أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - حماية حصانة الدولة والمجتمع














المزيد.....


حماية حصانة الدولة والمجتمع


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5392 - 2017 / 1 / 4 - 17:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يجادل أحد في كون مغرب اليوم يجتاز ظرفية تاريخية دقيقة جدا قد يكون عنوانها: حماية حصانة الدولة والمجتمع..
وإذا كان هذا العنوان في بعده السياسي والاجتماعي والحقوقي في حاجة للتفسير والأدلة، فإن محترفو التحاليل السياسية حسموا الأمر بوصفهم لبعض الأحداث الكبرى، التي تعيشها الساحة السياسة المغربية، ب" تعذيب سياسيي" يطال الأحزاب في بلادنا بشكل غير مسبوق في تاريخ المغرب المعاصر، دفاعا بشكل مأجور عن الطائفية وحشد الدعم لصالح مرتكبي "الجرائم السياسية" الذين حرموا الشعب المغربي من سيادة الحرية وإرساء الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة بين أوسع الفئات الاجتماعية، وتأمين الحق في الصحة والسكن والتعليم والشغل.
ولعل من أخطر ومن أشد ما يواجه مجتمعنا من توصيفات إعلامية يتم توظيفها في الحياة السياسية، تلك التي تحدثت عن "الحذاء الخشبي" وألصقته بشكل مذل للأحزاب السياسية المغربية، كاشفة عن الذخيرة الأصولية التي تمتلكها وتنهل منها. هذه النازلة ذكرتنا بالقصة الشهيرة لامرأة من بني إسرائيل صاحبة الحذاء الخشبي كما رواها أحد صغار الصحابة، ويتم تداولها اليوم لتحقير المرأة وتحطيم إنسانيتها شرعنة العداء ضد السامية، دون التفكير في نتائج وأبعاد حشو مثل هذه القصص في صراعنا مع من صادروا الإرادة الشعبية بالكذب والبهتان، واستغلال الجهل والجوع للحيلولة دون تجاوز وضعية التأخر التاريخي والتخلف المجتمعي.
فبأي منهج يفكر مثل هؤلاء في الدولة والمجتمع؟
إن هدفنا من وراء التعرض لمثل هذه الوقائع التي يشهدها الفضاء الإعلامي المغربي، هو محاولة للتأكيد على أن تراثنا الفكري والنضالي وتجاربنا السياسية تحتاج إلى حصانة فعلية، حتى لا نصبح من المتفرجين على من يحلو لهم اختزال التاريخ في قصص تهافت المهرولين للمناصب والمكاسب، والمتغاضين الساكتين عن الفساد.
ولعل المتأمل في النتائج الكارثية التي أودت إليها سياسات الإجهاز على المكتسبات الاجتماعية والحقوقية والنقابية التي ناضل من أجلها الشعب المغربي في فترات سابقة، ليقف اليوم على جسامة المهام المطروحة على عاتق القوى الديمقراطية والحداثية لمحاربة الفساد الإداري وكل الاختلالات التي تعاني منها الإدارة المغربية والمرافق العمومية.
ولأن صاحب قصة "الحذاء الخشبي" وإذلال الأحزاب السياسية لا يستطيع المجاهرة بمبادئه وقيمه المتنكرة للتعددية السياسية كمكسب تاريخي أنقذ المغرب من العديد من الويلات وجعل الدولة والمجتمع في خندق واحد حينما يتعلق الأمر بالطغيان الاستبدادي الظالم والمعادي للحريات، يلجأ إلى تبخيس دور الأحزاب السياسية كلما شعر بخطر نمو مقاومة النكوصية وإصلاح ما أفسدته الشعبوية.
لكن بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة التي تدفع مثل هذه الأبواق الداعية للفتن عبر اللغط والزعيق، يبقى من الضروري استحضار المشترك بين كل القوى الديمقراطية الحداثية دفاعا عن الحصانة الوطنية التي لا تقبل السمسرة والبيع والشراء، واحتراما للتعددية الحزبية من أجل تقوية مؤسساتنا حفاظا على وحدة الوطن واستقراره.
لقد اختار المغرب منذ الاستقلال الحرية كتعبير ديمقراطي يعبر عن آمال وطموحات المغاربة في التقدم وخدمة مصالح الوطن ورقيه، في جو من التنافس واختلافات في الرؤى بين مكونات المجتمع، رغم ما حصل من صراع وصدام وإهدار الجهد في المقاربات الأمنية ضدا على المقاربات التنموية.
لذلك، ظل النضال ضد كل أشكال الهيمنة والتسلط وعدم السماح بالوصول إلى ديكتاتورية الحكم والسلطة، نضالا مشروعا اتسم بالنزاهة والمصداقية وتقييم أداء المؤسسات والسياسات العمومية، والمشاركة في إيجاد الحلول وضرورتها في الحكم والمنهج الديمقراطي.
وعلى الرغم من أن الأّحزاب السياسية المغربية، فشلت في العديد من الامتحانات الديمقراطية، وتراجعت قوتها التأطيرية والتنظيمية، وتخلت عن دورها في الدفع بدمقرطة المجتمع إلى الأمام، وتجاهلت مطالب الحركات الاحتجاجية في أكثر من مناسبة، إلا أن دورها يبقى ضروريا اليوم أكثر من أي وقت مضى، وأي هجوم على شرعية وجودها، يعتبر ارتدادا وانحطاطا يجعل أنصاره متخلفين عن ركب المواطنة المشتركة كحاضنة للوحدة المؤمنة بالنقد والاختلاف من أجل الوحدة، ضد ثنائية "العقيدة والعنف" وتأويلاتها المساندة للتطرف والإرهاب بكل أشكاله.
أخيرا، وبعيدا عن أي رغبة في الانتقام من أي كان، تظل التجربة السياسية المغربية منذ مطلع الألفية الجديدة جديرة بالاحترام والتقدير، وتدعونا جميعا أن نختار بين الإبداع والتقويض، وبين خلق الفراغ وملء الحياة..لكن لا يمكن الانتشاء بالتدمير مهما كانت الظروف والأسباب.



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاومة متنامية للهجوم على المدرسة والجامعة
- بمناسبة العيد الدولي للمهاجر واللاجئ الذي يصادف 18 دجنبر من ...
- من أجل اشتراكية جديدة في خدمة الشعب
- بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان 10 دجنبر
- وداعا مدرستي الحلوة
- -السياسة البهلة- وفطوم الجبلية الزروالية
- النبوة السياسية والطريق إلى مغرب الغد
- حرية التعبير تقود شباط إلى الحمق السياسي
- الهوية الجماعية لمغرب الغد
- من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية: الجزء الثالث
- من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية الجزء الثاني
- من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية
- إلى السيد حامي الدين بمناسبة عيد الأضحى المبارك
- في الحاجة إلى العقل السياسي القاعدي
- تكريم عريس الانتقال الديمقراطي قيد حياته
- حكومة بن كيران ام مزبلة الطاليان ؟
- حول ما نريد...
- هل دقت ساعة رحيل أبناء جبالة بني زروال؟
- حاكم الهوى و الريح
- حدود دولة رئيس الحكومة و عوامل الابتزاز السياسي و التقسيمي


المزيد.....




- تركي آل الشيخ وآخرون يتفاعلون مع لقطة بين محمد بن سلمان وأحم ...
- قصة العالم النووي كلاوس فوكس.. -لا تتحدثوا معي عن المال مرة ...
- من قطر إلى السعودية.. لغة التفاصيل في دبلوماسية الشرع
- خبير يعلق على اعتراف زيلينسكي الذي صدم الغرب
- ترامب: الوكالة الأمريكية للتنمية تديرها مجموعة من المجانين
- إعلام: تركيا قد تنشئ قاعدتين عسكريتين وتنشر مقاتلات -إف 16- ...
- -الأورومتوسطي-: الحالة الصحية التي يخرج بها المعتقلون من سجو ...
- ترامب يكشف عن موعد اتصاله مع ترودو ويؤكد: سيدفعون الرسوم الج ...
- برتراند بيسيموا زعيم حركة -إم 23- في الكونغو الديمقراطية
- تداعيات فصل ضباط أتراك بعد حادثة أداء قسم الولاء لأتاتورك


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - حماية حصانة الدولة والمجتمع