زاهر بولس
الحوار المتمدن-العدد: 5390 - 2017 / 1 / 2 - 09:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الوعي وثنائية القيادة والمصالح
حفريات: زاهر بولس
ان المتتبع للسياسة منذ فجرها، وعلى مدى التاريخ، يعلم علم اليقين عدم وجود قائد قائم بحدّ ذاته وبقواه الشخصيّة، ولا حتّى في عالم الأساطير/ الميثولوجيا. (الصياغة تقصد المؤنث والمذكّر).
القائد دومًا نتاج مجموعة مصالح لمجموعات من البشر، قد تُعنَى بالسياسات العليا كالمصالح القومية العليا ذات الابعاد الاقليمية والامميّة، أو المصالح الدنيا، وهي كثيرة وبخسة.
السياسة ملعب خطر، والناس طيبة، لانها تبحث عن سعادتها دون تعقيدات تُضاف الى تعقيدات الحياة اليوميّة وصعوباتها، فتفتح أبواب ساحاتها دومًا للهواء النقي فتدخل منها الريح العاتية.
تحالف السياسة والإعلام واصحاب المصالح يُسهّل عملية التمويه، ويُبرز الوجه الطيّب ويخفي الأنياب الصفراء للمصالح.
لذا تصبح الطروحات الفكرية للأحزاب والحركات والحِراكات السياسية، على علّاتها، والقيادات التي تفرزها، من جهة، والممارسة على أرض الواقع لسنوات من جهة أخرى، والتشديد بخط عريض تحت كلمة ممارسة، أقرب إلى الضمانة للجماهير العريضة من أي ظاهرة أخرى، حين تقرر أن تختار ما يناسبها.
يحق لكل انسان أن يرى بنفسه قائدًا، ولكن من حقنا ان نطالبه بأن يُفصح اولًا عن كنهه من خلال الطروحات الفكرية والممارسة الطويلة المُثبتة، والكشف عن مجموعة المصالح التي يمثلها، كي لا يتكهن احد.. وفي كل الأحوال علينا أن نجتهد ونستقرئ..
#زاهر_بولس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟