أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت21














المزيد.....

حوار صامت21


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5376 - 2016 / 12 / 19 - 01:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سؤال _ أفتراضا أنك كلفت بإعادة رسم منهجية القراءة القصدية الملتصقة بركني الدين الحق والخير، ما هي أبرز خطوط القراءة التي يمكن أن تقدمها للفكر الإسلامي أولا وللقارئ المسلم أولا؟ وللأخر المختلف فكريا أو لغويا عن ثقافة المنهج؟
أنا _ أولا التنظير في الفكر يختلف عن الواقع العملي فقد يكون المرء منظرا عبقريا في حدود بناء النظرية كأطر، أما تجسيدها فقد يفشل في إنجاز مشروع النظرية وربما سيكون هذا فشل ذا مردود عكسي، لذا فلا يمكنني الإجابة الآن ما لم أشارك مع أخرين من أصحاب الأختصاص في فقه اللغة وعلم اللسانيات والتأريخ والفلسفة وعلماء نفس المعرفة وأصحاب المهارات التدوينية وعلماء الطرائق التفكيرية والعقلية ومختصي في علم النفس الأجتماعي وفقهاء يؤمنون بأحقية النص أن يمنح الحرية في تقديم الفكر الديني للإنسان مجردا من الوجوبية والألجاء، إذا القضية أكبر من مجهود فردي وأعظم من أن يتحملها فرد إلا إذا كان نبيا حقيقيا أو شيطان حقيقي، وكلا الصفتين لا تتوفر في شخصية الكاتب ولا يؤمن بوجودها في هذا العالم الواقعي متعدد ومتنوع الأفكار والأستقطابات وأيضا في ظل أيديلوجية متزمتة بالأنا التفضيلية.
سؤال _ ومن يضمن للنظرية أن تكون ناجحة إذا كان المنظر غير قادر على تجسيدها واقعا؟
أنا _ الفرق كبير من أن تكون نظرية بسيطة أو محدودة في قالب خاص ويعجز المنظر عن تجسيدها وبين نظرية كبرى وذات بعد فكري وتأريخي وإنساني شامل، المنظر الحقيقي هو من يعرف حدوده لا من يزعم بأنه قادر على أمتلاك عصا موسى المعجزة، صحيح أن التنظير يظهر للقارئ أن الفكرة تبدو معقولة وجاهزة للتطبيق في ظل هذا التخبط والعبثية في الواقع الديني والإنساني، ولكن العقل المنطقي والواقع يقول أن نظرية بهذا الحجم أولا تحتاج لعقول تدبرية مؤمنة بها أولا وبقدرتها على محاولة تجاوز الواقع ثانيا، وعلى الإخلاص والتهيئة والإعداد الكامل لنجاح تجربة التطبيق، أما من ناحية الإمكانيات فتحتاج مثل هذه النظرية إلى جهد مؤسسي ضخم يتناسب مع حجم المهمة وخطورتها، إذن الأمر ليس تنصل شخصي من مهمة بقدر ما هي نظرة واقعية وأصولية له.
سؤال _ هل يمكننا أن نبتعد عن الدين لنعطي فسحة للعقل للتحرر من ضغوطات فكرة الحساب والعقاب أولا ولنسمح له بتجديد المسارات المهملة في نظامه العقلي لنعيد له النشاط والحيوية؟
أنا _ من أجل تنشيط النظام العقلي علينا أن ننوع في إشغال العقل بقضايا متعددة ومن زوايا مختلفة، لأن ذلك يضمن لنا أولا كسر النمطية التفكيرية وحصرها في توجه أحادي، وثانيا من المعلوم طبيا وتشريحيا أن الدماغ البشري فيه نقاط متعددة متخصصة في نوع من أنواع التفكير وطرق معالجتها، وعند التركيز مثلا على نمط واحد تصاب بقية النقاط بالإهمال والضمور والتلاشي فيصبح الدماغ أحادي في وظيفته مما يؤدي به إلى عدم قبول الأنماط الأخرى لضعف أو ضمور النقاط المسئولة عنها أو لكسلها نتيجة الإهمال المزمن لها، فالتنوع في الأهتمام بإنشغالات عديدة وفي أوقات متقاربة ينشط العقل ويزيد من قدرته على العمل ويفتح أفاقا تجديدية له.
سؤال _ في توجه أخر لماذا غابت القيم الجمالية عن واقعنا الإنساني وأصبح البحث عنها وعن صور جميلة مدعاة تبطرية ترفيه أكثر من كونها قيم ضرورية لصنع واقع مقبول وإنساني؟
أنا _ عندما تحاصرك السوداوية الفكرية المفروضة جبرا على واقعك الموضوعي والذاتي وتصبح الحياة مجرد مرحلة نسعى لإنهائها بأقل الخسائر الممكنة، وأنت محاصر بين العبودية والذل التمرد والخوف والقلق وفقدان القرار والتيه في وسط متنازع حتى مع ذاته، هنا يبحث العقل عن الأكثر قدرة على المعالجة للإشكالية الأهم، من الطبيعي البحث عن قيم جمالية تحتاج أولا لإحساس طبيعي يعمل في بيئة تشجع على الجمال، عندما تفتح عينيك كل صباح وأنت تفكر كيف تنجو من مصير ينتظرك قبل أن تصحو من نومة الأمس ممزوج بين قلق وعدم توازن وأضطراب من المؤكد أن كل جمال الوجود يفقد قدرته على إحساسك به، وتمضي وأنت مشغول التفكير في بناء تكتيكاتك اليومية وتوقعاتك التي تدور بين الأحتمال والمؤكد، فتصطدم بمن يبشر بعذاب القبر والحساب القاسي من رب شديد العذاب، ومن إنسان يريدك أن تكون ظهرا مهيأ للأمتطاء كي يصل لغاياته المعتادة في طريق السياسة والدين وحتى في العلائق الأجتماعية، عندما يقتحم الموت والدخان والغبار ومشاهد الدك مخيلتك ويسرق عيونك حتى بلا أستئذان، لا أظن من المنطقي والعقلي أن تفكر أن تحمل وردة جميلة وتذهب وأنت تغني لتقدمها لأمك لزوجتك لحبيبتك لأخيم لشريكك في العمل وتقول له كم هي الحياة جميلة بهذا الشكل.
سؤال _ لماذا توقف الإبداع العقلي عند الحدود الشكلية بمعنى ملاحظة الشكل متفوقا على إبداع الموضوع وخاصة في مجال الأدب أو عموم الثقافة الحسية؟
أنا _ الإبداع نوعان إبداع مثير وإبداع منير، الأول هي تلك الإبداعات التي تثير الإحساس المادي وتستفز المحسسات لما فيه الشكل من قيم أو خطوط أم خصائص تبدو غير مألوفة لها مما يعتبرها الحس إبداعا جديدا، وهذا النوع من الإبداع له قيمه الخاصة وأشتراطاته العامة لكنه يبقى إحساسا نسبيا لا يشكل عند الجميع نوعا من الإبداع لأنه أو متأثر بالذوقية الحسية وثانيا لأنه يتلاشى مع تقادم الزمن خاصة مع تطور وسائل الإبداع الحسي ذاتها، فلقد كانت السينما الصامتة في طورها الأول إبداعا في الشكل بعيدا عن مضمون ورسالة السينما، أما الإبداع الأخر والمسمى المنير فهو إبداع جوهري ضمن موضوعية المادة الإبداعية، العنصر الأساسي في هذا النوع من الإبداع هو قدرته على إثارة العقل وتقديم مضمون متعالي يشكل أفاق ومستويات من الحث على التفكير والدهشة أكثر مما يثيرها لدى الحس المادي، الإبداع المنير يبقى في الكثير من الحالات خالدا في الضمير الإنساني لأنه يتجدد في إثارته مع تطور القيم الإبداعية وأساليب تعقلها لأنه شبيه بالأعجاز العقلي أو قريب من مستويات التكامل والتمامية.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار صامت 20
- حوار صامت 19
- حوار صامت 18
- حوار صامت 17
- حوار صامت 16
- حوار صامت 15
- حوار صامت 14
- حوار صامت 13
- حوار صامت 12
- حوار صامت 11
- تلة القرابين اللعينة
- حوار صامت 10
- نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح3
- نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح2
- الصراعات التأريخية المذهبية والفكرية هي نتاج تحولات تأريخية ...
- إلى الذوات أصحاب المعاول
- حوار صامت9
- حوار صامت8
- حوار صامت7
- قدر ..... قدر


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت21