أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مزوار محمد سعيد - سلام يا أرض القراصنة














المزيد.....

سلام يا أرض القراصنة


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 5380 - 2016 / 12 / 23 - 18:58
المحور: كتابات ساخرة
    


الأرض التي لا تلد أبناء مخلصين لها هي أرض تقتات من الضعف والهوان أكثر من اغتنامها من الشرف والرفعة والسمو، هذا رأيي يا أهل الغلوّ والتشدد، يمكنكم إهدار دمي الآن، واتهامي بالعمالة والخيانة أيضا.
يولد المولود على أرض لا يختارها، ولا يختار مشاعره وعلاقته بها وباتجاهها، وينتابه الكثير من السموّ من ناحيتها، فتغدوا هذه الأرض بترابها وخيراتها، بمآسيها والدراما التي تعتنقها، بدينها وتقاليدها جزء لا يتجزأ من المولود الجديد مهما كانت صفاته وطموحاته، مهما بلغ من التجرّد والتعمّد في مواجهة الحياة. من الجليل أن يحاول الفرد الفهم وامعان النظر بالداخل كما في عمق الوصول إلى منافذ الغدق وتحرير العتيق، كم يمكن أن يتواصل الجميع في الخفاء تواصل الكواليس والخساسة، بينما في العلن، في "البيغ-بكتشر" يتعانقون وتبادلون التهاني والتحيات، وكأنّ الأمواج الحضارية هي علنية فقط، والبربرية هي جوهر الإنسان في علاقته بنفسه حين ينظر إلى المرآة.
يسمى الإنسان بهذا الاسم لثقته في الوجدان وحبه لوجوده وذاته وكيانه وعشقه لكل ما هو جميل ورفيع في الوجود، لكن على أرض القراصنة !! لا يمكن أن يوجد فعل ما على أرض ما تغتال الفكرة والتمزّق التذاكر الروحية أمام أعتاب الذكر الحنيف. على هذه الأرض؛ العقل ذخيل، العنفوان مستهجن، الحركة مرفوضة وغادرة، وغير مسموح لها بالحياة، يمكن أن يصبح الجميع فوق الجميع، يصبح فوق الأرض مراتع لا تبنى على مضض، الحياة على هذه الأرض جوفاء لا قيمة لها، هي ثقافة الموت كما يصرخ بعض الأحياء فعلا، حيث الأفراد يحيون عمق التذاكي على العمق البشري، حيث ينام الفرد في خلد الارتقاء والانتقاء، يضيع في زمن من الأزمان لا كلها جزء عريق من الانتماء، ثم تحيى الأمور كلها ذات الأشواك، تغازل لمحة صورية قديمة، وهي تحيي لغة أرجاء تتزاحم على طريق سريع، تمرّ من خلاله كل أنواع المركبات، إلا مركبة هذه الأرض العاطلة منذ فجر الاستقلال، لـ: "وول ستريت" حبكت بليل، ولم يجد الفرد امتدادا له سوى في الموت والقبح. على هذه الأرض، نساء جاهدوا في سبيلها، فلم يجدن ما يسترهن في عمرهن المتقدّم على غرار نساء الدنيا، تقام للمرأة العاملة المجاهدة في سبيل وطنها على الأراضي الأخرى التماثيل التي تخلّدها، وتسجى لها القصائد، وتغنى لها الأغاني، ويُكتب إسمها على كل جدران المباني والتاريخ، وتقام لها الموائد وكل ما يحفظ كرامتها من قوانين، لكن نساؤنا يحرمن حتى من أسمائهن، بدعوى أنها عورة، أو أنّها انتقاص من شرف الرجال والدراويش. مفارقات عديدة على هذه الأرض، اشتباكات روحية صعبة على هذه الحياة التي تم قرصنتها منذ قرون، وهل سيصلح العطار ما أفسده الدهر؟
امبراطورية عميقة تحرف التاريخ عن مساره وتجعل الأيام على هذه الحياة بعيدة عن الرفاه وقريبة من سوط الظلم، ما أجمل أن تموت على أرض تلفظك، بعدما تكون قد قضيت عمرك كله تحارب من أجل رقيها وتقدمها.
سؤال يتغلّب على الأذهان، لمن بقي لديه ذهن، أسئلة تنتاب الإنسان الحي على هذه الأرض تكون بمثابة الخناجر بالجسد، حيث تقاطع الدنيا مسارات الجميع، دون أن يكوّنوا "جماعة"، رغم أنّ عقولهم لا تنساق سوى للعقل الجماعي، وكلّ مختلف عنهم هو بالنسبة إليهم هو: "مجنـــون".
عقلية "القطيع"، عقلية "الأتباع"، عقليات تحاول أن لا تبالي بوجودها من جهة، ولا تدر بأنها موجودة من جهات أخرى، لأن الإنسانية لديهم من الخرافات، ومشاعر الحب عندهم من السخافات، وسذاجتهم نوعا من أنواع الثقافات، لدى في رأيي: لا حياة على أرض القراصنة، تلك التي لم تتعلّم فقه الحياة.

[email protected]



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعبّر عن المستحيل بشكل إضطراريّ
- مدار التعقيم النهائي
- غريبة أنت أيتها المرأة الجزائرية
- فيدل كاسترو آخر حرّاس جزيرة القرم الفكرية
- أحب نفسك أوّلا
- علاج السخافة بالرداءة
- دونالد ترامب رئيسا على طريقة أنا ربكم الأعلى
- في الجزائر المستقلة لا يزال هناك عبيد
- الجذور الإسلامية للجمهورية الفرنسية
- هارب من شاطودف
- فلسفة البخار عندما ترغب في الإعتذار بدل سرد الأعذار
- الطرف الأيمن على العتبة اليسرى
- لم ندرك هذا سوى بعد ضياع كل الأمور، أدركنا أننا ندور خارج ال ...
- ذاك الذي اعتقد أنه من الآلهة، ذكّره الجزائريون بأنه بشر
- بعض توابل التفكير على الضمير قد تنفع صاحبه
- زحمة يا دنيا زحمة؛ زحمة وتاهوا الحبايب
- حريق على أعتاب دار التفكير إنتقاما من ذاته الموغلة فيه وتحرش ...
- -بريك-إقزيت- عنوان مسرحية خروج شكسبير بوند من إتحاد أوربا
- لا يمكننا شراء الجرءة
- أكتبُ ما يحلو لي رغم أن هذا يسبب لك مشكلة


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مزوار محمد سعيد - سلام يا أرض القراصنة