر الذي دخل العراق كحاكم مدني يوم 21 / نيسان / 2003لاينفع لأدارة العراق بعد شهرين من انهيار النظام السابق ، ارتأت الادارة الامريكية الاستعاضة عنه باللعين بول بريمر الذي نزل الى ارض المطار يوم 1 آيار بطائرة عسكرية امريكية ضخمة يرتدي بدلة مدنية وربط عنق ويحتذي البصطال الصحراوي العسكري الامريكي ، واول مافعله اصدر قرارا بحل الجيش العراقي بشكل عشوائي مما اتاح ان تكون جميع المعسكرات التابعة له بحكم الملكية المستباحة ، ولم تبق يد الاثمين والجهلة والمتخلفين واللصوص اي شئ في مقراته بدءا من السلاح الثقيل وانتهاءا بطابوق الجدران ، والقصص المؤلمة كثيرة في الحوادث التي نشبت بين العشائر والافراد وما صاحبها من اقتتال للاستحواذ على المنافع .
انتهت صفحة 82 عاما من عمر هذا الجيش العظيم الذي طرزت دماء ابنائه كل شبر من ارض العراق وبعض الدول العربية يدفعه فيه السياسيين حقا او باطل لكن صفحاته الناصعة معروفة وصفحات السياسيين المعتمة معروفة ايضا والتي دفع من جرّائها العراق وشعبه مالم يدفعه كريم في التاريخ ، لقد كانت حملة تأديب واضحة لسكوتهم على مغامرات الحكام الرعناء . ترك بريمر العراق يوم 28 / حزيران /2004 مضرجا بدمه .
بالامس فقط " 5 كانون الثاني " كنت اكتب عن اول قائد لأول فوج في الجيش العراقي وهو الضابط المخضرم محمود الاورفلي ولماذا كان مقره شمال بغداد - في خان ال كابولي في منطقة الكاظمية – التي تعتبر خارج حدود العاصمة ، وكان ذلك هو التقليد الصحيح لمعسكرات الجيش وكذلك عندما فتحت معسكرات اخرى كمعسكر الهنيدي ( الرشيد ) جنوب بغداد والوشاش غربيها ، في الوقت التي كانت في بغداد عبارة عن عدد من المحلات المتراصة على ضفاف دجلة في الكرخ والرصافة .في حكومة اياد علاوي بدأت المرحلة الجديدة لبناء جيش على الطريقة الامريكية من حيث التسليح والتجهيز والتدريب واستدعي الكثير من الضباط والتحق فيه الكثير من المتطوعين في الجيش السابق من الضباط والمراتب ، وكذلك انخرط فيه الالاف من المتطوعين ، وادخلوا معسكرات يشرف عليها العسكريون الامريكان ، ومنذ لحظته الاولى تعرض الجيش لفيروس الفساد من خلال منح بعض الضباط لأنفسهم رتب حسبما يشتهون ، واستمر الجيش مؤسسة يحكمها المزاج بدل الانضباط رغم الرواتب المغرية ، وكان لوجود القاعدة في سنوات العنف الطائفي تعزيز للموقف المهلهل للمنتسب عندما يكلف بالتنسيب في منطقة توصف بالساخنة ، ولكن المفصل كان نهاية 2011 عندما انسبت القوات القتالية الامريكية من العراق ، فوجد العراق نفسه بجيش هلامي لايستطيع ان يحمي المناطق التي بسطت القاعدة نفوذها عليها يساعدها بعذ الايادي القذرة لتكريس هذا النفوذ لا حبا بالوطن بل كرها بالحكام الجدد ، ولم تنته هذه المسرحية الاّ في 10 / حزيران / 2014 عندما تمت استباحت الموصل من قبل الظلاميين بشكل رسمي ومن بعدها الانبار وديالى وصلاح الدين ، ولم تنفع ما قامت به الدولة من تشكيل الصحوات وسواها من سرايا الدفاع المشرذمة لحماية المناطق التي لم تكن محصنة حتى داخل حدود العاصمة
لكن صرخة الانقاذ جاءت من خلال صوت الرجعية التي اعادت الامور الى نصابها التي كان لها الاثر الحاسم في تعضيد الجيش ومن ثم دعم الحكومة في بناء جيش محترف وفق المقاييس العسكرية الرفيعة ، يقاتل فيه القائد في الصفوف الاولى مع المقاتلين ويتناول مايأكلون وما يشربون ويشاطرهم التهام تراب المعارك ، حتى استشهد العديد منهم ، على ارض المعارك وهو يتقدم جنوده ويتكلم كما يتكلمون عن انتصاراتهم .
فعندما رأى العراقيون ان الوطن في خطر ، اصبحت القضية قضية مصير لأنهم والوطن واحد ، لم يعد الجندي مشروعا للتدريب العسكري التقليدي ، بل انه مشروعا للقتال الفعال في كل الظروف فضلا عن الخلق والروح الانسانية التي يتحلى بها تجاه من يحتاجون لمساعدته ، لم يعد الجندي يفكر بالهروب او بإيذاء نفسه لأخلائه عن ارض المعركة او مواجهة فرق الاعدام . فقد اضحى العدو واضح الاهداف ، فهو يريد ان يقتل ويستحوذ على الوطن . وليس لدى الجندي غير الدفاع عنه .



#جواد_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرف لا يقبل التجزئة
- موسم تفقيس الاحزاب
- الاعتدال بين النفاق والتطرف
- صراعات .. لاعلاقة لها بمصلحة الوطن
- احداث البصرة تعلن انفراط العقد الشيعي
- المجلس ومشاريعه المضحكة
- البرلمان وقوانينه الاستفزازية
- زيباري ضحية الثأر السياسي
- المانحون لايمنحون اعتباطا
- يلدرم يتكفل باسدال الستار
- واخيرا .. داعش حسم امره
- رمضان كريم
- لعنة الوطن
- الهزيمة والمظلومية
- قرار غريب
- حرب المضايق
- حوريتي
- العزة بالاثم .. سياسيا
- الاختيار الصعب
- ثرثرة عن قطعة ارض اسمها الوطن


المزيد.....




- -لن تفلتوا منا أنتم ميتون-.. عائلة تتعرض لهجوم -مرعب- من قبل ...
- هذه الجزيرة البكر تسمح بدخول 400 سائح فقط في الزيارة الواحدة ...
- اقتلعته الرياح من مكانه.. سيدة تتفاجأ بقذف عاصفة عاتية لسقف ...
- تحديات تطبيع العلاقات المحتمل بين تركيا وسوريا.. محللان يعلق ...
- رئيس الأركان الروسي يتفقد مقر قيادة إحدى مجموعات القوات في م ...
- روسيا.. تعدد الأقطاب أساس أمن العالم
- أنا ميشرفنيش إني أقدمك-.. بلوغر مصرية تهين طالبة في حفل تخرج ...
- -نسخة طبق الأصل عن ترامب-.. من هو دي فانس الذي اختاره المرشح ...
- مقتل 57 أفغانيا وإصابة المئات جلّهم من الفيضانات والأمطار ال ...
- الحكومة المصرية تنفي شائعة أثارت جدلا كبيرا بالبلاد


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البياتي - جيشنا اصبح محترفا