يعقوب زامل الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 5391 - 2017 / 1 / 3 - 16:31
المحور:
الادب والفن
فاجأها أنها وجدت نفسها في السراب الخامل وفي فضاء ضيق، إلى درجة أنه كاد يطبق عليها ويغيبها لولا أنها فاضت وعينييها بفيض من دموع.
أحست، بأنه لولا الدموع، لتقلص صدرها. وقد يخنق رئتيها. أو سيتفجر داخل أضلاعها مثل ذاك العنقود الحديدي الشبيه بنبتة السفرجل الذي حوّل حبيبها إلى قطع شتى.
أوشكت ان تقول له " لا تذهب ". لكنها بالكاد ابتلعت حفنة الحروف الشاذة التي شعرت بها مثل قطع موسى صدئة تتقصف داخل بلعومها. خشيت أن يتحول حسها بقلق قلبها إلى فأل نحس. فهو حتما سيعود كما كان يفعل في كل مرة عندما يحين موعد إجازته الاعتيادية.
في كل مرة كان يكتفي، عندما كانت ترافقه حتى باب البيت، بوصيته المعتادة، وقت يردد أمام وجهها البائس:
ـــ " .. على عكس ما تتصورين، سيكون الأمر على خير ما يرام. لا تنسي ان تغطي أولادك في الليل".
وكان حين يجدها مشغولة عنه في جهة من مشهد آخر، يروح مداعبا خدها، مضيفا:
ـــ " في أحدى مهماتكِ معهم، ستجديني ، فجأة ، في السرير معكِ. وستفعلينها كما فعلتيها في المرة السابقة ".
تبتسم بعيدا ثم تشع حمرة وجهها،.....
ثم تلوذ شائكة.
#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟