عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 5378 - 2016 / 12 / 21 - 00:02
المحور:
الادب والفن
ورائي
في الأفق البعيد .... حكاية
صنعها التراب النقي
بيد الرب
من هنا
من أرض الجد الكبير سام أور
أبن النبي الكبير نوح
أبن الأب الكبير آدم
أنا السومري أبن الأنبياء والمخلدين والصلحاء
غرف الرب من ماء الشام غرفة
وعجن التراب وقال
كن ... فكنت
ها أنذا طين مطيع يفعل بي أصابع مبدعة
ما ينقصني إلا بعض من نفخة
تلفت الرب بين الأرجاء يبحث عن روح
لم يجد إلا روحه
فنفخ
صرت إنسانا أدميا يبحث عن سر مستتر
خلف ورق محزوم على خصري
يستر أشياء جميلة
وأشياء أجمل
إنها لعبة اليوم الأول
فتقربت من لعبتي وتقربت لعبتي مني
فكان اللقاء
ثم الفراق
وكتبنا عريضة للسماء
لم نعد بحاجة لمزيد من الروح
تعلمنا السر
أنكشف الغطاء
كنا نخدع الرب في ملهاة مملة
والرب يجلس فوق العرش يسخر منا
كما يسخر الملوك من دناءة وذل العبيد
لم نعد نرى وجه الله من يومها وللأبد
لأننا أكتشفنا بعد وقت طويل من الخطيئة أننا خدعنا وأنخدعنا
فلم يعد المسر ممكنا ولا الوقوف
ولا الموت حتى كحل يريح العقل
تبارزنا مع أنفسنا وكأننا نبارز خطيئتنا الموحشة
الموغلة
الغبية
إلى يوم
تنتهي فيها بقايا الطين السومري
ونعود لنوح
نركب سفينة الهجرة
جلسنا الصباح نحكي أحلامنا السخيفة
ومر نوح يمشي
بلا سفينة
لقد سرقها الإنسان
وجعلها تمخر العباب
بين البحار
لتنقل الموت من هنا وهناك
أخر الأحتمالات التي يعقلها العقل
أن تكون سفينة الحياة
سفينة للموت
وهكذا تبدأ الحكاية وتنتهي
بنفس الغباء
لنبدأ من جديد
حكاية ثانية من خلف الأفق البعيد
نستنسخ خيبتنا لنموت
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟