منير الصعبي
الحوار المتمدن-العدد: 5377 - 2016 / 12 / 20 - 00:52
المحور:
الادب والفن
هموم على أشعة الشمس
محاصرون نحن من غير حصار
منقادون ... مسّيرون
واهمون نحن حدّ الاندثار
نُخادع أنفُسنا
كم مرةً نُخادِع
كم مرةً نُلدغ بوهم الاضطرار
كم مرةً نخرج من سرابٍ
الى سرابٍ ونحصدُ الدّمار
أما آن الأوان لنكون مؤمنين
فلا نُلدغ من ذات الجحر
ونُغير المسار
متى نكون لذاتنا
فنرفض الوصاية
ونرفض الولاية
ونرفض اللعب فينا
على طاولة القمار
متى نكون ذاك الرّقم الصعب
الذي لا يجزّئهُ الكسرُ ولا الأعشار
متى نترجمُ القولَ
أننا لا نقبلُ القسمةَ
ولا نقبلُ الفرقةَ
ولا نختلفُ على هلالٍ
تأخّرَ بحسابات المدار
متى تُوَحِدنا كلمةٌ
متى يوحدنا فعل الرّجال
متى ندرك أنّ الله أكبر
من أن يُعبد خلف جدار
وأنّ الله أجلُّ من أن يحاسبنا
على سروالٍ لبسناه
واعتقدنا بخرافة
أنّ الطويل منه يجرجرنا
الى النّار
متى تتحرك غيرتنا
على امرأة اغتصبت
باسم الدين وهي تُعَدُّ من (الكفار)
وإن الدّيار تُخرّب وتداس
والأوطان تُسبى
فلا عمر يحرك ساكنا
ولا علي يستلُّ سيفه البتّار
وكلٌ يبحث في قائمة اهتماماته
عن طريقةٍ يحتفي بها
بعيد ميلاد سيّد الأبرار ...!
أو بماذا يسمي مولوده القادم
فيفتح صفحة القرآن
ليبحث عن اسم تردده الأذكار ..!
صَغُرنا بكبائرنا
حد التفاهة
فأي ذنب أكبر
ممن لم تحركه غيرة الأحرار
فتُقتل فينا الغيرة
لتُدفن في زمن مضى
قد اُسدل عليه السّتار
حيث مات معتصماه
وقصره سكنه غلمان التتار
وفررنا من ديار
يرُفع فيها أذان الحق
خمس مرات
يرفع فيها الأذان
وذهبنا لغربٍ ينصفنا
وإليه يكون الفرار
لنرتجي منهم العدل
يا لسخرية الأقدار
أيُّ أمةٍ نحن
أيُّ أمةٍ لا تَنصر مظلوما
ولا تُجير من يطلب الجوار
أيُّ أمةٍ نحن
تَعُدُّ قتلاها كلّ يوم
ولا تمسح عن وجهها العار
فهذا يُقتلُ كمداً
وذاك يُقتل خطفاً وآخر جوعاً
وآخرَ مزقهُ انفجار
وكلهم يرفع راية الله أكبر
وكلهم يَدّعون
أنهمُ الأخيار
أهٍ يا أُمَّةً
حفظتْ أن الله جميلٌ
ونسيتْ أنه العزيزُ الجبّار
*****
#منير_الصعبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟