كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 5376 - 2016 / 12 / 19 - 02:01
المحور:
الادب والفن
مَــامَــا ! ... مَــامَــا !
دُمْيَـــتُهَــا بَيْنَ يَدَيْــهَا
لَـــمْ تبْلُــغْ فِطَــامَـهَــا
بَـــعْدُ:
مَـــازَالَتْ دَمْعَتُــهَــا فَــوْقَ خَدَّيْهَــا
مِنْ قَــسْوَةِ
مِشْطٍ وَرْدِيٍّ رَاحِـــلٍ فِي شَعْرِهَــا
مِنْ وَخْزَةِ
مَسَّــاكٍ مَــعْدَنِيٍّ عَــاثِرٍ فِي صَدْرِهَــا،
مَــامَــا ! ... مَــامَــا !
دُمْيَــتُهَــا مَـــازَالَتْ حَيَّــةً
لَمْ تُخْلِ ذِمَــامَهَــا؛
فِي عَيْنَـــيْــهَــا
نَـــافِــذَةٌ تَــقْطِفُ مَــا تَنْثُــرُهُ مِسْبَــحَةُ اللَّيْلِ
وغُيُـــومًــا لَــوَّنَـــهَــا طَــاوُوسُ السَّمَـــاءِ،
يَسْــكُنُهَــا سَــوْسَــنٌ لَمْ تَمْسَسْهَــا النَّــارُ
وَفَــرَاشٌ سَــاذَجٌ يَــأْسِرُهُ المَــحَــارُ،
فِي عَــيْنَيْــهَــا
-خَــلْفَ طَــوَاحِينِ الثَّـــلْجِ الزّرْقَـــاءِ-
تَــرْكُضُ الأَشْجَــــارُ
وَتَــذُوبُ الأَمْــوَاجُ الفُسْتُقِيَّــة
فِي قِــطَـــارٍ مِنْ حَرِيرِ الخَيْزُرَانِ،
مَـــازَالَتْ تَرْهَــبُ أُرْجُـــوحَــةَ الخَيْــلِ؛
(حشْرَجَــةٌ. غِرْبَــانٌ. مَرْجٌ أَسْوَد.)
مِنْ غَيَـــابَـــاتِ الجُبِّ
خَــرَجَتْ دَامِيَــةً دُمْــيَــتُهَــا
والجَــدَائِلُ
تَحْتَ أشْلاَءِ الوَرْدِ
تَــقْطُــرُ حَــامِضَــةً
والسَّــنَـــابِلُ
بَيْنَ أَضْرَاسِ اللَّحْدِ
تُعْصَــرُ مَـــالِحَــةً،
مِنْ صَــلاَةِ الوَأْدِ
خَرَجَتْ نَــازِفَــةً سُرَّتُــهَــا،
مَــنْ يُــذْكِي الآنَ فُرْشَــاةَ اللهِ
بَــعْــدَ كَفَّيْهَــا؟
مَــنْ يُــرَبِّي الحُلْمَ
فِي عَــنَـــاقِيــدِ المِيَــاهِ؟
مَــنْ يَــدْحُــو النُّــورَ لِمِسْمَــارِ الصَّلِيبِ
بَــعْدَ ذِرَاعَيْهَــا؟
وإلَى مَنْ يَــحْمِلُ عُصْفُــورٌ حَبَّــاتِ
هَــمْسٍ مَطْبُوخٍ فِي الأصْدَافِ؟
قَــدَمَــاهَــا غَــارِقَتَــانِ
فِي تَــرَانِيمِ الحَلِيبِ ...
دُمْيَتُهَــا تَصْرُخُ بَيْنَ التِّلاَلِ
والأَيَـــائِــلُ
تَــهْجُــرُ آكَــامَــهَــا ...
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟