أحمد حامد قادر
كاتب و صحفي
(Ahmed Hamid Qader)
الحوار المتمدن-العدد: 5376 - 2016 / 12 / 19 - 12:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل سيكون مصير هذه المبادرة كسابقاتها؟؟
أطلق السيد مسعود البارزانى رئيس حزب الديمقراطى الكردستانى أواخر شهر تشرين الاول الماضى مبادرة دعى فيها الأحزاب الكردستانية و بالأخص الأحزاب الخمسة المتنفذة للعودة الى طاولة المفوضات مجددا. والعمل على تشكيل حكومة جديدة و اختيار شخصية أخرى لرئاسة الإقليم ... الخ و يعنى ذلك بأنه مستعد ليتخلى عن رئاسة الإقليم..
وقد أبدت معظم الأحزاب موافقتها الأولية على المبادرة المذكورة و قام الحزب الديمقراطى الكردستانى بلقاءات منفردة مع بعض الأحزاب من خارج السلطة. ألا ان المشروع لم يدخل حيز التنفيذ لحد اليوم. ولم تجتمع الأحزاب المعنية...
وبهذه المناسبة أعود الى سنة 2015. عندما بدأت الأحزاب المذكورة بسلسلة من المحادثات بشأن تعديل دستور الإقليم و حل مشكلة رئاسة الإقليم و البرلمان.. الخ. وانتهت هذه السلسة ليس فقط الى الفشل و حسب بل كانت خاتمتها معركة الحجارة و ثم حرق مقرات الأحزاب من قبل حركة التغير و حلفائها. و ذلك فى تشرين الأول من العام الماضى. ومنذ ذلك الحين حدثت مقاطعة شبه تامة بين الأحزاب السلطة و استعرت معركة الاعلام بينها الى الحد الذى أخذت بعضها تتهم البعض الاخر بالخيانة العظمى!! ولولا الحرب الدائرة مع ـ داعش ـ لكان الإقليم غارقا في الماء الان.
في رأى هناك سببان أساسيان يحولان دون التوصل الى النتيجة المرجوة و هما:
أولا: لأن الخلافات و بالأخص بين كل من [حدك و أوك] تاريخية و قديمة تعود الى بداية ستينات القرن الماضى. وهى صراعات طبقية عميقة الجذور.
ثانيا: التدخل الاجنبى السافر في شؤون تلك الأحزاب و حكومة الإقليم. وبالأخص كل من دولتى [ايران و تركيا] انطلاقا من مصالحهما الذاتية. تضاف اليهما شركات النفط العالمية العاملة في الإقليم. اللاتى و جدت في هذه الفوضى السائدة و الازمة السياسية و الاقتصادية القائمة. الفرصة المواتية لمواصلة السلب و النهب و أمعان سيطرتها..
وجدير بالذكر أن نشير الى أن دول الجوار كانت و لاتزال تعمل من اجل انهاء الكيان الكردى (الفدرالية) في كردستان العراق. ولم تكن اشعال الحرب بين [حدك و أوك] في ايار 994 الا جزءا من تلك المؤامرة. ولم يكن هجوم ـ داعش ـ على (مخمور) بنية احتلال ـ أربيل الا جزءا آخر من نفس المؤامرة و الحبل على الجرار كما يقال...
ومن جهة أخرى ـ وهذا مهم جدا ـ ان مشكلة الوضع الحالي في الإقليم مرتبط كل الارتباط بمشاكل العراق المستعصية منذ 2003. وهى مربوطة أيضا بمشاكل منطقة الشرق الأوسط الموقفة على مصير داعس في كل من العراق و سوريا.
عليه فان المبادرة الحالية سيكون مصيرها كسابقاتها و لن تخرج في أحسن الأحوال عن كونها ـ ترقيعات ـ وقتية. لا تصمد الا لفترة وجيزة و مهزوزة كمثيلاتها السابقات!!
وخلاصة القول ان مصير الإقليم – الفدرالية ـ مربوط بمصير العراق و المنطقة المتوقفة على انتهاء الحرب مع داعش حيث ستحصل تغييرات جذرية في الكيانات القائمة حاليا و كردستان العراق من ضمنها. وهى على قاب قوسين أو أدنى كما يفال فتنهار عروش و تقام أخرى بموجب المخططات المرسومة من قبل الرأسمالية العالمية...
#أحمد_حامد_قادر (هاشتاغ)
Ahmed_Hamid_Qader#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟