زاهر بولس
الحوار المتمدن-العدد: 5393 - 2017 / 1 / 5 - 21:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحريّة تبدأ بحريّة التفكير وعدم الانصياع كقطيع خلف القديم دون فحص ونقد وتفكير.
ويتلو حريّة التفكير، حريّة التمرّد وممارسة القناعات، دون هيمنة توجيه القديم.
ويدخل ضمن حريّة التفكير والممارسة، حريّة انتقاء بعض القديم او كلّه وعدم نفيه وإقصائه بعد سيرورة النقد، ودون هذه الحريّة تسقط الحريّات.
الجديد لا يعلو على القديم لمجرد جديده الزمني، وأحيانا يعلو القديم على الجديد بمضامينه.
أيها القديم المتوهّم بحداثته، لقد كان معك كل الوقت لتُقنع الجديد، من خلال تشكيله وبلورة وعيه ووعي جيله، فما حاجتك الآن لممارسة الهيمنة بغير حق!
لقد عَلّمتَ ما علّمتَ، وأَفهَمتَ ما أَفهَمنتَ، ولَقّنتَ ما لَقّنتَ، فاترك هذا العصفور لأجوائه دون رسائل الهيمنة، وليختر ما يشا. واترك رسائل هيمنة فرض الحريّة، كما تراها انت، فهنالك جيل صاعد يختار وحده معاني حريّته، يمارسها تفاعليّا مع نشأته وعلمه وحواره وبيئته والسياقات الثقافية العالمية.
أن تفرد جناحي عصفورك (بعدما نما ريشه) بالقوّة، ثمّ ترميه إلى الفضاء بالاتجاه الذي تريده، بالقوّة، وتضع في منقاره مقولة أنه حرّ، لا تجعل منه سوى عبدًا لقديمك الذي حسبته جديدًا! ومكبّلا بقيود ما اعتقدته حرّيتك! حيث لكل جديد مفهومه التفاعلي للحريّة يختلف بمضامينه عن مفهومك. أو أكثر من ذلك: حريّة الجديد معناها التخلّص من تعريفاتك ومفاهيمك ومضامينك لذات المُسمّى.
#زاهر_بولس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟