أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - أردوغان وخلفيات معركة الباب














المزيد.....

أردوغان وخلفيات معركة الباب


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 5387 - 2016 / 12 / 30 - 22:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في شهر أغسطس آب الماضي جاء الضوء الاخضر من روسيا والرئيس بوتن بالسماح بدخول وحدات من الجيش التركي الى الاراضي السورية في المناطق القريبة من الحدود السورية التركية تحت شروط ومتطلبات محاربة داعش وليس فقط الجماعات الكردية المقاتلة ضمن قوات سوريا الديمقراطية . وقد جاء هذا الضوء الاخضر ليعزز من غباء أردوغان والطموح التركي في التدخل العسكري المُباشر في الازمة السورية والغرق في أوحال المعارك الدائرة في المستنقع السوري .. ويزيد بالتالي من الازمات الحادة التي تُعانيها تركيا بقيادة أردوغان ليس فقط على الصعيد الاقتصادي والداخلي والامني, بل أيضاً على صعيد التورط العسكري في سوريا والعراق والدعم المُتزايد للجماعات الارهابية المسلحة المُقاتلة في الشمال السوري ....الخ
وبالتالي يُمكننا القول أن الروس (وبموافقة إيرانية) قد تمكنوا بالفعل من جر أردوغان بهدف إضعافه الى المستنقع السوري "ولكن" بعيداً عن مدينة حلب وأريافها القريبة وإشغاله بالتالي بمناطق أخرى من الشمال السوري ريثما يتم الانتهاء من معركة حلب الكبرى ... وهنا تم توريط أردوغان في صفقة بدت في حينها مُغرية له, ولكنها خاسرة على الصعيد الاستراتيجي .... وقد أقدم الرئيس بوتن على اعطاء التدخل التركي هذا الضوء الاخضر في اللحظة التي اتخذ فيها الجانب الروسي مع الدولة السورية قرار الحسم النهائي لمعركة حلب بعد استكمال الحصار الجغرافي على الجماعات المُسلحة في الاحياء الشرقية لحلب .. وهي كما نعلم جماعات موالية على نحوٍ شبه كامل لاردوغان والقيادة التركية ..... وعندها شكل دخول القوات التركية لمدينة جرابلس في شهر أغسطس آب الماضي من دون قتال مع مسلحي داعش ارتياحاً كبيرأً لاردوغان ... حيث حول أردوغان هذا الدخول العسكري الى جرابلس والاراضي السورية من خلال الاعلام التركي الى انتصار عسكري كبير في محاربة داعش والجماعات الكردية في شمال سوريا وذلك في محاولة بدت ضرورية له لامتصاص أزماته الداخلية بعد محاولة الانقلاب الاخيرة في تركيا , والتي استغلها أردوغان لتصفية الآلاف من القيادات العسكرية والشخصيات القضائية والتعليمية والدينية والاعلامية المناهضة له , أو حتى التي لاتُؤيده .
ولكن مع انهيار الجماعات المسلحة التابعة لاردوغان في شرق حلب, ثم خروجها من كامل أحياء حلب الشرقية , كان الضغط الروسي قد بدأ يتزايد بشدة على القيادة التركية من خلال مطالبتها بالمحاربة الفعلية وليس الشكلية للارهاب والتصدي الحقيقي من قبل الجيش التركي للجماعات الارهابية من تنظيم داعش وغيره من تنظيمات القاعدة الناشطة في شمال سوريا , وذلك حسب الاتفاق الذي تم بموجبه إعطاء الضوء الاخضر لدخول الجيش التركي للاراضي السورية ..... وهنا لم يجد أردوغان بعد تقليم أظافره ومصادر قوته الرئيسية من الجماعات المُسلحة في شرق حلب وأريافها , وتراكم أزماته الاقتصادية والامنية والدكتاتورية في الداخل التركي , مهربا سوى الانصياع للضغط الروسي والداخلي على أمل تحويل أزماته الداخلية الى
انتصارات خارجية , والتخلي بالتالي عن دعمه المستتر لتنظيم داعش وإظهار نواياه الجدية في محاربة هذا التنظيم , ولكن مع وضع ماتبقى من الجماعات الارهابية التابعة له ( من النصرة ونور الدين الزنكي وغيرها من الجماعات المُسلحة ) تحت راية ما يُسمى بالجيش الحر لاظهارها أمام الجانب الروسي كجماعات معارضة لا تتبع لتنظيمات القاعدة .... وهنا كان لابد من الصدام الفعلي للجيش التركي مع مسلحي داعش في محيط مدينة الباب حيث يُرابط الجيش التركي , وذلك في معارك شرسة وضارية قام فيها الجيش التركي بمشاركة الجماعات المُسلحة المُرافقة له بقصف مدينة الباب على نحوٍ عشوائي في اطار ما يُسمى بعملية درع الفرات , مما أوقع المئات من الضحايا المدنيين وحيث تكبد فيها الجيش التركي في هذه المعارك خسائر بشرية جسيمة في صفوفه لم يُحسب لها حساب بلغت ما يزيد عن مائة جندي وأعداد كبيرة من الجرحى , وذلك أثناء محاولة الجيش التركي والجماعات المُسلحة المرافقة له الدخول الى مدينة الباب التي تُعتبر واحدة من أكبر معاقل داعش العسكرية المُحصنة بعد الرقة ودير الزور .... وهذه المعركة التي خاضها الجيش التركي في مواجهة داعش في محيط مدينة الباب قد أظهرت بوضوح بداية التورط العسكري التركي وعلى نطاق واسع في الازمة السورية التي ساهم أردوغان في اندلاعها بكل إجرام وغباء , بدعم وتمويل شامل من السعودية وقطر وبتشجيع وتسليح غربي وصهيوني .
أخيراً يُمكننا القول أن بوتن في سعيه لاضعاف الطموح التركي في الازمة السورية والوصول بالتالي الى حلٍ سياسي وشامل لهذه الازمة قد ورط أردوغان والجيش التركي بالفعل في المستنقع السوري حيث بدأت وعلى نطاق واسع معارك استنزاف خاسرة ومُحبطة للجيش التركي ليس فقط مع قوات سوريا الديمقراطية والجماعات الكردية المُسلحة في الشمال , بل أيضاً ما يجري حالياً من معارك ضارية تعتبر الاشرس في مواجهة تنظيم داعش وفصائله الاكثر تسليحاً وخبرة في خوض المعارك وحرب الارياف والمدن .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا ومعركة حلب .... الابعاد الوطنية والاخلاقية والانسانية
- الردع الروسي والصيني في مجلس الامن مع تسارع تحرير شرق حلب
- اليمين القومي الراديكالي ومتغيرات الخارطة السياسية في أوروبا ...
- السيناريوهات المُحتملة لأداء الادارة الامريكية المقبلة في ظل ...
- الانتخابات الامريكية ..... الدروس والعبر
- هل سيُؤثر فوز ترامب على مسار الازمة السورية .. ؟؟؟؟
- الانتخابات الرئاسية الامريكية ... وظاهرة صعود اليمين الفاشي ...
- أردوغان والدور التركي في المشهدين السوري والعراقي
- جرائم آل سعود في اليمن واعلام الفضائيات الخليجية والعمالة ال ...
- معارك الميدان السوري.... وهستيريا تحالف الغرب بقيادة الولايا ...
- اغتيال ناهض حتر
- - العقدة السورية - ومنظومة الغرب
- التدخل العسكري التركي في سوريا ..... ما هي مبرراته وأهدافه ؟ ...
- هل تغبرت مواقف تركيا والولايات المتحدة من الازمة السورية ؟؟؟
- التدخل العسكري التركي في جرابلس واللعب الامريكي والتركي بورق ...
- من هو عبد الباري عطوان ؟؟
- ماذا تحمل زيارة أردوغان لروسيا ...؟؟
- حقائق دامغة حول ملابسات وخفيا دور الغرب تجاه الارهاب التكفير ...
- ماذا بعد انقلاب تركيا ؟؟.. وما هي حقيقة ما حدث ؟؟
- قمة الناتو ومؤتمر المعارضة الايرانية


المزيد.....




- رد فعل غريزي مدهش.. فيلة تشكّل -دائرة تأهب- لحظة وقوع زلزال ...
- -يشمل نزع سلاح غزة-.. مسؤول في حماس يكشف تفاصيل المقترح الإس ...
- مؤتمر دولي حول السودان في غياب طرفي الصراع، وارتفاع الانتهاك ...
- الزائر الأحمر يربك سماء العراق وأكثر من 1800 حالة اختناق
- شركة يابانية تكشف عن ذئب آلي (فيديو)
- عريضة إلى نتنياهو من وحدة السايبر الهجومي والعمليات الخاصة ب ...
- مقتل 19 مدنيا وإصابة 85 آخرين بهجمات أوكرانية على مناطق روسي ...
- غوتيريش يعرب عن قلقه البالغ إثر استهداف مستشفى الأهلي في غزة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل قصف غزة.. قتلى وجرحى وتدهور غير مسبوق ...
- الخارجية اللبنانية: المحادثات مع الرئيس السوري كانت بناءة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - أردوغان وخلفيات معركة الباب