محمد هشام ميسرة
الحوار المتمدن-العدد: 5389 - 2017 / 1 / 1 - 13:14
المحور:
كتابات ساخرة
كان بائع السمك يفترش الشارع..كان يبيع سمك حي..يفلفص..قلت له
-اديني كيلو سمك من الصاحي ده..
-عشرين جنيه..
-عشرين جنيه ازاي..
-ده سمك صاحي يا بيه...عايش..
فكرت قليلا ووافقت..ولكني لم اجد معي 20جنيه..لم يكن معي الا 200جنيه..
فصرخت في وجهه
-معييش غير 200جني يا عمي..معاك فكة
فصرخ في وجهي..
-هات افكلك....
واعطيته ال200جنيه..ولكنه لم يرجع..ظللت منتظر لأكثر من ساعة ولكنه لم يرجع..حتى صرخ بائع السوبر ماركت في وجهي..
-عوضك على الله..السمك ده سمك زينه ..مش بيتاكل...والسمك ده ميسواش جنيه..عوضك على الله بقا..
وضعت يدي في جيبي ونظرت للارض..ثم اخرجت يدي من جيبي..ورسمت تكشيرة كبيرة على وجهي..واخذت السمك وانصرفت .
وفي البيت ..قررت أنني يجب أن آكل السمك..حتى لو كان سمك زينة...وقررت عمل صنية سمك بالبطاطس....وعزم جميع اقاربي..
وعندما كنا نأكل فتحت السمكة التي أمامي..فوجدت فيها خاتم..
فصرخت أمام جميع أقاربي...
-الله أكبر..يحيا العدل..
وبدون أن اغسل يدي نزلت لمحل الذهب..كان مغلقا فوقفت أمامه انتظره حتى يفتح ..وعندما جاء صاحب المحل..
صرخت في وجهه
-عاوز ابيع الخاتم ده..
أخذه مني ونظر اليه..وظل يتأمل الخاتم ويتأملني..وبدون أن يتكلم..رمى الخاتم في الشارع..فابتلعه الشارع..
ظللت أبحث عن خاتمي في الشارع فلم أجده..وفي النهاية وجدته فوق صحيفة أخبار اليوم
وكان الخاتم مرسوم تحته نار..ومكتوب..
الحرائق تعم إسرائيل..فأخذت خاتمي وانصرفت
وعندما نمت ...كنت أحتضر..حيث أن هناك شبه كبير بين بائع الذهب وبائع السمك ..انهم شخص واحد..وظللت أحتضر في صمت..
#محمد_هشام_ميسرة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟