أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت 20














المزيد.....


حوار صامت 20


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5375 - 2016 / 12 / 18 - 23:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سؤال _ كثيرا ما يتردد في كلامك موضوع القراءة الإعتباطية للدين ودورها في تزييف الفهم وتحريف المفاهيم، هل تعني بالقراءة الكيفية فيها أم النوعية؟
أنا _ أختلف كثيرا مع اللذين يفسرون القراءة على أنها الطريقة أو النتيجة من القراءة النصية والتفسيرية للنصوص الدينية، بمعنى البعض يعتقد بأن قراءة النص هي توضيح الغامض وإخراج المبهم من دائرة المجهول لدائرة المعلوم وبذلك يستطيع أن يفهم من يتلقى القراءة ما يريد النص أن يقوله، بمعنى أوضح هم يشيرون إلى القراءة بمعنى الترجمة من إطار معقد ومضخم إلى إطار مبسط يكون بمتناول الناس، الحقيقة هذه ليست قراءة وليست بعملية حقيقية كما يصفون در المفسرين والمؤولين للنصوص الدينية.
تأريخيا ورد لفظ القراء وهم طبقة من كبار الصحابة ومن هم أقرب للفكر الديني من غيرهم، كانت وظيفتهم تقديم الدين للناس وتحت إشراف الرسول، وغالبهم من الفقراء والموالي ومن غير العرب فيهم مجموعة كسلمان الفارسي وغيره، هؤلاء بالرغم من أن عربيتهم كلسان لم تكن قادرة على مجاراة أعلام الصحابة الباقين في لغة العرب ولغة قريش تحديدا لكنهم كانوا الأعلى كعبا في القراءة والأقدر على إدراك القصديات الطولية في النص والعرضية أيضا، فهم غير مترجمون ولا مفسرون ومؤولين نصا، وظيفة القراءة الحقيقية هي النجاح بتقديم الفكرة الدينية مقرونة بميزان يعتمد المعنى القصدي الكلي وملخص ما يمكن أن يكون إستيعاب كلي للفكرة، فلم يكن هؤلاء بأي صورة مفسرين للكلمات ولا معبرين عن معاني المفردات كما يجري بالتفاسير وعالم المفسرين، لسبب بسيط جدا أن النص القرآني في ذلك الزمان ولليوم لم يكن نصا معسرا ولا معقدا ولا منطوق بلغة أو لسان أعجمي، بل كان بلسان عربي مبين وواضح.
طبقة المفسرين الذين ابتدعوا منهج الكلمة ومعناها وفصلوا بين الآيات وأستخدام الجزئيات اللفظية بمعزل عن بيئتها، وفككوا عرى الوحدة القرآنية هم المسئولين عن ظهور أفكار وقراءات إعتباطية أساءت للنص الديني وضيعت المعاني القصدية، وكما أساءت للكلية المنهجية المسماة في النص القرآني بالميزان، هنا أختلط على الناس ذلك الصفاء والتألق والمزيج اللذيذ من وحدة القرآن المعنوية واللفظية، وإدخلت قضايا المنطق الأرسطي وفنون البلاغة البصرية ومبتكرات الفن اللغوي التي ولدت نتيجة أختلاط العرب والأعراب بالأمم الأخرى، دون أن تأخذ وضعا طبيعيا في تعاملها مع النص، بل أكتسبت شهرة وشغف وأفتنان قدمها وغلبوا بها على الميزان اللازم، وساءت الأفهام وتجزأ المعنى وصار الحال فوضى لسانية وبلبلة في التمييز بين ما هو عربي وبين ما هو دخيل ومخلق ومختلق، النتيجة الأخيرة وصلت أن هذا الكتاب المبين محتاج إلى ترجمان لغوي كما نحتاج اليوم إليه في فهم اللغات واللهجات الأعجمية التي لم تألفها أسماعنا عادة.
سؤال _ ولكن الناس اليوم محتاجة إلى من يقدم لهم النص الديني كخلاصة فهم ومعبر عن ذائقتهم اللغوية، وهذا لا يتم إلا عبر تفسير موجز وشامل بمعنى سهل ممتنع للفهم؟
أنا _ تقديم النص الديني للقارئ الأعتيادي شيء مختلف ومفهوم قراءة النص الديني لغرض التفكر والتدبر شيء أخر، العملية في الأولى لا يمكن أن تنجح وتكون قادرة على تقديم الإسلام كفكر ورسالة ومبادئ وقيم أقرب لروح الإنشاء الأولي القصدي منها، ما لم ننجح وببراعة في القضية الثانية أولا، اليوم مع التقدم العلمي والتقني بإمكان أي متعلم أن يدخل لمواقع التفسير وترجمة المعاني حتى في داخل اللغة الواحدة، وأن يستخرج الكثير من المعاني للمفردة الواحدة، ويربط بين المعاني بما يتيسر له ويخرج بتفسير ما، هذا ما يفسر كثرة وظاهرة وجود التفاسير الحديثة للقرآن وللنص الديني، هذا الحال فيه تزييف للحقائق وتحريف للفهم والإدراك، القراءة الحقيقية اليوم تقوم على منهج البحث عن ركني الدين في كل نص ديني وتعتمد عليه للوصول إلى الكليات القصدية وهما مفهوم الحق والخير.
سؤال _ في المعيارية التي قدمتها في القراءة للنص الديني تشترط نقطتين أساسيتين هما البحث عن أعمق القصديات التي يبعثها النص للعقل، وثانيا وحدة الموضوع والهدف والنتيجة، هل نجح أحد ما من قبل بتطبيق هذه الإشتراطات الضرورية لفهم الدين؟
أنا _ من خلال قراءة الكثير من التفاسير النصية للقرآن الكريم وبمختلف المدارس من التفسير الموضوعي للغوي للتفسير الدلالي وغيرها من مدارس التفسير، أجد أنها تعتمد منهج واحد أو رؤية واحدة من زاوية محددة دون أن تدرك أن الحقيقية يمكن أن تفهم بعدة طرق إذا أعتمدنا في البحث شمولية مفهومها، حتى العلم عندما يدرس ظاهرة ما ويبدأ بتفسيرها من زاوية واحدة لا يمكننا أن نقول له أنه نجح في قراءتها كما هي، الذرة ممكن أن تدرس فيزيائيا وتدرس من الناحية التفاعلية الجزئية أي بطريقة الكمياء، ويمكن أن تدرس كمعادلات رياضية وأخرة يدرسها من منظر أخر، كل دراسة تعط وجه واحد ولكن عندما نضع الموضوع محل الدراسة أمام كل الأحتمالات القادرة على ذلك، وخرج بنتائج كاملة يمكنا عند ذاك أن نقول أن لدينا تصور شبه كامل أو قريب من الواقعية الحقيقية له، وهذا ما لم يحصل في دراسة وقراءة النص الديني، أما السؤال عن محاولات ناجحة، نعم هناك قراءات مسئولة ولكنها قليلة وقديمة جدا عندما يسأل شخص عن معنى قوله تعالى مثلا ... يأت الجواب أن الله أراد كذا وكذا دون الدخول في تفاصيل موقع الكلمة من الإعراب أو أسناد النص لواقعة أو الخوض في فقه وعقائد غير متفق عليها مما يسبب تشويشا وإضطرابا للسائل، وأبرع من كان في ذلك الزمان قطعا وبكل تأكيد هم الرعيل الأول المخلص للرسالة والمحافظ على منهجية الميزان.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار صامت 19
- حوار صامت 18
- حوار صامت 17
- حوار صامت 16
- حوار صامت 15
- حوار صامت 14
- حوار صامت 13
- حوار صامت 12
- حوار صامت 11
- تلة القرابين اللعينة
- حوار صامت 10
- نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح3
- نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح2
- الصراعات التأريخية المذهبية والفكرية هي نتاج تحولات تأريخية ...
- إلى الذوات أصحاب المعاول
- حوار صامت9
- حوار صامت8
- حوار صامت7
- قدر ..... قدر
- حوار صامت6


المزيد.....




- بيونسيه حققت فوزاً تاريخياً.. أبرز لحظات حفل جوائز غرامي 202 ...
- إطلالات خطفت الأنظار في حفل جوائز غرامي 2025
- ماسك: ترامب وافق على إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ...
- ألق نظرة على الصور الفائزة بجائزة مصور السفر لعام 2024
- بيسكوف: روسيا ستواصل الحوار مع السلطات السورية بشأن جميع الق ...
- الشرع يؤدي مناسك العمرة في مكة المكرمة (صور)
- لبنان.. -اللقاء الديمقراطي- يدعو لتسهيل مهمة رئيس الحكومة ال ...
- إنقاذ الحديد الجريح
- مذيعة سورية تجهش بالبكاء وتناشد الشرع الكشف عن مصير أخيها (ف ...
- كيف يمكن استخدام اليوغا كعلاج نفسي لتحسين صحتك العقلية؟


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت 20