نور الدين بدران
الحوار المتمدن-العدد: 1424 - 2006 / 1 / 8 - 10:41
المحور:
الادب والفن
من ذاكرة الراهن (6)
(1)
هم في خطر ، بفعل جرائمهم المتسلسلة، ولداً عن أب، يختبئون وراءنا، جاعلين من حياتنا وأعمارنا دروعاً.
الأسوأ في حكاية كلها سوء،أنهم يضعون أصواتهم العالية في صميم آذاننا ويصرخون:"أنتم في خطر،نحن هنا لحمايتكم".
(2)
تطارد الفئران في منزلك ، تهرب مؤقتاً ، تعود ، تكافحها بالمصائد والسموم ، بما استطعت ، لكنها تعود، مادام في منزلك ما يغريها من مآكل ومخابئ وأمان.
كأنها تحمل رسالة غامضة لك ، و لعائلتك ، وماذا تحمل القوارض للإنسان؟
مهما كانت الفوضى مدمرة.........ليست أكثر خطراً من الطاعون.
نعم الطاعون فقوارضنا بلدية.
(3)
يحدث أن يسافر أحدهم للمتعة والاستجمام أو يهاجر لإدارة ما نهب ، أو يفر من الخوف على ماله أو على منصبه، أو حتى على رقبته (لو كانت كعنق الزرافة والأفضل أن نقول النعامة) وحين يغادر الربع والربوع ، من بعيد يبصق في بئر شرب منه العمر،بل كل زوادته في أسفاره من ذلك البئر .
الحقيقة أن ذلك البئر ، يستحق أكثر من البصاق ،لأن تلك الأفواه القذرة أفسدته ، إنه يستحق الردم ، لكن من أهل الينابيع الذين تذهب مياهها إليه.
أما ذلك المارق الملعون فلا يحق له إلا الحمد والشكر ، وإلا فلا شك أنه ابن خيانة ، قبل وبعد ، لا أدري من يبز من ؟ هو أم أشقاؤه وأفراد البطانة والعشيرة ، لأنهم جميعاً من مدرسة واحدة ،أبا ومعلماً وعقيدة.
(4)
باسمنا يقتلوننا ، باسم كرامتنا ، يمتدون ويتمادون بخط إذلالنا، إلى ما لا نهاية لو يتمكنون.
ما لم تتغير هذه المعادلة اللعينة، هم ونحن، سيتمكن أحفادهم من أحفادنا كما تمكن آباؤهم من آبائنا.
(5)
لا أبوة بلا رعاية مسؤولة وحماية دافئة ، ولا أمومة بلا حنان وحب ، ولا وطن بلا حرية وكرامة.
(6)
لم تذكرني الجنة إلا بمواخير لصوص عرقنا ،ولا جهنم إلا بأقبية مخابراتهم ، لذلك اشمأزت نفسي من كل دين يتوعد بهذه ، ويعد بتلك.
نور الدين بدران.
#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟