أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالرازق مختار محمود - وتدق الأجراس طلقني شكرًا














المزيد.....

وتدق الأجراس طلقني شكرًا


عبدالرازق مختار محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5387 - 2016 / 12 / 30 - 13:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


على أجراس تعديل قانون الطفل تخرج علينا ليل نهار علي شاشات الفضائيات بعض الحسناوات، وبعض الناشطات، وكثير من المسترجلات بعضهن ترتدي رداء الواقعية والرغبة في الإصلاح، وأخريات خرجن إلي تلك البرامج، وهن حبلي بتحارب من الفشل الأسري الشنيع، ولسان حالهن يقول: فليكن كلنا فاشلات.
نعم خرجت وقد أعدت العدة لبث سمومها وكراهيتها المقيتة لزوجها الخائن، أو استعراض كراهية أهل زوجها الحمقى، أو عرض تجربتها العفنة، خرجت لتصدر إلينا أن تفكيك الأسرة وحرمان الأبناء من آبائهم وبعدهم عن ذويهم هو الأصل، وأن الانتقام هو سيد الموقف، وتلبيس الزوج ثوب الذل هو الهدف، وللأسف وجدت بعض هذه الأصوات ضالتهن في أفران التوك شو المشتغلة بتعرية المجتمع، والعازفة يوميا علي أوتار السلبيات؛ لتملأ ساعات من الهواء نحن في أشد الحاجه إليها لنبني مجتمعا خارت قواه، وتفتت أوصاله، وتفككت روابطه، وسادت في ربوعه قيم الفهلوة، والتكاسل، والتكسب بدون وجه حق.
إذا نظرنا إلي محاكمنا وجدناها عامرة بملايين القضايا فبعض الإحصائيات التي أظهرتها الأمم المتحدة تشير إلى أن حالات الطلاق في مصر وصلت إلى 20 حالة في الساعة الواحدة، ما يزيد عن 170 ألف حالة سنوياً، ووفقاً لجهاز التعبئة والإحصاء، سجلت مصر حالة طلاق كل 6 دقائق خلال عام 2013، أي 240 حالة طلاق يومياً. ووفقاً لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لرئاسة الوزراء، وصل عدد المطلقات عام 2014 إلى مليونين ونصف المليون.

هذه الملايين الكثيرة من القضايا تعني أن وحدة المجتمع وهي الأسرة قد علاها الكثير من الانهيار، وإذا تعمقنا في أسباب ذلك، وجدناها في جلها أسبابا أقل ما توصف بالتافهة والحقيرة، فهو طلقها؛ لأنه مكث يداعب بروفايله، وهى تركته وذهبت لصورها علي انستجرام، وآخر قذفها خارج حياته؛ لأنها مالت بالقول في هاتفها، وهي لفظته؛ لأنه غازل في منامه رفيقه عمله، وأخري لأن أمه قاسية، وآخر لأن جارته جميلة، وأخري لأنها ضاقت عليها الحياة، وآخر لأنها تنفق في غير محل، وعلي هذا المنوال من المشاكل اليومية يوجد الملايين، وبأقل مجهود وبرفقة من السماحة، وبحكم من أهله وحكم من أهلها يريدا إصلاحا كانت كل تلك الملايين مكانها الطبيعي عِش التوجيه الهادئ، الذي استقر علي وقع التجارب.
أما وحالنا هكذا، ودكاكين التفرقة عامرة، فبدلا من أن يظهرن ناصحات ناقلات لخبراتهن؛ لدعم الاستقرار؛ والتماسك والحرص على أسرهن في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، بدلا من ذلك خرجن علينا وهن يحملن شعارا واحدا طلقني شكرًا، فقد كرهن الحياة، وضعفن عن تحمل المسؤولية، وخارت القوى عن المساهمة في البناء، والنتيجة أسره مفككة، وأطفال أقل ما يوصفون بأنهم الضحية، التي ربما سوف تحمل أحزمة ناسفة، وأفكارا بالية، وقيما منحلة، وتقاليد فاسدة.
لا أستثني أحدا من تحمل المسؤولية، كلنا شراء فالرجال والنساء ووسائل الإعلام، وكامل المجتمع مدعون للحفاظ علي الأسرة، وتدعيم تماسكها من أجل مجتمع متماسك يسعي؛ ليجد له في المستقبل موضع قدم ، ويتحول الشعار من طلقني شكرا إلى شعار: مازال رصيدكم يسمح باستمرار الحياة، ما زال لديكم العديد من الفليكسات لشحن المودة، مازالت باقتكم عامرة برصيد من الماضي يتيح لكم التواصل، والاستمرار بكفاءة.



#عبدالرازق_مختار_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العزف علي أطلال حلب
- ناسك في محراب العيون
- بانا العابد رسالة في جدار الإنسانية
- قهر الاختبارات
- التعليم المجتمعي من رحم التجربة
- أفيخاي أدرعي وميلاد الرسول!!!
- وطنك فقط من يروي عطشك
- حكايات الكلبة أناستازيا؟!
- كلاسيكو الأرض أزمة هوية
- قلم شريف
- حلب الشهباء التي أحببت
- إسرائيل تحترق وماذا بعد ؟!!
- ما وراء مباراة مصر وغانا
- المرضى لا يعرفون
- شد السيفون ولا تخجل
- مفتون أصابته دعوة سعد
- اسم الآلة
- للاحتكار وجوه أخرى
- للشعب إعلام يلهيه
- لا صوت يعلو فوق صوت المصلحة


المزيد.....




- وزارة الصحة في غزة تكشف عن آخر حصيلة للقتلى خلال 295 يوما من ...
- قتلى وعشرات الجرحى في هجوم صاروخي بالجولان.. وإسرائيل تتهم ح ...
- الرئيس الإسرائيلي: حزب الله -قتل بوحشية- أطفالا في الهجوم عل ...
- حزب الله ينفي ضلوعه باستهداف مجدل شمس الذي أدى لمقتل وإصابة ...
- إيطاليا: إعادة فتح -طريق الحب- في الأراضي الخمس بعد سنوات من ...
- هل كانت أوكرانيا تخطط لضرب العمق الروسي دون علم أمريكا.. اتص ...
- إسرائيل تتوعد برد قاس وحزب الله ينفي مسؤوليته عن استهداف مدن ...
- أردوغان: تركيا تنتظر اعتذارا من محمود عباس
- وزير الداخلية الإسرائيلي: الرد على قصف مجدل شمس لن يكون أقل ...
- مجازر غزة..هل يسعى نتنياهو لإطالة الحرب؟


المزيد.....

- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالرازق مختار محمود - وتدق الأجراس طلقني شكرًا