محمد محسن عامر
الحوار المتمدن-العدد: 5378 - 2016 / 12 / 21 - 13:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أنا قومي عربي من أصول ثقافية أمازيغية .. انتمائي الثقافي الامازيغي ألمسه كل يوم باليدين من أوشام جدتي .. تعلمت معنى الإنتماء من جداتي لأبي و أمي الجزائريات و جدي لأمي المقاوم في الثورة الجزائرية رحمه الله , كان يقول أن الثوار لا يتكلمون إلا العربية حتى لو كانت المجموعة تحوي عربيا واحد حتى لا تزرع بذور التفرقة .. جدة أبي كما روى لي لم تكن تتقن العربية إطلاقا .. لم أشعر يوما بأني في حاجة إلى من ينبهني لانتمائي أو يشعرني بأي نوع من الإضطهاد الإثني فالهوية في بدئها الأول شعور بالإنتماء .. فقط .. أعي جيدا أن محاولة خلق صحوة للسرد الأمزيغي لا غاية لها سوى إقحامنا في معركة للهويات لن تنتج سوى منح الشرعية للأخر الهوياوي للوجود و هكذا نمنح الفاشيات حق الوجود الموضوعي و الشرعي .. أعلم جيدا أن الهويات تصنع ضمن التاريخ , أي ضمن الصيرورة التارخية الصراعية التي ترفض العودة إلى الوراء .. هذا ما تعلمته من كارل ماركس.. الموقف من العروبة يعبر في حقيقته عن تموقعين رجعين أولهما مرتبط بالموقف الإستشراقي من العروبة المشحونة بالأيدويلوجيا و مواقف غير مواطنية تريد فصل الصراع الإجتماعي عن بنته التحتية و تولجه ضمن متاهات الخطابات الفوقوية التي لا تفييد سوى الرجعية .. الأمازيغية معطى مؤسس في الثقافة العربية الإسلامية لشعوب المغرب .. فلا يمكن فصل الأمزغة عن الأسلمة و العربنة لأنها انتهت داخل صهر تاريخي طويل جدا صنع منا ما نحن الان و هو القاعدة لما سنكون في المستقبل .. القضية قضية تحرر وطني محتواة داخل الصراع الطبقي و ليست خطبا رنانة ضمن ترف هويياوي مؤدلج ..عدى ذلك ,كل ما يقال هذر لا طائل منه ..
#محمد_محسن_عامر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟