ابراهيم الحريري
الحوار المتمدن-العدد: 5378 - 2016 / 12 / 21 - 13:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رسالة الى قائد شيوعي(2)
نحن بشر!
ابراهيم الحريري
نحن الشيوعيين لسنا" من طينة خاصة" و لا من" جبلة على حدة" كما كتب ستالين ذات مرة: نحن بشر!
لقد دارهذا النقاش داخلي امدا طويلا، في فترة من النفي الداخلي، و انا اتفحص اخطائي و خطاياي و اخطاء الآخرين و خطاياهم، و انعكس في رواية" الأِغتيال" في حوار مع االصديق( الحزب) عندما عرض عليّ "صك الغفران"، اي العودة الى الحزب، قلت له( في الرواية): آن لكم ان تغادروا منصة الآلهة : تعاقب و تثيب، تحيي و تميت، يا صديقي"
نحن الشيوعيين اذ نكرس نشاطنا من اجل اسعاد الناس،و مساعدتهم على ادارك ان ذلك لن يتحقق بمعزل عنهم، بمعزل عن نشاطهم، فاننا لا نمنّ بذلك على الناس، و اذ نوقظ فيهم الوعي بقدراتهم، بانسانيتهم انما نعمق ما هو جوهري فينا: انسانيتنا.
هذا ما عنيته عندما قلت للرفيق رائد فهمي عندما التقتيه بعد انتخابه سكرتيرا للجنة المركزية: لم آتِ لأُهنئك على تسنمك المركز، فهو ليس منصبا تشريفيا، بل لأُهنئك على ثقة رفاقك بك".
و هذا يعني انه مدين لهم بهذه المسؤولية التي كلفوه بها، لأنَهم توسّموا فيه القدرة على تحمل هذه المسؤلية الجسيمة، و هذا يعني بالتالي، انه تقع عليه مسؤولية تبرير هذه الثقة، امام رفاقه، امام الحزب و امام الناس الذين يرون في الحزب الأمل.
ذلك ان افدح ما يمكن ان يصاب به القائد، اي قائد، هو الغرور و الرضا عن النفس ما يؤدي به الى تعميق النظر داخله وليس فيما حوله ويعزله عن رفاقه و الناس و عن الحياة باسرها، متصوران المركز الذي يشغله يعود الى قدراته " الخارقة" ما يمنحه الحق في التعالي على رفاقه و على الحزب، و يمنحه الحصانة ضد المحاسبة و النقد.
بغداد-21-12-2016
#ابراهيم_الحريري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟