أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة إلى صديق سوري فرنسي.... معارض عنيد














المزيد.....

رسالة إلى صديق سوري فرنسي.... معارض عنيد


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 5388 - 2016 / 12 / 31 - 17:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسالة إلى صديق سوري ــ فرنسي.. معارض عنيد
رغم لقاءاتنا النادرة شخصيا وفكريا وسياسيا.. أنت وأنا نحب هذا البلد.. كعشيقة عذبتنا نحن الإثنين.. بأشكال سادومازوخية.. وكانت النتيجة أنك كرهتها, ولم تعد تحب النساء.. وتابعت كراهيتك لهن.. ولها.. وأنا بقيت هذه العشيقة جزءا من حياتي وشبابي ورجولتي وشيخوختي.. وصرت أرى بكل النساء جمالها.. وما مارست معها من مــر ومعسول... حتى بأيام شيخوختي.. حتى جعلت منها أيقونة.. رغم كل عهرها... لأنني كنت دوما صانع أيقونات.. وصانع قصائد حتى لو تكلمت عن العتمة والحجر... وبلد مولدنا يا صديقي.. رغم كل تناقضاته وسلبياته وبشاعاته المختلفة.. موشوم على جبيننا وصدرنا.. ولا يمكنني أن أترك لأي (قواد) سياسة و كلام.. تشويهه وتسويده.. اكــثــر... وما أكثر القوادين الاختصاصيين بأيامنا هذه... لأن اسمه يبقى موشوما على جبيني وصدري.. ويبقى علامات كرامتي.. أينما تحركت على دروب الحقائق الضائعة...
انا لا أفهم كيف تستطيع أن تحافظ على عناد معارضتك, رغم كل المآسي والفظائع والتفجير والخراب والتفسخات الطائفية الجهنمية المروعة التي تفجرت على أرض ســوريـانـا.. وما زال عنادك موجودا, كأنما لا شـيء جرى.. وكانما هذه السنوات الستة, كانت أسطورة أو فيلما هوليوديا عن نهاية العالم...
يا صديقي.. أنت تعرف كل تاريخ ما عانيته شخصيا أيام بداية شبابي هناك.. وأنت تعرف أنني هنا كنت معارضا, لكل ما جرى فيما بعد هناك... ولكن عندما اقتحمته جحافل صحراوية الفكر الوحشي الفظائعي والمعتقد والأعلام السوداء.. لم يعد لدي أي مجال سوى السعي لخلاصه منها.. وترميم كل ما خربوا... وهذه يحتاج لسعينا كلنا هنا.. أنت وأنا.. وأكثر المعارضين راديكالية.. حتى لا يموت هذا البلد إلى الأبد... وبعدها يا صديقي.. نختار ماذا نريد أن نبني من مستقبل... وأنا اخترت هذا الطريق... وهذا الطريق, هو الوسيلة الوحيدة التي تؤدي إلى بداية عـودة ســـوريـا من الكوما السريرية المعيشية الوجودية التي عاشتها بالستين سنة الماضية... وخاصة أقساها وأبشعها بتاريخها العالمي والوجودي الستة سنوات الماضية... لهذا يجب أن ننسى كل مــآسـيـنـا الشخصية.. وأن نوحد جهودنا.. نحن الذين نعيش بالرغد ونتمتع بالحريات الأوروبية.. أن نوحد جهودنا.. لتحريره كاملا من هيمنات كل التدخلات الأجنبية الفظائعية وغيرها.. وبعدها نبني وطنا جديدا.. ودساتير ديمقراطية له.. على طريق علمانية حقيقية حضارية راسخة.. لقواعد دولة حضارية متحضرة لجميع السوريين.. نــعــم لجميع السوريين دون أي تمييز!!!.......
أعرف أن كلماتي هذه, لن تغير أي شــيء من معارضتك وعنادك.. كما لن تغير فاصلة واحدة من تفكيري وقراري.. ولن تغير أي شـيء من صداقتي واحترامي لمعتقداتك وتحليلاتك وأفكارك.. لأنني على قناعة أنك ــ بحكمتك المعتادة ــ تحب مثلي.. عشيقتنا القديمة العتيقة... ســـــوريــا التي آمل يوما أن تصبح ديمقراطية موحدة حــرة علمانية... وخاصة علمانية!!!..........
وحتى نلتقي حول كأس عــرق.. عندما ترغب.. لك ديمومة مودتي.. وأصدق تحية مهذبة...
***********
عـــلـــى الـــهـــامـــش :
ــ من كلمات رثاء نهاية هذه السنة الحزينة 2016
كتب المعلق السياسي اليساري الفرنسي Vincent Présumey على زاويته الافتتاحية بموقع ميديابارتMédiapart الفرنسي عما سماه " كـارثـة حــلــب ". معتبرا إياها من أشرس كوارث القرن الواحد والعشرين.. بين مجموعة من الكوارث العالمية, والتي لم يمكن تجنبها.. ولم يتدخل العالم بشكل جذري حقيقي جدي لتجنبها... وبكلمات محدودة قليلة.. ذكرت هذا الإنسان الذي أحترم كتاباته ومنشوراته العديدة بعدة مواقع معروفة إعلامية.. بأنه ــ حقا ــ تدمير مدينة حلب كارثة إنسانية حقيقية... ولكنها جــزء من كارثة إنسانية عالمية مدروسة مخططة مدبرة... إسمها محو ســـوريـا.. ككيان ودولة وشعب... ومحاولة استبدالها بخلافة خنفشيارية هيتروكليتية إسـلامية... لخدمة مخططات المافيات الرأسمالية العالمية العولمية... والذي هو باعتقادي, رغم احترامي لحلب وانحنائي أمام تضحياتها ونكباتها التي لا تقدر ــ جــريــمـة إنسانية أكبر.. ســوف يسائل عنها ولن ينساها, كل من عــاش ما جرى خلال هذه الستة سنوات الحزينة المجرمة اليائسة البائسة الماضية.. وخلال السنوات القادمة... وأولادهم.. وأولاد أولادهم.. لمحاسبة المسؤولين.. كل المسؤولين.. عما جرى.. وخاصة ما سيجري بالسنوات القادمة...........
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة... هـــنـــاك و هـــنـــا... وبكل مكان بالعالم.. وخاصة للنادر القليل من الأحرار الذين يقاومون ويناضلون ــ على حساب أمانهم وحياتهم ورزقهم ــ للدفاع عن الحريات العامة.. وحرية الفكر والتعبير.. والحقيقة الحقيقية.. وحرية الشعوب بتقرير مصيرها.. ومساواة المرأة بالرجل, دون أي استثناء... والــعــلــمــانــيــة الكاملة التي تبقى أصدق الأنظمة المعتقدية والفكرية... لهن ولهم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي وتــأيــيــدي.. وأطيب تحية صادقة مهذبة...
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة الأمم...آخر كلمات لهذه السنة اليائسة البائسة...
- تساؤلات... تحتاج لأجوبة جذرية...
- الحقيقة.. ولماذا تموت الحقيقة؟؟؟...
- من بقايا -الربيع العربي-... وهوامش عن أحداث بشعة مريرة...
- أصداء قصة حلبية...
- مصر.. يا مصر... وهامش عن حلب السورية المحررة...
- من مدينة حلب المحررة... ورثائي لصادق جلال العظم...
- سؤال : لماذا... تأييد لزميل... ومحكمة...
- آخر الأصداء من فرنسا (2)...
- آخر الأصداء من فرنسا...
- بريتا حاجي حسن Brita Hagi Hasan
- تحية وتأييد إلى Asli Erdogan ... وحدث.. وأحداث...
- مشكلة (عائلية)...
- عدالة خنفشارية
- رسالة عن وإلى -الحوار المتمدن-... وهامش مع موقعMediapart الف ...
- رسالة إلى الزميل جمشيد إبراهيم
- لن تتغير حياتنا... مع ترامب أو غيره...
- مؤامرة ضد الإنسانية
- لبنان.. خاصرة سوريا... تركيا أردوغان.. سنة صفر...
- صورة من حلب السورية... وظاهرة - شحاذة - بفرنسا...


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة إلى صديق سوري فرنسي.... معارض عنيد