حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 1423 - 2006 / 1 / 7 - 09:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شارون يصارع الموت، نهاية الطاغية، البلدوزر قي غيبوبة الموت، نماذج لعناوين الصحف العربية، كأن شارون يمرض بطريقة جديدة أو يموت بأسلوب مختلف، محاولات تعيسة لخلط الواقع بالتشفي، لتحميل مصير لا مفر منه بما يتنافي مع حقيقته، لا المرض انتقام إلهي ولا الموت تأديب. رحل عبر التاريخ، قديمه وحديثه، من عملوا الصالحات، من وجهة نظر أصحاب مقولة المرض والموت تأديب وانتقام، كانت محنتهم أقسي مما يتعرض له شارون، بُشِروا بالجنة كما يوعد شارون بجهنم. حتي المرض والموت أصبحا عرضة للتأويل والتبرير، كأن فيهم انتقاء، كأن لهم القدرة علي التمييز بين الصالح والفاسد. أسلوب ملتوي يؤكد أننا علي موعد دائم مع الاندحار والانحدار والرجوع للخلف، لا نصارح، لا نبحث، لا نكد.
إسرائيل دولة ديمقراطية حقيقية تنتقل فيها السلطة بسلاسة، لا مكان فيها لخزعبلات الزعيم الملهم الذي يصنع الحاضر وما سواه عدم، الذي يتهافت زعماء العالم لنيل نصائحه، الذي يتمتع بالبصيرة والرؤية الثاقبة، الزعيم العنيد أبو دماغ ناشفة الذي يفعل عكس المتوقع حتي يُشعر الجميع أن لا رأي إلا ما تفرزه قريحته. الشعب الإسرائيلي لم ولن يشعر باليتم ولم تفرد إسرائيل صحفها لكذابين الزفة الذين ينعون بشر لا بد وأن يزول ويمهدون لأنفسهم سكة النفاق لآت جديد. ليقل من يقل عن جرائم شارون، العبرة بشعبه الذي يحترمه واختاره، كلامنا دائماً فارغ وأجوف وملتوي، حالنا مائل مائل مائل.
المشكلة ليست في شارون أو في غيره، هل نسينا بعبع موشي ديان وعفريت جولدا مائير وغول مناحم بيجين وجن بنامين نتانياهو؟ كم أطاروا النوم من العيون وتوهوا العقول التعيسة، ما أكثر من سيأتي وما أتعسنا من طول الليالي التي لن تعرف فيها جفونا النوم. لم نبرع إلا في الكلام الناري والتشنج والتأويل والتفسير بالهوي، حاربنا أنفسنا قبل أن نحارب أعداءنا، فهمونا ووضعونا في حجمنا الصحيح، لم يهتزوا، استغلوا زلات ألسنتنا الفالتة وشطحات عقولنا الخاوية ليزيحونا من كل مكان علي سطح الأرض.
قدرتنا علي الفشل متميزة، برعنا فيه، لم يفقنا أحد،،
مع أسفي،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟