|
من إنتصر في حلب؟!.... وعلى من؟!
ناجي العواجنه
الحوار المتمدن-العدد: 5386 - 2016 / 12 / 29 - 14:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الآن . . . و بعد ثبات اسطورة الجيش العربي السوري وسحقه يد الإرهابيين في حلب لتصبح يده هي العليا ، بعد أن إنقض الصمود الأسطوري للدولة السورية جيشا وشعبا وقيادة وافترس كل مخططات تقسيم المنطقة ليقطعها اربا اربا والتمكن من تمزيق المخطط الصهيوأمريكي المتمثل بخارطة الشرق الأوسط الجديد ، بعد الانجاز العظيم والانتصارات التي حققها محور المقاومة في الميدان ودحره الإرهابيين على طول خط التماس بين سوريا وتركيا وقطعه للشرايين التي كانت تغذي هذه الحركات الإرهابية التكفيرية ، واسترداد نسبة كبيرة من الأراضي التي كانت محتلة من اذرع المحتل الصهيوأمريكي طيلة 6 سنوات بأدواته الإرهابية ، غمر فيضان التساؤلات والحيرة المجتمع الصهيوني ، ما المصير المنتظر بعد الانتهاء من استئصال الإرهاب في سوريا ؟خاصة بعد خروج سوريا أقوى وأصلب من أكبر حرب كونية عرفها التاريخ المعاصر ؟
يتردد صدى السؤال فيصدح عاليا في المجتمع الصهيوني ، حيث ترجم الحيز الزمني الكبير المخصص في مختلف وسائل الإعلام في كيان العدو الذي خصصه كيان العدو ليتم تحليل كل التداعيات التي ستعكسها معركة تحرير حلب عليهم ، السياسيين والعسكريين داخل هذا المجتمع الهجين أجمعوا بتحليلاتهم أن الخطر محدق بهم من جميع الجوانب وعلى كافة الأصعدة ، حيث ان عليهم لتجنب الأسوء وتقليل النتائج السلبية الكثيرة التي ستنهمر عليهم أخذ جميع الاحتياطات بعد تحرير حلب وتعافي الدولة السورية.
يجب أن نفهم ف بداية أن الكيان الصهيوني طيلة الست سنوات السابقة انتهج وطبق معادلة أساسية ألا وهي مبدأ التوازن بين التنظيمات المقاتلة والجيش العربي السوري ، واستمر ملتزما الصمت طوال استمرار هذه المعادلة ، لكن صدى انتصارات الجيش العربي السوري الذي صدح مدويا على الحدود الجنوبية سابقا كان قد أصم أذان ذاك الكيان المسخ فاسقطت واجب التحفظ وبدأت تتوالى تصريحاته عن القلق الذي ينتاب قيادته السياسية والعسكرية عن التطور الحاصل في الأرض السورية.
لاحقا ... بدا بوضوح وجلاء من تصريحات قادة كيان العدو اعتبارهم معركة حلب معركة فاصلة للقضاء على الإرهاب وقلب موازين القوى ، الشيء الذي أسقط مخططاتهم جمعاء المتمثلة في إدامة القتال هناك بلا غالب ولا مغلوب ، لكن التطور الذي وقع على أرض الميدان أعتبر خطرا لأمنهم القومي ويهدد وجودهم المشروط ببيعهم وهم الجيش الذي لا يقهر ، حيث إن تطهير مدينة بحجم حلب أكد للصهاينة ومراكز دراساتهم أن الدب الروسي والتنين الصيني قد افاقا من سباتهما اضف الى ذلك النهوض الايراني، بذلك أصبحوا قوة ولاعب رئيسي في المنطقة مما سبب تراجع مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة ، اضافة لسحقهم للحلم العثماني والمشروع الخليجي.
تصاعد حدة وتيرة المقاومة للمشروع الأمريكي التركي الصهيوني الخليجي ، ثم وبما أن وجود الكيان الصهيوني مرتبط بفعل القوة المتجسدة في الغطرسة الأمريكية اضافة لسطوة الخليج الدينية على مجتمعات الشرقية ، ما يعني ان ضعف أمريكا وسقوط الخليج يعني إقتراب نهاية (إسرائيل) وتحرير فلسطين من البحر إلى النهر ، بل ذهب البعض داخل المطبخ الصهيوني معتبرا الإنتصارات الساحقة للجيش العربي السوري وحلفاءه تغييرا إستراتيجيا كبيرا بما سيحمله في ثناياه من تغير لموازين القوى داخل المنطقة خاصة مع استمرار انتفاضة السكاكين المباركة والإنتصارات التي حققها الحشد الشعبي والجيش العراقي على الصعيد العراقي ، أما في اليمن ففشل التحالف المتامرك المتمثل بتلقى الضربات المتتالية اضافة لبدء رجوع مصر لمربعها الصحيح وانحيازها ضمنيا للمعسكر الشرقي وتصاعد وتيرة خلافاتها مع الخليج ، ليجد الكيان الصهيوني نفسه محاصرا من كل الجهات ، فأصبح هاجسه الأكبر يتمثل في الخوف والقلق المتزايد من إقامة قاعدة للمقاومة قبالة الجولان المحتل ، خصوصا بعد أن كشفت التقارير أن حزب الله وبدعم سوري ايراني قد وضع لبنة أولى لمقاومة شعبية غايتها تحرير الجولان المحتل ، تمثل ذلك باغتيال الشهيد سمير القنطار ، الشيء الذي زلزل مضاجعهم وجعل الخوف والرعب والهلع يدخل الى قلب المجتمع الصهيوني الهش ، ذاك المجتمع الذي وبمجرد تحسسه الخطر يلوذ بالفرار لأنه لا ينتمي الى هذه الأرض .
للوقوف بوجه هذا الخطر المحدق بهم ، رأى أغلب المحللين الصهاينة أن الحل يتمثل بأن يأمر الكيان عملائهم في المحيط للتدخل في سوريا بإرسال جيوش عربية لوقف تقدم الجيش السوري ، الامر الذي اثبت فشله سابقا لصعبة تحققه و لسبب وحيد ، لأن هذه القوة العربية غارقة في الوحل اليمني.
حالة التلبك والتلعثم في كيان العدو وحلفاءه هذه الأيام تشعرني أن خياراته قد نفذت ، وأنه يستعد لمواجهه مباشره ودخوله في حرب كونيه تخوضها الكيانات الحقيقة وليست عبر وكلائها على الارض ، اذا أطأ حدسي(وأتمنى ذلك) يعني ان النصر السوري بات قوسين او أدنى...
#ناجي_العواجنه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدين لله والحرية للجميع
-
إمبراطوريه النفط في طور انقباض الروح
-
الخبز من طعام للفقراء الى موائد الأغنياء
-
اليمن ثوره ﻻ-;- تهدأ
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|