أفلام من ملفات المخابرات

طارق المهدوي

الحوار المتمدن-العدد: 5378 - 2016 / 12 / 21 - 21:22
المحور: الادب والفن
    

أفلام من ملفات المخابرات
طارق المهدوي
في فيلمه "قدرات غير عادية" المنتج عام 2015 كرر المخرج داوود عبدالسيد وضع اسمه كمؤلف دون إشارة إلى نقل مادته الأصلية من الملفات الخاصة للمخابرات العامة المصرية تماماً كما سبق له أن فعل في فيلمه السابق "أرض الخوف" المنتج عام 2000، متناسياً أن بعض الذين لا يزالون على قيد الحياة قد سبق لهم قراءة أصول هذه الملفات ومعرفة تفاصيلها الدقيقة إن لم يكونوا هم أنفسهم أبطالها الحقيقيين على أرض الواقع الميداني وبالتالي فهم يستطيعون تمييزها رغم إضافات المخرج وحبكاته الدرامية، لاسيما مع دلالات التطابق غير المفهوم في أسماء أبطال الفيلمين حيث اسم البطل "يحيى المنقبادي" واسم البطلة "فريدة" واسم ضابط المخابرات "عمر" هنا وهناك، وبالنسبة لفيلم "قدرات غير عادية" فهو منقول من أحد الملفات الخاصة المعروفة جيداً داخل إحدى الإدارات غير المعروفة التابعة لهيئة الخدمة السرية بالمخابرات العامة المصرية وهي إدارة الأشخاص أصحاب القدرات غير العادية، ويبدأ الفيلم مع تكليف الدكتور يحيى المنقبادي من قبل رؤسائه بإجراء بحث تدعمه كل الجهات الرسمية لصالح "جهة سيادية ما" بهدف فرز وتجنيد أي إنسان مصري لديه أية قدرات غير عادية، حيث ستتكفل به تلك الجهة وترعاه بشكل كامل حتى يمكنها استخدام قدراته غير العادية ضمن مساعيها الرامية إلى تحقيق المعرفة الكاملة والسيطرة المطلقة، وسرعان ما وجد يحيى ضالته في الطفلة فريدة الموهوبة بقدرات خارقة جعلت المحيطين بها ينقسمون إزاءها منذ مولدها إلى فريقين، أحدهما يراها مبروكة وفيها شيء لله والآخر يراها ساحرة شريرة حتى أن أباها الإسلامي اعتبرها ابنة الشيطان مما جعله يتبرأ منها ويطلق أمها، أما الصراع الحقيقي حولها فقد نشب بين فريقين أحدهما يحب فريدة ويثق في موهبتها ويسعى جاهداً لإخفاء هذه الموهبة عن الأعين الشريرة بهدف حمايتها فيما شرحته أمها بقولها "أوحش حاجة إنك تبقى مختلف عن الناس لأن ده ببساطة حا يعمل لك مشاكل كتيرة معاهم"، ويتكون فريق محبي فريدة من أمها وسكان البنسيون المطل على بحر الإسكندرية والذي تملكه وتديره وتقيم فيه أمها وقد انضم لهم يحيى عقب تعامله المباشر مع فريدة وأمها واستيائه من سوء نوايا رؤسائه تجاهها، بينما يتكون الفريق الآخر من الأجهزة السيادية الساعية للانفراد بموهبتها تمهيداً للسيطرة عليها واستغلالها في المخططات الأمنية القذرة إلى جانب الإسلاميين كارهي الموهوبين باعتبارهم متشككين ناقصي الإيمان، وتتطور الأحداث الدرامية بحيث يستطيع ضابط المخابرات عمر أن يكتشف وجود فريدة ثم ينجح في استدراج أمها عبر الدس والوقيعة والتآمر إلى شراكه الخداعية ليتزوجها ويضع فريدة تحت سيطرته مما يسمح لجهازه باستخدامها في شروره، ولكن نظراً لأن الموهبة تكره الشرور وتقدر على مواجهة الأشرار فقد نجحت الموهوبة فريدة في الفكاك من سيطرتهم لتعود مع أمها ويحيى إلى أحضان محبيها الموصوفين بسؤال ختامي هو "موش جايز الناس دول كلهم عندهم قدرات غير عادية مستخبية"؟
طارق المهدوي

#طارق_المهدوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات